ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويفعل ما يستحِقّ به اللَّعْنَ والمُلاعَنة واللِّعانُ المُباهَلَةُ والمَلاعِنُ مواضع التَّبَرُّز وقضاء الحاجة والمَلْعَنة قارعة الطريق ومَنْزِل الناس وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبْلَ المَلاعِنُ جَوَادُّ الطريق وظِلالُ الشجر ينزِلُها الناسُ نَهَى أَن يُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّى السّابلة بأَقذارها ويَلْعَنُون من جَلَسَ للغائط عليها قال ابن الأَثير وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ قال هي جمع مَلْعَنة وهي الفَعْلة التي يُلْعَنُ بها فاعلها كأَنها مَظِنَّة للَّعْنِ ومحلٌّ له وهو أَن يتَغوَّط الإِنسان على قارعة الطريق أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله وفي الحديث اتقوا اللاَّعِنَيْن أَي الأَمرين الجالبين اللَّعْنَ الباعِثَيْن للناسِ عليه فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله في هذه المواضع وليس ذا في كل ظلٍّ وإِنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مَقِيلاً ومُناخاً واللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ فسميت هذه الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سبب اللَّعْن وفي الحديث ثلاثٌ لَعِيناتٌ اللَّعِينة اسم المَلْعون كالرَّهِينة في المَرْهُون أَو هي بمعنى اللَّعْن كالشَّتِيمةِ من الشَّتْم ولا بُدَّ على هذا الثاني من تقدير مضاف محذوف ومنه حديثُ المرأَة التي لَعَنَتْ ناقَتها في السفر فقال ضَعُوا عنها فإِنها مَلْعُونة قيل إِنما فعل ذلك لأَنه استجيب دعاؤُها فيها وقيل فعَلهُ عُقوبةً لصاحبتها لئلا تعود إِلى مثلها وليعتبر بها غيرها واللَّعِينُ ما يُتخذ في المزارع كهيئة الرجل أَو الخيال تُذْعَرُ به السباعُ والطيور قال الجوهري والرجل اللَّعِينُ شيء يُنْصَبُ وسَطَ الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش وأَنشد بيت الشماخ كالرجل اللَّعِين قال شمر أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابي لعنترة هل تُبْلِغَنِّي دارَها شَدَنِيَّةٌ لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ وفسره فقال سُبَّتْ بذلك فقيل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ ولا بها لبن قال ورواه أَبو عدنان عن الأَصمعي لُعِنَتْ لمحروم الشراب وقال يريد بقوله لمحروم الشراب أَي قُذِفَت بضرع لا لبن فيه مُصَرَّم واللَّعِينُ المِنْقَرِيّ من فُرسانهم وشُعرائهم ( لعا ) قال الليث يقال كلبة لَعْوةٌ وذِئبة لَعْوةٌ وامرأَة لَعْوة يعني بكل ذلك الحريصة التي تقاتل على ما يؤكل والجمع اللَّعَواتُ واللِّعاء واللَّعْوةُ واللَّعاةُ الكلبة وجمعها لَعاً عن كراع وقيل اللَّعْوةُ واللَّعاةُ الكلبة من غير أَن يخصوا بها الشَّرهة الحريصة والجمع كالجمع ويقال في المثل أَجْوَعُ من لَعْوة أَي كلبة واللَّعْو السيء الخُلُق واللَّعْوُ الفَسْلُ واللَّعْوُ واللَّعا الشَّرِه الحَريص رجل لَعْوٌ ولَعاً منقوص وهو الشره الحريص والأُنثى بالهاء وكذلك هما من الكلاب والذئاب أَنشد ثعلب لو كُنتَ كلبَ قَنيصٍ كُنتَ ذا جُدَدٍ تَكونُ أُرْبَتُهُ في آخِرِ المَرَسِ لَعْواً حَريصاً يَقولُ القانِصانِ له قُبِّحْتَ ذا أَنْفِ وَجْهٍ حَقّ مُبْتَئِسِ اللفظ للكلب والمعنى لرجل هجاه وإنما دَعا عليه القانِصان فقالا له قُبِّحت ذا أَنف وجه لأَنه لا يَصيد قال ابن بري شاهد اللَّعْوِ قول الراجز فَلا تَكُونَنَّ رَكِيكاً ثَيْتَلا لَعْواً متى رأَيته تَقَهَّلا وقال آخر كلْبٍ على الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه لَعْوٍ يُعاديكَ في شَدٍّ وتَبْسِيل
( * قوله « كلب إلخ » ضبط بالجر في الأصل هنا ووقع ضبطه بالرفع في بهل )
واللَّعْوة واللُّعْوةُ السواد حول حلمة الثدي الأَخيرة عن كراع وبها سمي ذو لَعْوةَ قَيْلٌ من أَقيال حِمْيَر أُراه للَعْوة كانت في ثديه ابن الأَعرابي اللَّوْلَع الرُّغَثاء وهو السواد الذي على الثدي وهو اللطخة وتَلَعَّى العسَلُ ونحوه تَعَقَّد واللاعي الذي يُفزعه أَدنى شيء عن ابن الأَعرابي وأَنشد أُراه لأَبي وجزة لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه مُسْتَرْيِعٍ لسُرى المَوْماةِ هَيَّاجِ يُفْرِطُه يَملؤه رَوْعاً حتى يذهب به وما بالدار لاعِي قَرْوٍ أَي ما بها أَحد والقَرْوُ الإِناء الصغير أَي ما بها مَن يَلحَس عُسّاً معناه ما بها أَحد وحكى ابن بري عن أَبي عُمر الزاهِد أَن القَرْو مِيلَغةُ الكلب ويقال خرجنا نَتَلعَّى أَي نأْخذ اللُّعاع وهو أَول النَّبت وفي التهذيب أَي نُصيب اللُّعاعة من بُقول الربيع قال الجوهري أَصله نَتَلَعَّع فكرهوا ثلاث عينات فأَبدلوا ياء وأَلَعَّتِ الأَرض أَخرجت اللُّعاع قال ابن بري يقال أَلَعَّت الأَرض وأَلْعَتْ على إِبدال العين الأَخيرة ياء واللاعي الخاشِي وقال ابن الأَعرابي في قول الشاعر