كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الهمزة واواً ابن الأَعرابي أَبَّ إِذا حَرَّك وأَبَّ إِذا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فيها والأَبُّ النِّزاعُ إِلى الوَطَنِ وأَبَّ إِلى وطَنِه يَؤُبُّ أَبَّاً وأَبابةً وإِبابةً نَزَعَ والمَعْرُوفُ عند ابن دريد الكَسْرُ وأَنشد لهِشامٍ أَخي ذي الرُّمة
وأَبَّ ذو المَحْضَرِ البادِي إِبَابَتَه ... وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنابَ تَخْيِيمِ
وأَبَّ يدَه إِلى سَيْفهِ رَدَّها إليْه ليَسْتَلَّه وأَبَّتْ أَبابةُ الشيءِ وإِبابَتُه اسْتَقامَت طَريقَتُه وقالوا للظِّباءِ إِن أَصابَتِ الماءَ فلا عَباب وإِنْ لم تُصِب الماءَ فلا أَبابَ أَي لم تَأْتَبَّ له ولا تَتَهيَّأ لطلَبه وهو مذكور في موضعه والأُبابُ الماءُ والسَّرابُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد
قَوَّمْنَ ساجاً مُسْتَخَفَّ الحِمْلِ ... تَشُقُّ أَعْرافَ الأُبابِ الحَفْلِ
أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ وأُبابُ الماءِ عُبابُه قال أُبابُ بَحْرٍ ضاحكٍ هَزُوقِ قال ابن جني ليست الهمزة فيه بدلاً من عين عُباب وإِن كنا قد سمعنا وإِنما هو فُعالٌ من أَبَّ إِذا تَهَيَّأَ واسْتَئِبَّ أَباً اتَّخِذْه نادر عن ابن الأَعرابي وإِنما قياسه اسْتَأْبِ
( أبت ) أَبَتَ اليومُ يَأْبِتُ ويَأْبُتُ أَبْتاً وأُبُوتاً وأَبِتَ بالكسر فهو أَبِتٌ وآبِتٌ وأَبْتٌ كله بمعنى اشتدَّ حَرُّه وغَمُّه وسَكَنَتْ ريحه قال رؤْبة من سافعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ وهو يومٌ أَبْتٌ وليلةٌ أَبْتَةُ وكذلك حَمْتٌ وحَمْتَةٌ ومَحْتٌ ومَحْتَةٌ كل هذا في شدّة الحرّ وأَنشد بيت رؤبة أَيضاً وأَبْتَةُ الغَضَبِ شدَّتُه وسَوْرَتُه وتَأَبَّتَ الجَمْرُ احْتَدَمَ
( أبث ) أَبَثَ على الرجل يَأْبِثُ أَبْثاً سَبَّه عند السلطان خاصة التهذيب الأَبْثُ الفَقْر وقد أَبَثَ يَأْبِثُ أَبْثاً الجوهري الأَبِثُ الأَشِرُ النَّشِيطُ قال أَبو زُرارة النصري أَصْبَحَ عَمَّارٌ نَشِيطاً أَبِثا يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد كَبِثا كَبِثَ أَنْتَنَ وأَرْوَحَ وقال أَبو عمرو أَبِثَ الرجلُ بالكسر يَأْبَثُ وهو أَن يَشْرَبَ اللبَن حتى ينتفخ ويأْخذَه كهيئة السُّكْر قال ولا يكون ذلك إِلا من أَلبان الإِبل
( أبخ ) أَبَّخَه لامه وعَذلَه لغة في وَبَّخَه قال ابن سيده حكاها ابن الأعرابي وأُرى همزته إِنما هي بدل من واو وبخه على أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قليل كَوَناة وأَناة ووَحَدٍ وأَحَدٍ
( أبد ) الأَبَدُ الدهر والجمع آباد وأُبود وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد ؟ فقال بل هي للأَبد وفي رواية أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ ؟ فقال بل لأَبَدِ أَبَدٍ وفي أُخرى بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر وأَبَدٌ أَبيد كقولهم دهر دَهير ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد وأَبعدَ الأَبَدِيَّة وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ قال ابن سيده ولم نسمعه قال وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون على التشنيع والتعظيم كما قالوا أَرضون وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ العائضين وقالوا في المثل طال الأَبعدُ على لُبَد يضرب ذلك لكل ما قدُمَ والأَبَدُ الدائم والتأْييد التخليد وأَبَدَ بالمكان يأْبِد بالكسر أُبوداً أَقام به ولم يَبْرَحْه وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً كذلك وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي توحشت وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً توحشت والتأَبُّد التوحش وأَبِدَ الرجلُ بالكسر توحش فهو أَبِدٌ قال أَبو ذؤَيب فافْتَنَّ بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ ناجيةً مثل الهراوة ثِنْياً بَكْرُها أَبِدُ أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها والأَوايد والأُبَّدُ الوحش الذكَر آبد والأُنثى آبدة وقيل سميت بذلك لبقائها على الأَبد قال الأَصمعي لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا وقال عديّ بن زيد وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا يعني بالأَمهار جحاشها وأَفلين صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن الأُمهات والأُبود كالأَوابد قال ساعدة بن جؤَية أَرى الدهر لا يَبقْى على حَدَثانه أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ قال رافع بن خديج أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الوحش فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا الأَوابد جمع آبدة وهي التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها وخلفتهم الوحش بها قد تأَبدت قال لبيد بِمِنىَ تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها وتأَبد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش وفي حديث أُم زرع فأَراح عليّ من كل سائمةٍ زَوْجَيْن ومن كل آبِدَةٍ اثنتين تريد أَنواعاً من ضروب الوحوش ومنه قولهم جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش وتأَبَّدت الدار خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه وأَتان أَبَدٌ وحشية والآبدة الداهية تبقى على الأَبد والآبدة الكلمة أَو الفعلة الغريبة وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد ويقال للشوارد من القوافي أَوابد قال الفرزدق لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ وأوابِدِي بتَنَحُّل الأشعارِ ويقال للكلمة الوحشية آبدة وجمعها الأَوابد ويقال للطير المقيمة بأَرضٍ شتاءَها وصيفها أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد فإِذا كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع والأَوابد ضد القواطع من الطير وأَتان أَبِد في كل عام تلد

الصفحة 4