كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

بوزن الكِبِد هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير ويقال لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ابن السكيت يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه وهي آخِرَةُ الرحلِ والمِئخارُ النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام قال ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا مِن وَقْعِه يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ وقال أَبو حنيفة المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء وأَنشد البيت أَيضاً وفي الحديث المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ويروى بالمدّ أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب
( أخن ) الآخِنيُّ ثيابٌ مُخَطَّطةٌ قال العجاج عليه كَتَّانٌ وآخِنِيُّ والآخِنيَّةُ القِسِيُّ قال الأَعشى مَنَعتْ قِياسُ الآخِنيَّةِ رأْسَه بسِهامِ يَثْرِبَ أَو سِهامِ الوادي أَضافَ الشيءَ إلى نفسه لأَن القِياسَ هي الآخِنيَّة أَو يكون على أَنه أَراد قِياسَ القوّاسة الآخنيَّة ويروى أَو سِهامِ بلادِ أَبو مالك الآخِنِيُّ أَكْسِيَةٌ سُودٌ ليِّنةٌ يَلبَسُها النصارى قال البعيث فكَرَّ علينا ثمَّ ظلَّ يجُرُّها كما جَرَّ ثوبَ الآخِنِيِّ المقدَّس وقال أَبو خراش كأَن المُلاءَ المَحْض خَلْفَ كُراعِه إذا ما تَمَطَّى الآخِنِيُّ المُخَذَّمُ
( أخا ) الأَخُ من النسَب معروف وقد يكون الصديقَ والصاحِبَ والأَخا مقصور والأَخْوُ لغتان فيهِ حكاهما ابن الأَعرابي وأَنشد لخُليجٍ الأَعْيَويّ قد قلتُ يوماً والرِّكابُ كأَنها قَوارِبُ طَيْرٍ حان منها وُرُودُها لأَخْوَيْنِ كانا خيرَ أَخْوَيْن شِيمةً وأَسرَعه في حاجة لي أُريدُها حمَل أَسْرَعه على معنى خَيْرَ أَخْوَين وأَسرَعه كقوله شَرّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها وهذا نادرٌ وأَما كراع فقال أَخْو بسكون الخاء وتثنيته أَخَوان بفتح الخاء قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا قال ابن بري عند قوله تقول في التثنية أَخَوان قال ويَجيء في الشعر أَخْوان وأَنشد بيت خُلَيْج أَيضاً لأَخْوَيْن كانا خيرَ أَخْوَين التهذيب الأَخُ الواحد والاثنان أَخَوان والجمع إِخْوان وإِخْوة الجوهري الأَخُ أَصله أَخَوٌ بالتحريك لأَنه جُمِع على آخاءٍ مثل آباء والذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَخَوان وبعض العرب يقول أَخانِ على النقْص ويجمع أَيضاً على إِخْوان مثل خَرَب وخِرْبان وعلى إِخْوةٍ وأُخْوةٍ عن الفراء وقد يُتَّسَع فيه فيُراد به الاثنان كقوله تعالى فإِن كان له إِخْوةٌ وهذا كقولك إِنَّا فعلنا ونحن فعلنا وأَنتُما اثنان قال ابن سيده وحكى سيبويه لا أَخا فاعْلَمْ لكَ فقوله فاعْلم اعتراض بين المضاف والمضاف إِليه كذا الظاهر وأَجاز أَبو علي أَن يكون لك خبراً ويكون أَخا مقصوراً تامّاً غير مضاف كقولك لا عَصا لك والجمع من كل ذلك أَخُونَ وآخاءٌ وإِخْوانٌ وأُخْوان وإِخْوة وأُخوة بالضم هذا قول أَهل اللغة فأَما سيبويه فالأُخْوة بالضم عنده اسم للجمع وليس بِجَمْع لأَن فَعْلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة ويدل على أَن أَخاً فَعَلَ مفتوحة العين جمعهم إِيَّاها على أَفْعال نحو آخاء حكاه سيبويه عن يونس وأَنشد أَبو علي وَجَدْتُم بَنيكُم دُونَنا إِذْ نُسِبْتُمُ وأَيٌّ بَني الآخاء تَنْبُو مَناسِبُهْ ؟ وحكى اللحياني في جمعه أُخُوَّة قال وعندي أَنه أُخُوّ على مثال فُعُول ثم لحقت الهاء لتأْنيث الجمع كالبُعُولةِ والفُحُولةِ ولا يقال أَخو وأَبو إِلاّ مُضافاً تقول هذا أَخُوك وأَبُوك ومررت بأَخِيك وأَبيك ورأَيت أَخاكَ وأَباكَ وكذلك حَموك وهَنُوك وفُوك وذو مال فهذه الستة الأَسماء لا تكون موحَّدة إِلاَّ مضافة وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف لأَن الواو فيها وإِن كانت من نفْس الكلمة ففيها دليل على الرفع وفي الياء دليل على الخفض وفي الأَلف دليل على النصْب قال ابن بري عند قوله لا تكون موحَّدة إِلاّ مضافة وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف قال ويجوز أَن لا تضاف وتُعْرب بالحرَكات نحو هذا أَبٌ وأَخٌ وحَمٌ وفَمٌ ما خلا قولهم ذو مالٍ فإِنه لا يكون إِلاَّ مضافاً وأَما قوله عز وجل فإِن كان له إِخْوةٌ فَلأُمِّه السُّدُسُ فإِنَّ الجمع ههنا موضوع موضِع الاثنين لأَن الاثنين يُوجِبان لها السدُس والنسبةُ إِلى الأَخِ أَخَوِيّ وكذلك إِلى الأُخت لأَنك تقول أَخوات وكان يونس يقول أُخْتِيّ وليس بقياس وقوله عز وجلّ وإِخْوانُهُم يَمُدُّونَهم في الغَيِّ يعني بإِخوانهم الشياطين لأَن الكفار إِخوانُ الشياطين وقوله فإِخْوانكم في الدين أَي قد دَرَأَ عنهم إِيمانُهم وتوبتُِم إِثْمَ كُفْرهم ونَكْثِهم العُهودَ وقوله عز وجل وإِلى عادٍ أَخاهم هُوداً ونحوه قال الزجاج قيل في الأَنبياء أَخوهم وإِن كانوا كَفَرة لأَنه إِنما يعني أَنه قد أَتاهم بشَر مثلهم من وَلَد أَبيهم آدم عليه السلام وهو أَحَجُّ وجائز أَن يكون أَخاهم لأَنه من قومهم فيكون أَفْهَم لهم بأَنْ يأْخذوه عن رجُل منهم وقولهم فلان أَخُو كُرْبةٍ وأَخُو لَزْبةٍ وما أَشبه ذلك أَي صاحبها وقولهم إِخْوان العَزاء وإِخْوان العَمل وما أَشبه ذلك إِنما يريدون أَصحابه ومُلازِمِيه وقد يجوز أَن يَعْنوا به أَنهم إِخْوانه أَي إِخْوَتُه الذين وُلِدُوا معه وإِن لم يُولَد العَزاء ولا العمَل ولا غير ذلك من الأَغْراض غير أَنَّا لم نسمعهم يقولون إِخْوة العَزاء ولا إِخْوة العمَل ولا غيرهما إِنما هو إِخْوان ولو قالوه لجَاز وكل ذلك على المثَل قال لبيد إِنَّما يَنْجَحُ إِخْوان العَمَلْ يعني من دَأَبَ وتحرَّك ولم يُقِمْ قال الراعي

الصفحة 40