كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

إِحداهما بالأُخرى مع صوت يكون منهما ومنه ما يستعمله الكَتَبة في كَتْبهم في الدّيوان لَمَّظْناهم شيئاً يَتلمَّظُونه قبل حُلول الوقت ويسمى ذلك اللُّماظة واللُّماظة بالضم ما يَبقى في الفم من الطعام ومنه قول الشاعر يصف الدنيا لُماظةُ أَيامٍ كأَحلامِ نائمٍ وقد يُستعار لبقية الشيء القليل وأَنشد لُماظة أَيام والإِلْماظُ الطعْن الضعيف قال رؤبة يُحْذِيه طَعْناً لم يكن إِلْماظا وما عندنا لَماظٌ أَي طعام يُتلمَّظُ ويقال لَمِّظْ فلاناً لُماظة أَي شيئاً يتلمَّظُه الجوهري لمَظَ يَلمُظُ بالضم لَمْظاً إِذا تَتَبَّع بلسانه بقيّةَ الطعام في فمه أَو أَخرج لسانه فمسح به شَفتيه وكذلك التلمُّظُ وتلمَّظَتِ الحيةُ إِذا أَخرجت لسانها كتلمُّظ الأَكل وما ذُقت لَماظاً بالفتح وفي حديث التحْنِيكِ فجعل الصبيُّ يتلمَّظ أَي يُدِيرُ لسانه في فيه ويحرِّكُه يتَتبَّع أَثر التمر وليس لنا لَمَاظ أَي ما نَذُوقُه فنَتلمَّظُ به ولَمَّظْناه ذوَّقْناه ولَمَّجْناه والتمَظَ الشيءَ أَكله ومَلامِظُ الإِنسان ما حَوْلَ شَفَتَيْه لأَنه يَذُوقُ به ولَمَظ الماءَ ذاقَه بطَرف لسانه وشرب الماء لَماظاً ذاقه بطرَف لسانه وأَلمَظَه جعل الماء على شفته قال الراجز فاستعاره للطعن يُحْميه طعْناً لم يكن إِلْماظا
( * مقوله « يحميه » كذا في الأصل وشرح القاموس بالميم وتقدم يحذيه طعناً وفي الاساس وأحذيته طعنة إِذا طعنته ) أَي يبالغ في الطعن لا يُلْمِظُهم إِياه واللَّمَظُ واللُّمْظةُ بياض في جَحْفلة الفرس السُّفْلى من غير الغُرّة وكذلك إِن سالت غُرَّتُه حتى تدخل في فمه فيَتَلَمَّظ بها فهي اللُّمظة والفرس أَلْمَظُ فإِن كان في العُليا فهو أَرْثَمُ فإِذا ارتفع البياض إِلى الأَنف فهو رُثْمَةٌ والفرس أَرْثَمُ وقد الْمَظَّ الفرس الْمِظاظاً ابن سيده اللَّمَظ شيء من البياض في جَحفلة الدابّة لا يُجاوز مَضَمَّها وقيل اللُّمظة البياض على الشفتين فقط واللُّمْظة كالنُّكْتة من البياض وفي قلبه لُمظة أَي نُكتة وفي الحديث النِّفاق في القلب لُمْظة سوداء والإِيمانُ لُمظة بيضاء كلما ازْداد ازْدادتْ وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه الإِيمان يَبْدُو لُمظةً في القلب كلما ازداد الإِيمان ازدادت اللُّمظة قال الأَصمعي قوله لُمظة مثل النُّكْتة ونحوها من البياض ومنه قيل فرس أَلمظ إِذا كان بجَحْفلته شيء من بياض ولَمَظه من حقِّه شيئاً ولمَّظه أَي أَعْطاه ويقال للمرأَة أَلْمِظِي نَسْجَكِ أَي أَصْفِقِيه وأَلْمَظ البعير بذَنَبه إِذا أَدْخله بين رِجْليه ( لمع ) لَمَعَ الشيءُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً وتِلِمّاعاً وتَلَمَّعَ كلُّه بَرَقَ وأَضاءَ والعْتَمَعَ مثله قال أُمية بن أَبي عائذ وأَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يَتَكَلَّدُ ولَمَعَ البرْقُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعاناً إِذا أَضاءَ وأَرض مُلْمِعةٌ ومُلَمِّعةٌ ومُلَمَّعةٌ ولَمَّاعةٌ يَلْمَعُ فيها السرابُ واللَّمَّاعةُ الفَلاةُ ومنه قول ابن أَحمر كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنْوفِيّةٍ لَمّاعةٍ يُنْذَرُ فيها النُّذُرْ قال ابن بري اللَّمَّاعةُ الفلاةُ التي تَلْمَعُ بالسرابِ واليَلْمَعُ السرابُ لِلَمَعانِه وفي المثل أَكْذَبُ من يَلْمَعٍ ويَلْمَعٌ اسم بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَيضاً ويُشَبَّه به الكَذُوبُ فيقال هو أَكذَبُ من يَلْمَعٍ قال الشاعر إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني بِوِدِّيَ قالتْ إِنما أَنتَ يَلْمَعُ واليَلْمَعُ ما لَمَعَ من السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ وخَدٌّ مُلْمَعٌ صَقِيلٌ ولَمَعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْعاً وأَلْمَعَ أَشارَ وقيل أَشار لِلإِنْذارِ ولَمَعَ أَعْلى وهو أَن يرفَعَه ويحرِّكَه ليراه غيره فيَجِيءَ إِليه ومنه حديث زينب رآها تَلْمَع من وراءِ الحجابِ أَي تُشِيرُ بيدها قال الأَعشى حتى إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه سُقِيَتْ وصَبَّ رُواتُها أَوْ شالَها ويروى أَشْوالَها وقال ابن مقبل عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ إِذْ لَمَعَت بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوانَ أَنْ يَقَعا
( * قوله « أن يقعا » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة عيث يقفا )
عَيْثي بمنزلة عَجَبي ومَرَحي ولَمَعَ الرجلُ بيديه أَشار بهما وأَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كذلك قال عدِيُّ بن زيد العبّاذي عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو وبالأَكُفِّ اللاَّمِعاتِ سُورُ ولَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَلْمَعُ وأَلْمَعَ بهما حَرَّكهما في طَيَرانِه وخَفَق بهما ويقال لِجَناحَي الطائِرِ مِلْمَعاهُ قال حميد بن ثور يذكر قطاة لها مِلْمَعانِ إِذا أَوْغَفَا يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى أَوْغَفَا أَسْرَعا والوَحَى ههنا الصوْتُ وكذلك الوَحاةُ أَرادَ حَفِيفَ جَناحيْها قال ابن بري والمِلْمَعُ الجَناحُ وأَورد بيت حُمَيْد بن ثور

الصفحة 4074