كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

واللُّغام من البعير بمنزلة البُزاقِ أَو اللُّعاب من الإِنسان ولَغَم البعيرُ يَلْغَم لُغامه لَغْماً إِذا رمى به وفي حديث ابن عُمر وأَنا تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصِيبُني لُغامُها لُغامُ الدابة لُعابُها وزبدُها الذي يخرج من فيها معه وقيل هو الزَّبَدُ وحده سمي بالمَلاغِم وهي ما حَوْلَ الفَم مما يَبْلُغه اللسان ويَصِل إِليه ومنه الحديث يَستعمِل مَلاغِمَهُ هو جمع مُلْغَم ومنه حديث عمرو بن خارجة وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَقْصَع بِجِرّتها ويَسِيل لُغامُها بين كَتِفَيَّ والمَلْغَمُ الفمُ والأَنْف وما حولهما وقال الكلابي المَلاغِمُ من كل شيء الفم والأَنف والأَشْداق وذلك أَنها تُلَغَّم بالطيب ومن الإِبل بالزَّبَدِ واللُّغامِ والمَلْغَمُ والمَلاغِم ما حول الفم الذي يبلغه اللسان ويشبه أَن يكون مَفْعَلاً من لُغامِ البعير سمي بذلك لأَنه موضع اللُّغامِ الأَصمعي مَلاغِمُ المرأَة ما حول فمها الكسائي لَغَمْت أَلْغَم لَغْماً ويقال لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها إِذا قبَّلْت مَلْغَمها وقال خَشَّمَ منها مَلْغَمُ المَلْغومِ بشَمَّةٍ من شارِفٍ مَزْكومِ قدْ خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمومِ ليسَ بمَعْشوقٍ ولا مَرْؤُومِ خَشَّم منها أَي نتُن منها مَلْغُومُها بشَمَّة شارف وتلَغَّمْت بالطِّيب إِذا جعلته في المَلاغِم وأَنشد ابن بري لرؤبة تَزْدَج بالجادِيّ أَو تَلَغَّمُهْ
( * قوله « تزدج إلخ » هكذا في الأصل )
وقد تلَغَّمَت المرأَةُ بالزعفران والطِّيب وأَنشد مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع ولُغِمَ فلانٌ بالطِّيب فهو مَلْغوم إِذا جعل الطِّيب على مَلاغِمه والمَلْغَم طرف أَنفه وتلَغَّمَت المرأَة بالطيب تلَغُّماً وضَعَتْه على مَلاغمها وكلُّ جوهر ذوّاب كالذهب ونحوه خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ وقد أُلْغِمَ فالْتَغَمَ والغنَمُ تتَلَغَّم بالعُشْب وبالشِّرْب تَبُلُّ مَشافِرَها واللَّغَم الإِرْجافُ الحادُّ( لغن ) اللُّغْنُ الوَتَرة التي عند باطن الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِنسانُ تَمَدَّدَتْ وقيل هي ناحية من اللَّهاةِ مُشْرِفَة على الحَلْق والجمع أَلغانٌ وهو اللُّغْنُون أَبو عبيد النَّغانِغ لَحمات تكون عند اللَّهَوات واحدها نُغْنُغ وهي اللَّغانينُ واحدها لُغْنُون واللَّغانِين لحم بين النُّكْفَتين واللسانِ من باطن ويقال لها من ظاهرٍ لَغادِيدُ ووَدَجٌ ولُغْنُونٌ ويقال جِئتَ بلُغْنِ غيرك إِذا أَنكَرتَ ما تَكلَّمَ به من اللغة وفي بعض الأَخبار إِنك لتتَكَلَّمُ بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ وفي الحديث ( ) ( قوله « وفي الحديث إلخ » عبارة التكملة وفي الاحاديث التي لا طرق لها ان إلخ اه ولغن ضال فيها بالإضافة لكن في نسختين من النهاية تنوين لغن ) أَن رجلاً قال لفلان إِنك لتُفْتي بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ اللُّغْنُ ما تعَلَّقَ من لحم اللَّحْيَيْن وجمعه لَغانينُ كلُغْدٍ ولَغاديد وأَرض مُلْغَانَّة والْغِينانُها كثرة كَلَئِها واللُّغْنُون أَيضاً الخَيْشُوم عن ابن الأَعرابي والغانَّ النَّبتُ طال والتَفَّ فهو مُلْغانٌّ ولَغَنَّ لغة في لَعَلَّ وبعض بني تميم يقول لَغَنَّكَ بمعنى لَعَلَّك قال الفرزدق قِفَا يا صاحِبَيَّ بنا لَغَنَّا نرَى العَرَصاتِ أَو أَثرَ الخِيامِ
واللُّغْنُونُ لغة في اللُّغْدُودِ والجمع اللَّغانين ( لغا ) اللَّغْو واللَّغا السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع التهذيب اللَّغْو واللَّغا واللَّغْوى ما كان من الكلام غير معقود عليه الفراء وقالوا كلُّ الأَولاد لَغاً أَي لَغْو إِلا أولاد الإِبل فإِنها لا تُلْغى قال قلت وكيف ذلك ؟ قال لأَنك إِذا اشتريت شاة أَو وليدة معها ولد فهو تبع لها لا ثمن له مسمى إِلا أَولاد الإِبل وقال الأَصمعي ذلك الشيء لك لَغْوٌ ولَغاً ولَغْوَى وهو الشيء الذي لا يُعتدّ به قال الأَزهري واللُّغة من الأَسماء الناقصة وأَصلها لُغْوة من لَغا إِذا تكلم واللَّغا ما لا يُعدّ من أَولاد الإِبل في دية أَو غيرها لصغرها وشاة لَغْو ولَغاً لا يُعتدّ بها في المعاملة وقد أَلغَى له شاة وكلُّ ما أسقط فلم يعتد به مُلْغًى قال ذو الرمة يهجو هشام بن قيس المَرَئي أَحد بني امرئ القيس بن زيد مناة ويَهْلِكُ وَسْطَها المَرئيُّ لَغْواً كما أَلغَيْتَ في الدِّيةِ الحُوارا عَمِله له جرير ثم لَقِيَ الفَرَزْدَقُ ذا الرّمة فقال أَنشِدني شعرك في المَرَئِيِّ فأَنشده فلما بلغ هذا البيت قال له الفرزدق حَسِّ أَعِدْ عليَّ فأَعاد فقال لاكَها والله من هو أَشدُّ فكَّين منك وقوله عز وجل لا يُؤاخِذُكم اللهُ باللَّغْوِ في أَيمانكم اللَّغوُ في الأَيمان ما لا يَعْقِدُ عليه القلب مثل قولك لا واللهِ وبلى واللهِ قال الفراء كأَن قول عائشة إِنَّ اللَّغْوَ ما يجري في الكلام على غير عَقْدٍ قال وهو أَشبه ما قيل فيه بكلام العرب

الصفحة 4049