كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

جماعتُها والفَرْشُ الدارةُ من الطَّلْح وقيل الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرْفُطُ والسَّلَم والعَرْفَجُ والطَّلْح والقَتاد والسَّمُر والعَوْسجُ وهو ينبت في الأَرض مستوية ميلاً وفرسخاً أَنشد ابن الأَعرابي وقد أَراها وشَواها الجُبْشا ومِشْفَراً إِن نطَقَتْ أَرَشَّا كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا ثم فسره فقال إِن الإِبل إِذا أَكلت العرفط والسلم استَرْخت أَفواهُها والفَرْشُ في رِجْل البعير اتساعٌ قليل وهو محمود وإِذا كثُر وأَفرط الرَّوَحُ حتى اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل وهو مذموم وناقة مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كان فيها اسْطار
( * قوله اسْطار هكذا في الأَصل )
وانحناء وأَنشد الجعدي مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البئْرِ دَوْسَرة مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم يكن عَقَلا ويقال الفَرْشُ في الرِّجُل هو أَن لا يكون فيها أَن لا يكون فيها انْتِصابٌ ولا إِقْعاد وافْتَرَشَ الشيءَ أَي انبسط ويقال أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كانت دكَّاءَ وفي حديث طَهْفة لكم العارِض والفَريشُ الفَريشُ من النبات ما انْبَسط على وجه الأَرض ولم يَقُم على ساق وقال ابن الأَعرابي الفَرْشُ مَدْح والعَقَل ذمٌّ والفَرْشُ اتساع في رِجْل البعير فإن كثُر فهو عَقَل وقال أَبو حنيفة الفَرْشةُ الطريقةُ المطمئنة من الأَرض شيئاً يقودُ اليومَ والليلة ونحو ذلك قال ولا يكون إِلا فيما اتسع من الأَرض واستوى وأَصْحَرَ والجمع فُرُوش والفَراشة حجارة عظام أَمثال الأَرْجاء توضع أَوّلاً ثم يُبْنى عليها الركِيبُ وهو حائط النخل والفَراشةُ البقيّة تبقى في الحوض من الماء القليل الذي ترى أَرض الحوض من ورائه من صَفائه والفَراشةُ مَنْقَع الماء في الصفاةِ وجمعُها فَراشٌ وفَراشُ القاعِ والطين ما يَبِشَ بعد نُضُوب الماء من الطين على وجه الأَرض والفَراشُ أَقلُّ من الضَّحْضاح قال ذو الرمة يصف الحُمُر وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويابِسُ والفَراشُ حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ وقيل هو القليل من العرق عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ قال ابن سيده ولا أَعرف هذا البيت إِنما المعروف بيت لبيد عَلا المسْك والدِّيباج فوقَ نُحورِهم فَراش المسيحِ كالجُمَان المُثَقَّب قال وأَرى ابن الأَعرابي إِنما أَراد هذا البيت فأَحالَ الروايةَ إِلا أَن يكون لَبِيدٌ قد أَقْوى فقال فراش المسيح فوقه يتصبب قال وإِنما قلت إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هذه القصيدةِ مجرورٌ وأَوّلُها أَرى النفسَ لَجّتْ في رَجاءِ مُكَذَّبِ وقد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ وروى البيت كالجمان المُحَبَّبِ قال الجوهري مَنْ رفعَ الفَراشَ ونَصَبَ المِسْكَ في البيت رفَعَ الدِّيباجَ على أَن الواو للحال ومَنْ نصب الفَراشَ رفعَهما والفَرَاشُ دوابُّ مثل البعوض تَطير واحدتُها فَراشةٌ والفرَاشةُ التي تَطير وتَهافَتُ في السِّراج والجمع فَراشٌ وقال الزجاج في قوله عز وجل يومَ يكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ قال الفَراش ما تَراه كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ في النار شَبَّهَ اللَّهُ عزّ وجل الناسَ يومَ البَعْث بالجراد المُنْتَشر وبالفَراش المبثوث لأَنهم إِذا بُعِثُوا يمُوج بعضُهم في بعض كالجراد الذي يَمُوج بعضُه في بعض وقال الفرّاء يريد كالغَوْغاءِ من الجراد يَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس يَجُول يومئذ بعضُهم في بعض وقال الليث الفَراشُ الذي يَطِير وأَنشد أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ فِحلْمُهم حِلْمُ الفَراشِ غَشِينَ نارَ المُصْطَلي
( * هذا البيت لجرير وهو في ديوانه على هذه الصورة )
أَزرَى بحِلمُِكُمُ الفِياشُ فأنتمُ مثلُ الفَراش غَشِين نار المصطلي وفي المثل أَطْيَشُ من فَراشةٍ وفي الحديث فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ هو بالفتح الطير الذي يُلْقي نفسَه في ضوء السِّراج ومنه الحديث جَعَلَ الفَراشُ وهذه الدوابُّ تقع فيها والفَراشُ الخفيفُ الطَّيّاشَةُ من الرجال وتَفَرّش الطائرُ رَفْرَفَ بجناحيه وبسَطَهما قال أَبو دواد يصف ربيئة فَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمّ ال بَيْض شَدّاً وقد تَعالى النهارُ ويقال فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إِذا جعل يُرَفْرِف على الشيء وهي الشَّرْشَرةُ والرَفْرَفةُ وفي الحديث فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش هو أَن تَقْرب من الأَرض وتَفْرُش جَناحيها وتُرَفْرِف وضرَبَه فما أَفْرَش عنه حتى قَتَلَه أَي ما أَقْلعَ عنه وأَفْرَش عنهم الموتُ أَي ارْتفع عن ابن الأَعرابي وقولهم ما أَفْرَشَ عنه أَي ما أَقْلَع قال يزيد ابن عمرو بن الصَّعِق
( * قوله « قال يزيد إلخ » هكذا في الأصل والذي في ياقوت وأَمثال الميداني لم أَر يوماً مثل يوم جبله لما أَتتنا أسد وحنظله وغطفان والملوك أزفله تعلوهم بقضب منتخله وزاد الميداني لم تعد أَن أَفرش عنها الصقله )
نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَهْ يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَلَهْ

الصفحة 3384