أُخرى فقال لَلَقَدْ كانوا على أَزْمانِنا للصَّنِيعَينِ لِبَأْسٍ وتُقَى( لقز ) لَقَزَه لَقْزاً كَلَكَزَه
( لقس ) اللَّقِسُ الشَّرِه النفْس الحَريص على كل شيء يقال لَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَت عليه قال ومنه الحديث لا يَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نفسي ولكن لِيَقُلْ لَقِسَت نفسي أَي غَثَتْ واللَّقَسُ الغَثَيان وإِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً من لفظ الخُبْث والخبيث ولَقِسَت نفسُه من الشيء تَلْقَسُ لَقَساً فهي لَقِسَة وتمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً غَثَتْ غَثَياناَ وخَبُثَت وقيل نازعته إِلى الشرِّ وقيل بَخِلَت وضاقَتْ قال الأَزهري جعل الليث اللَّقَس الحِرْص والشَّرَه وجعله غيره الغَثَيَان وخُبْث النَّفْس قال وهو الصواب أَبو عمرو اللَّقِس الذي لا يستقيم على وجْه ابن شميل رجل لَقِس سَيّء الخلُق خَبيثُ النَّفس فَحَّاشٌ وفي حديث عُمر وذكر الزبير رضي اللَّه عنهما فقال وَعِْقَةٌ لَقِسٌ اللَّقِس السَّيّء الخلق وقيل الشَّحِيح ولَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا حَرَصَتْ عليه ونازعتْه إِليه واللَّقِس العَيَّاب للناس المُلَقِّب الساخِر يلقِّب الناس ويسخَر منهم ويفسد بينهم واللاَّقِس العَيَّاب ويقال فلان لَقِس أَي شَكِس عَسِر ولَقَسَه يَلْقِسُهُ لَقْساً وتَلاقَسُوا تَشاتَمُوا أَبو زيد لَقِسْت الناس أَلقَسُهم ونَقِسْتُهم أَنقَسُهم وهو الإِفساد بينهم وأَن تسخَر منهم وتلقِّبهم الأَلقاب ولاقِس اسم
( لقص ) لَقِصَ لَقَصاً فهو لَقِصٌ ضاقَ واللَّقِصُ الكثيرُ الكلام السريعُ إِلى الشرّ ولَقَصَ الشيءُ جِلْدَه يَلْقِصُه ويَلْقَصُه لَقْصاً أَحْرَقَه بِحرِّه
( لقط ) اللَّقْطُ أَخْذُ الشيء من الأَرض لقَطَه يَلْقُطه لَقْطاً والتقَطَه أَخذه من الأَرض يقال لِكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ أَي لكل ما نَدَر من الكلام مَن يَسْمَعُها ويُذِيعُها ولاقِطةُ الحَصى قانِصةُ الطير يجتمع فيها الحصى والعرب تقول إِنَّ عندك ديكاً يَلْتَقِط الحصى يقال ذلك للنّمّام الليث إِذا التقَط الكلامَ لنميمةٍ قلت لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى حكاية لفعله قال الليث واللُّقْطةُ بتسكين القاف اسم الشيء الذي تجِدُه مُلْقىً فتأْخذه وكذلك المَنبوذ من الصبيان لُقْطةٌ وأَمّا اللُّقَطةُ بفتح القاف فهو الرجل اللّقّاطُ يتبع اللُّقْطات يَلْتَقِطُها قال ابن بري وهذا هو الصواب لأَنّ الفُعْلة للمفعول كالضُّحْكةِ والفُعَلةُ للفاعل كالضُّحَكةِ قال ويدل على صحة ذلك قول الكميت أَلُقْطَةَ هُدهدٍ وجُنُودَ أُنْثَى مُبَرْشِمةً أَلَحْمِي تأْكُلُونا ؟ لُقْطة منادى مضاف وكذلك جنود أُنثى وجعلهم بذلك النهايةَ في الدَّناءة لأَنّ الهُدْهد يأْكل العَذِرةَ وجعلهم يَدِينون لامرأَة ومُبَرْشِمة حال من المنادى والبَرْشَمةُ إِدامة النظر وذلك من شدّة الغيظ قال وكذلك التُّخْمةُ بالسكون هو الصحيح والنُّخَبةُ بالتحريك نادر كما أَن اللُّقَطة بالتحريك نادر قال الأَزهري وكلام العرب الفصحاء غير ما قال الليث في اللقْطة واللقَطة وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي والأَحمر قالا هي اللُّقَطةُ والقُصَعةُ والنُّفَقةُ مثقّلات كلها قال وهذا قول حُذّاق النحويين لم أَسمع لُقْطة لغير الليث وهكذا رواه المحدّثون عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِنه سئل عن اللقَطة فقال احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها وأَما الصبيّ المنبوذ يَجِده إِنسان فهو اللقِيطُ عند العرب فعيل بمعنى مفعول والذي يأْخذ الصبي أَو الشيء الساقِط يقال له المُلْتَقِطُ وفي الحديث المرأَةُ تَحُوز ثلاثةَ مَوارِيثَ عَتِيقَها ولَقِيطَها وولدَها الذي لاعَنَت عنه اللَّقِيطُ الطِّفل الذي يوجَد مرْميّاً على الطُّرق لا يُعرف أَبوه ولا أُمّه وهو في قول عامة الفقهاء حُرّ لا وَلاء عليه لأَحد ولا يَرِثُه مُلْتَقِطه وذهب بعض أَهل العلم إِلى العمل بهذا الحديث على ضَعفه عند أَكثر أَهل النقل ويقال للذي يَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزرعُ ووُخِزَ الرُّطَب من العِذْق لاقِطٌ ولَقّاطٌ ولَقَّاطةٌ وأَمَّا اللُّقاطةُ فهو ما كان ساقطاً من الشيء التَّافِه الذي لا قيمة له ومَن شاءَ أَخذه وفي حديث مكة ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لِمُنْشِد وقد تكرر ذكرها من الحديث وهي بضم اللام وفتح القاف اسم المالِ المَلْقُوط أَي الموجود والالتقاطُ أَن تَعْثُر على الشيء من غير قَصْد وطلَب وقال بعضهم هي اسم المُلْتَقِط كالضُّحَكةِ والهُمَزَةِ كما قدّمناه فأَما المالُ المَلْقُوط فهو بسكون القاف قال والأَول أَكثر وأَصح ابن الأَثير واللقَطة في جميع البلاد لا تحِل إِلا لمن يُعرِّفها سنة ثم يتملَّكها بعد السنة بشرط الضمان لصاحبها إِذا وجده فأَمّا مكةُ صانها اللّه تعالى ففي لُقَطتِها خِلاف فقيل إِنها كسائر البلاد وقيل لا لهذا الحديث والمراد بالإِنشاد الدَّوام عليه وإِلا فلا فائدة لتخصيصها بالإِنشاد واختار أَبو عبيد أَنه ليس يحلُّ للملتقِط الانتفاع بها وليس له