كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

فيما إِذا لَفَّ على عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل يجب عليه وإن لم يَلْمَسِ الخِتانُ الخِتانَ وفي حديث النخعي إِذا التقى الماءَانِ فقد تَمَّ الطُّهورُ قال ابن الأَثير يريد إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين من أَعْضائك في الوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ في الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة ولا يُبالي أَيُّهما قدَّم قل وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في الوضوء أَو يريد بالعضوين اليدين والرجلين في تقديم اليمنى على اليسرى أَو اليسرى على اليمنى وهذا لم يشترطه أَحد والأُلْقِيَّةُ واحد من قولك لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من شَرٍّ وعُسْر ورجل مُلَقًّى لا يزالُ يلقاه مكروه ولَقِيتُ منه الأَلاقَي عن اللحياني أَي الشَّدائد كذلك حكاه بالتخفيف والمَلاقي أَشْراف نَواحي أَعْلى الجبل لا يزال يَمْثُل عليها الوعل يعتصم بها من الصياد وأَنشد إِذا سامَتْ على المَلْقاةِ ساما قال أَبو منصور الرواة رووا إِذا سامت على المَلَقاتِ ساما واحدتها مَلَقةٌ وهي الصَّفاة المَلْساء والميم فيها أَصلية كذا روي عن ابن السكيت والذي رواه الليث إِن صح فهو مُلْتَقى ما بين الجبلين والمَلاقي أَيضاً شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذلك واحدها مَلْقًى ومَلْقاةٌ وقيل هي أَدنى الرحم من موضع الولد وقيل هي الإِسَكُ قال الأَعشى يذكر أُم عَلْقمةَ وكُنَّ قد أَبْقَيْنَ منه أُذًى عند المَلاقي وافيَ الشَّافِرِ الأَصمعي المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقي وهو مَأْزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه وتلقَّت المرأَة وهي مُتَلَقٍّ عَلِقَتْ وقلّ ما أَتى هذا البناء للمؤنث بغير هاء الأَصمعي تَلقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عليه والمَلاقي من الناقة لحم باطن حيَائها ومن الفرس لحم باطن ظَبْيَتها وأَلقى الشيء طَرَحَه وفي الحديث إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلْقي لها بالاً يَهْوي بها في النار أَي ما يُحْضِرُ قلبَه لما يَقولُه منها والبالُ القَلبُ وفي حديث الأَحنف أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فما أَلقى لذلك بالاً أَي ما اسْتَمع له ولا اكْتَرَثَ به وقوله يَمْتَسِكُونَ مِن حِذاِ الإِلْقاءِ بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خشية أَن تُلقِيَهم في البحر ولَقَّاه الشيءَ وأَلقاه إِليه وبه فسر الزجاج قوله تعالى وإِنَّك لَتُلَقَّى القرآن أَي يُلْقى إِليك وحْياً من عند الله واللَّقى الشيء المُلْقى والجمع أَلقاء قال الحرث بن حلزة فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن كلِّ حَيٍّ كأَنهم أَلْقاءُ وفي حديث أَبي ذر ما لي أَراك لَقًى بَقًى ؟ هكذا جاءَا مخففين في رواية بوزن عَصاً واللَّقى المُلْقى على الأَرض والبَقى إِتباع له وفي حديث حكيم بن حزام وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً قال ابن الأَثير قيل أَصل اللَّقى أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم وقالوا لا نَطُوف في ثياب عَصَيْنا اللهَ فيها فيُلقُونها عنهم ويُسمّون ذلك الثوب لَقًى فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأْخُذوها وتركوها بحالها مُلْقاةً أَبو الهيثم اللَّقى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إذا طاف بالبيت في الجاهلية وجمعه أَلقاء واللَّقى كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة والأُلْقِيَّةُ ما أُلقِيَ وقد تَلاقَوْا بها كتَحاجَوْا عن اللحياني أَبو زيد أَلْقَيت عليه أُلْقِيَّةً كقولك أَلقَيت عليه أُحْجِيَّةً كل ذلك يقال قال الأَزهري معناه كلمة مُعاياةٍ يُلقِيها عليه ليستخرجها ويقال هم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم ولَقاةُ الطريق وسَطُه عن كراع ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن تَلَقِّي الرُّكْبان وروى أَبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَتلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى منه شيئاً فصاحِبُه بالخِيارإذا أَتى السُّوقَ قال الشافعي وبهذا آخذ إن كان ثابتاً قال وفي هذا دليل أَن البيع جائِز غيرَ أَن لصاحبها الخيار بعد قُدوم السوق لأَنَّ شراءَها من البَدوِيّ قبل أَن يصير إلى موضع المُتساومَيْنِ من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخيار وتَلَقِّي الرُّكبان هو أَن يستقبل الحضَريُّ البدويَّ قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكَسادِ ما معه كَذِباً ليشتري منه سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ من ثمن المثل وذلك تَغْرير مُحرَّم ولكن الشراء منعقد ثم إن كذب وظهر الغَبْنُ ثبت الخِيار للبائع وإن صدَق ففيه على مذهب الشافعي خلاف وفي الحديث دخَل أَبو قارظٍ مكةَ فقالت قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقى أَكُفِّنا أَي أَيدينا تَلتَقي مع يده وتجتمع وأَراد به الحِلْفَ الذي كان بيْنه وبينهم قال الأَزهري والتَّلَقِّي هو الاستقبال ومنه قوله تعالى وما يُلَقَّاها إلا الذين صَبَروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ قال الفراء يريده ما يُلَقَّى دفعَ السيئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظيم فأَنثها لتأْنيث إرادة الكلمة وقيل في قوله وما يُلقَّاها أي ما يُعَلَّمها ويُوَفَّقُ لها إلا الصابر وتَلَقَّاه أَي استقبله وفلان يَتَلَقَّى فلاناً أَي يَسْتَقْبِله والرجل يُلَقَّى الكلام أَي يُلَقَّنه وقوله تعالى إذ تَلَقَّوْنَه بأَلسنتكم أَي يأْخذ بعض عن بعض وأَما قوله تعالى فَتَلقَّى آدمُ من ربّه

الصفحة 4066