كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

ورَكَدَ الهَواءُ ومَن قال إِن لُعَابَ الشَّمْسِ السَّرَابُ فقد أَبطلَ إِنما السَّرَابُ الذي يُرَى كأَنه ماءٌ جارٍ نِصْفَ النهار وإِنما يَعْرِفُ هذه الأَشْياءَ مَن لَزِمَ الصَّحارِي والفَلَوات وسار في الهَواجر فيها وقِيل لُعابُ الشمس ما تراه في شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت ويقال هو السَّرابُ والاسْتِلْعابُ في النخل أَن يَنْبُتَ فيه شيء من البُسْر بعد الصِّرام قال أَبو سعيد اسْتَلْعَبَتِ النخلةُ إِذا أَطْلَعَتْ طَلْعاً وفيها بقيةٌ من حَمْلها الأَوَّل قال الطرماح يصف نخلة
أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي ... قد أَنى إِذْ حانَ وقتُ الصِّرام
واللَّعْباءُ سَبِخةٌ معروفة بناحية البحرين بحِذاءِ القَطِيفِ وسِيفِ البحرِ وقال ابن سيده اللَّعْباءُ موضع وأَنشد الفارسي
تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً ... وأَعْجَلْنا إِلاهةَ أَنْ تَؤُوبا
ويروى الإِلهةَ إِلاهةُ اسم للشمس ( لعث ) : الأَلْعَثُ : الثقيل البطيءُ من الرجال . وقد لَعِثَ لَعَثاً قال أَبو وجرة السعدي : ونَفَضْتُ عني نومَها فسريتُها بالقوم من تَهِمٍ وأَلْعَثَ واني والتَّهِمُ والتَّهِنُ : الذي قد أَثقله النعاس ( لعثم ) تَلَعْثَم عن الأَمر نَكَل وتمكَّث وتأَنَّى وتبصَّر وقيل التَّلَعْثُم الانتظار وما تَلَعْثَم عن شيء أَي ما تأَخَّر ولا كذَّب وقرأَ فما تَلعْثَم وما تَلَعْذَمَ أَي ما توقَّف ولا تمكَّث ولا تردّد وقيل ما تَلَعْثَم أَي لم يُبْطِئ بالجواب وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما عرَضْتُ الإِسْلامَ على أَحَدٍ إِلا كانت فيه كَبْوةٌ إِلا أَن أَبا بكر ما تَلَعْثَم أَي أَجاب من ساعتِه أَوَّلَ ما دعوته ولم ينتظر ولم يتمكَّث وصدَّق بالإِسلام ولم يتوقَّف وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال في أَحدِ إِخْوتِه فليسَت فيه لَعْثَمَةٌ إِلا أَنه ابن أَمَةٍ أَراد أَنه لا توقُّفَ عن ذِكْرِ مَناقبه إِلا عند ذكر صَراحةِ نَسبِه فإِنه يُعاب بهُجْنته ويقال سأَلته عن شيء فلم يتَلعْثَمْ ولم يتَلَعْذَمْ ولم يَتَتَمْتَمْ ولم يتمرَّغ ولم يتفكَّر أَي لم يتوقف حتى أَجابني ( لعج ) اللاَّعِجُ الهَوى المُحْرِقُ يقال هَوًى لاعِجٌ لحُرْقَةِ الفُؤَادِ من الحُبّ ولَعَجَ الحُبُّ والحُزْنُ فُؤَادَهُ يَلْعَجُ لَعْجاً اسْتَحَرَّ في القلب ولَعَجَه لَعْجاً أَحْرَقَه ولَعَجَه الضَّرْبُ آلمَه وأَحْرَق جِلْده واللَّعْجُ أَلَمُ الضرْبِ وكُلُّ مُحْرِقٍ والفعل كالفعل قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَليّ ماذا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُما ؟ لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسَى لِمنْ رَقَدا إِذا تَأَوَّب نَوْحٌ قامَتا معه ضَرْباً أَلِيماَ بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا يَغِيرُ بمعنى يَنْقَعُ والسِّبْتُ جُلودُ البَقَر المَدْبُوغةُ واللَّعْجُ الحُرْقةُ قال إِياسُ بن سَهْمٍ الهُذَليّ تَرَكْنَكَ من عَلاقتهِنَّ تَشْكو بهِنَّ من الجَوى لَعْجاً رَصِينا والْتَعَجَ الرجلُ إِذا ارتَمَضَ من هَمٍّ يُصيبُه قال الأَزهري وسمعتُ أَعْرابيّاً من بني كُلَيْبٍ يقول لما فتح أَبو سعيد القَرْمَطِيُّ هَجَرَ سَوَّى حِظاراً من سَعَفِ النَّخْل وملأَه من النساءِ الهَجَرِيّات ثم أَلْعَجَ النارَ في الحِظارِ فاحْتَرَقْنَ والمُتَلَعِّجَةُ الشَّهْوى من النّساء والمُتَوَهِّجةُ الحارَّةُ المَكانِ
( لعذم ) قرأَ فما تَلَعْذَمَ أَي ما تردَّد كتلَعْثَم وزعم يعقوب أَن الذال بدل من التاء وقد تقدم ( لعز ) لَعَزَتِ الناقةُ فَصيلها لطَعَتْهُ بلسانها واللَّعْزُ كناية عن النكاح ولَعَزَها يَلْعَزُها لَعْزاً نكحها سُوقِيَّة غير عربية وقال الليث هو من كلام أَهل العراق ( لعس ) اللَّعَسُ سَوادُ اللِّثَة والشَّفة وقيل اللَّعَس واللُّعْسَة سَواد يعلو شَفَة المرأَة البيضاء وقيل هو سواد في حمرة وقيل ذو الرمة لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ وفي اللِّثاتِ وفي أَنْيابها شَنَبُ أَبْدَلَ اللَّعَسَ من الحُوَّة لَعِسَ لَعَساً فهو أَلْعَسُ والأُنثى لَعْساء وجعل العجاج اللُّعْسَة في الجسد كله فقال وبَشَراً مع البَياض أَلْعَسا فجعل البشر أَلْعَسَ وجعله مع البياض لما فيه من شُرْبة الحمرة قال الجوهري اللَّعْسُ لَونُ الشفة إِذا كانت تضرب إِلى السواد قليلاً وذلك يُسْتَمْلَح يقال شفة لَعْساء وفِتْيَة ونسوة لُعْس وربما قالوا نَبات أَلْعَس وذلك إِذا كثر وكَثُف لأَنه حينئذ يضرب إِلى السواد وفي حديث الزبير أَنه رأَى فِتْيَة لُعْساً فسأَل عنهم فقيل أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة وأَبُوهم مملوك فاشترى أَباهم وأَعتقه فجرَّ ولاءَهم قال ابن الأَثير اللُّعْسُ جمع أَلْعَس وهو الذي في شفتيه سَواد قال الأَصمعي اللُّعْس الذين في شِفاهِهمْ سَوادٌ وهو مما يُستحسَن ولقد لَعِسَ لَعَساً قال الأَزهري لم يُرِدْ به سَوادَ الشفة خاصة إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَي سَوادَها والعرب تقول جارية لَعْساء إِذا كان في لَوْنِها أَدنى سواد فيه شُرْبَة حُمْرَةٍ ليست بالناصعَة فإِذا قيل لَعْساء الشَّفة فهو

الصفحة 4041