كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

على الشَّوْقِ إِخْوان العَزاء هَيُوجُ أَي الذين يَصْبِرُون فلا يَجْزَعون ولا يَخْشعون والذين هم أَشِقَّاء العمَل والعَزاء وقالوا الرُّمْح أَخوك وربما خانَك وأَكثرُ ما يستعمل الإِخْوانُ في الأَصْدِقاء والإِخْوةُ في الوِلادة وقد جمع بالواو والنون قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة المُرِّيّ وكان بَنُو فَزارةَ شَرَّ قوم وكُنْتُ لهم كَشَرِّ بَني الأَخِينا قال ابن بري وصوابه وكانَ بَنُو فَزارة شرَّ عَمّ قال ومثله قول العبَّاس بن مِرْداس السلميّ فقُلْنا أَسْلموا إِنَّا أَخُوكُمْ فقد سَلِمَتْ من الإِحَنِ الصُّدورُ التهذيب هُمُ الإِخْوةُ إِذا كانوا لأَبٍ وهم الإِخوان إِذا لم يكونوا لأَب قال أَبو حاتم قال أَهلُ البَصْرة أَجمعون الإِخْوة في النسَب والإخْوان في الصداقة تقول قال رجل من إِخواني وأَصْدِقائي فإِذا كان أَخاه في النسَب قالوا إِخْوَتي قال وهذا غلَط يقال للأَصْدِقاء وغير الأَصْدِقاء إِخْوة وإِخْوان قال الله عز وجل إِنَّما المُؤْمنون إِخْوةٌ ولم يعنِ النسب وقال أَو بُيُوتِ إِخْوانِكم وهذا في النسَب وقال فإِخْوانُكم في الدين ومواليكمْ والأُخْتُ أُنثى الأَخِ صِيغةٌ على غير بناء المذكر والتاء بدل من الواو وزنها فَعَلَة فنقلوها إِلى فُعْل وأَلحَقَتْها التاءُ المُبْدَلة من لامِها بوزن فُعْل فقالوا أُخْت وليست التاء فيها بعلامة تأْنيث كما ظنَّ مَنْ لاخِبْرَة له بهذا الشأْن وذلك لسكون ما قبلها هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح وقد نصَّ عليه في باب ما لا ينصرف فقال لو سمَّيت بها رجلاً لصَرَفْتها مَعْرِفة ولو كانت للتأْنيث لما انصرف الاسم على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب فقال هي علامة تأْنيث وإِنما ذلك تجوُّز منه في اللفظ لأَنه أَرْسَله غُفْلاً وقد قيَّده في باب ما لا ينصرف والأخْذُ بقوله المعلّل أَقْوى من الأَخْذ بقوله الغُفْل المُرْسَل ووجه تجوُّزه أَنه لمَّا كانت التاء لا تبدَل من الواو فيها إِلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنيث وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فُعْل وأَصلها فَعَل وإِبدال الواو فيها لازم لأَنَّ هذا عمل اختص به المؤنث والجمع أَخَوات الليث تاء الأُخْت أَصلُها هاء التأْنيث قال الخليل تأْنيث الأَخِ أُخْت وتاؤها هاء وأُخْتان وأَخَوات قال والأَخُ كان تأْسِيس أَصل بنائه على فَعَل بثلاث متحرِّكات وكذلك الأَب فاستثقلوا ذلك وأَلْقَوُا الواو وفيها ثلاثة أَشياء حَرْف وصَرْف وصَوْت فربَّما أَلْقَوُا الواو والياء بصرفها فأَبْقَوْا منها الصوْت فاعتَمد الصوْت على حركة ما قبله فإِن كانت الحركة فتحة صار الصوت منها أَلفاً لَيِّنة وإِن كانت ضمَّة صار معها واواً ليِّنَة وإِن كانت كسرة صار معها ياء لَيِّنة فاعتَمد صوْتُ واوِ الأَخِ على فتحة