كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

به إِذا لَعِبتَ به وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ به عن غيره ولَهِيتُ عن الشيء بالكسر أَلْهَى بالفتح لُهِيّاً ولِهْياناً إِذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذكره وإِذا غفلت عنه واشتغلت وقوله تعالى وإِذا رأَوْا تجارةً أَو لَهْواً قيل اللَّهْوُ الطِّبْل وقيل اللهوُ كلُّ ما تُلُهِّيَ به لَها يَلْهُو لَهْواً والْتَهى وأَلهاه ذلك قال ساعدة بن جؤيَّة فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما به قارتٌ من النَّجِيعِ دَمِيمُ والمَلاهِي آلاتُ اللَّهْو وقد تَلاهَى بذلك والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِية ما تَلاهَى به ويقال بينهم أُلْهِيَّةٌ كما يقال أُحْجِيَّةٌ وتقديرها أُفْعُولةٌ والتَّلْهِيَةُ حديث يُتَلَهَّى به قال الشاعر بِتَلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامي تَبُذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ ولهَتِ المرأَةُ إِلى حديث المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا ولَهْواً أَنِسَت به وأَعْجَبها قال
( * البيت لامرئ القيس وصدره أَلا زعمت بَسبَاسة اليومَ أنني )
كَبِرتُ وأَن لا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي وقد يكنى باللَّهْوِ عن الجماع وفي سَجْع للعرب إِذا طلَع الدَّلْوُ أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ واللَّهْوُ النكاح ويقال المرأَة ابن عرفة في قوله تعالى لاهيةً قُلوبُهم أَي مُتشاغِلةً عما يُدْعَوْن إِليه وهذا من لَها عن الشيء إِذا تَشاغل بغيره يَلْهَى ومنه قوله تعالى فأَنْتَ عنه تلَهَّى أَي تتشاغل والنبي صلى الله عليه وسلم لا يَلْهوُ لأَنه صلى الله عليه وسلم قال ما أَنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي والتَهَى بامرأَة فهي لَهْوَته واللَّهْوُ واللَّهْوةُ المرأَة المَلْهُوّ بها وفي التنزيل العزيز لو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذ لَهْواً لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا أَي امرأَةً ويقال ولداً تعالى الله عز وجل وقال العجاج ولَهْوةُ اللاَّهِي ولو تَنَطَّسا أَي ولو تعمَّقَ في طلَب الحُسْن وبالغ في ذلك وقال أَهل التفسير اللَّهْوُ في لغة أَهل حضرموت الولد وقيل اللَّهْوُ المرأَة قال وتأُويله في اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنيا أَي لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا لَهْوٍ نَلهَى به ومعنى لاتخذناه من لدنَّا أَي لاصْطفَيْناه مما نخلُق ولَهِيَ به أَحبَّه وهو من ذلك الأَول لأَن حبك الشيء ضَرْب من اللهو به وقوله تعالى ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله جاء في التفسير أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله عز وجل وكلُّ لَعِب لَهْوٌ وقال قتادة في هذه الآية أَما والله لعله أَن لا يكون أَنفق مالاً وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث الباطل على حديث الحق وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها وقيل إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ والله أَعلم ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء كلُّه غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه وأَلهاهُ أَي شَغَلَه ولَهِيَ عنه وبه كَرِهَه وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله وتَلاهَوْا أَي لَها بضعُهم ببعض الأَزهري وروي عن عُمر رضي الله عنه أَنه أَخذ أَربعمائة دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن الجرّاح ثم تَلَهَّ ساعة في البيت ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ قال ففرَّقها تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء التَّعَلُّلُ به والتَّمكُّثُ يقال تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ عليه ولم أُفارقُه وفي قصيد كعب وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ ولا أُلْهِيَنّكَ إِني عنكَ مَشْغُول أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك وقيل معناه لا أَنفعك ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك وتقول الْهَ عن الشيء أَي اتركه وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء الْهَ عنه وفي خبر ابن الزبير أَنه كان إِذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه وكلُّ شيء تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه وأَنشد الكسائي إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد الأَصمعي لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا أَلْهَى الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير قال وكلام العرب لَهَوْتُ عنه ولَهَوْتُ منه وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير على فَعُولٍ الأَزهري اللَّهْو الصُّدُوفُ يقال لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو لَهاً قال وقول العامة تَلَهَّيْتُ وتقول أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني وأَنساني قال الأَزهري وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث يقولون لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير قال ولا يجوز لَهاً ويقولون لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً ابن بزرج لهَوْتُ
( * قوله « ابن بزرج لهوت إلخ » هذه عبارة الأَزهري وليس فيها أَلهو لهواً ) ولَهِيتُ بالشيء أَلْهو لَهْواً إِذا لعبت به وأَنشد خَلَعْتُ عِذارَها ولَهِيتُ عنها كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ وفي الحديث إِذا اسْتأْثَر اللهُ بشيء فالْهَ عنه أَي اتْرُكْه وأَعْرِضْ عنه ولا تَتعرَّضْ له وفي حديث سهل بن سعد فَلَهِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بشيءٍ كان بين يديه أَي اشتغل ثعلب عن ابن الأَعرابي لَهِيتُ به وعنه كَرهته ولهوت به أَحببته وأَنشد صَرَمَتْ حِبالَكَ فالْهَ عنها زَيْنَبُ ولقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها لو تُعْتِبُ

الصفحة 4090