الخاء فصار معها أَلِفاً لَيِّنة أَخا وكذلك أَبا فأَما الأَلف الليِّنة في موضع الفتح كقولك أَخا وكذلك أَبا كأَلف رَبا وغَزا ونحو ذلك وكذلك أَبا ثم أَلْقَوا الأَلف استخفافاً لكثرة استعمالهم وبقيت الخاء على حركتها فجَرَتْ على وُجوه النحو لقِصَر الاسم فإِذا لم يُضِيفُوه قَوَّوْهُ بالتنوين وإِذا أَضافوا لم يَحْسُن التنوين في الإِضافة فَقَوَّوْهُ بالمدِّ فقالوا أَخو وأَخي وأَخا تقول أَخُوك أَخُو صِدْقٍ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ فإِذا ثَنَّوْا قالوا أَخَوان وأَبَوان لأَن الاسم متحرِّك الحَشْو فلم تَصِرْ حركتُه خَلَفاً من الواو الساقِط كما صارت حركةُ الدالِ من اليَدِ وحركة الميم من الدَّمِ فقالوا دَمان ويَدان وقد جاء في الشعر دَمَيان كقول الشاعر فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا جَرى الدَّمَيان بالخَبَر اليَقِينِ وإِنما قال الدَّمَيان على الدَّمَا كقولك دَمِيَ وَجْهُ فلان أَشَدَّ الدَّما فحرَّك الحَشْو وكذلك قالوا أَخَوان وقال الليث الأُخْت كان حدُّها أَخَةً فصار الإِعراب على الهاء والخاء في موضع رفْع ولكنها انفتحت بِحال هاء التأْنيث فاعتَمدتْ عليه لأَنها لا تعتمد إِلا على حَرْف متحرِّك بالفتحة وأُسكنت الخاء فحوِّل صَرْفُها على الأَلف وصارتِ الهاء تاء كأَنها من أَصل الكلمة ووقعَ الإِعرابُ على التاء وأُلزمت الضمةُ التي كانت في الخاء الأَلفَ وكذلك نحوُ ذلك فافْهَمْ وقال بعضهم الأَخُ كان في الأَصل أَخْوٌ فحذفت الواوُ لأَنَّها وقعَتْ طَرَفاً وحرِّكت الخاءُ وكذلك الأَبُ كان في الأَصل أَبْوٌ وأمَّا الأُخْتُ فهي في الأَصل أَخْوة فحذِفت الواو كما حُذِفَتْ من الأَخِ وجُعِلتِ الهاءُ تاءً فنُقلَتْ ضمَّة الواو المحذوفة إِلى الأَلف فقيل أُخْت والواوُ أُختُ الضمَّة وقال بعضُ النحويِّين سُمِّي الأَخُ أَخاً لأَنَّ قَصْده قَصْد أَخيه وأَصله من وَخَى أَي قَصَد فقلبت الواو همزة قال المبرّد الأَبُ والأَخُ ذَهَبَ منهما الواوُ تقول في التثنية أَبَوانِ وأَخوانِ ولم يسَكِّنوا أَوائلهما لئلاَّ تدخُل أَلفُ الوَصْل وهي همزة على الهمزة التي في أَوائلهما كما فعلوا في الابْنِ والاسْمِ اللَّذَيْنِ بُنِيا على سكون أَوائلهما فَدَخَلَتْهما أَلفُ الوَصْل الجوهري وأُخْت بَيِّنة الأُخُوَّة وإِنما قالوا أُخْت بالضم ليدلّ على أَن الذاهِبَ منه واوٌ وصحَّ ذلك فيها دون الأَخِ لأَجل التاء التي ثَبَتَتْ في الوَصْل والوَقف كالاسْم الثلاثيّ وقالوا رَماه الله بلَيْلةٍ لا أُختَ لها وهي ليلة يَموت وآخَى الرجلَ مُؤَاخاةً وإِخاءً ووخاءً والعامَّة تقول وَاخاهُ قال ابن بري حكى أَبو عبيد في الغَرِيب المصنَّف ورواه عن الزَّيْدِيِّين آخَيْتَ وواخَيتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ وواكَلْتَ ووجه ذلك من جِهة القِياس هو حَمْل الماضي على المُسْتقبل إِذ كانوا يقولون يُواخِي بقلب الهمزة واواً على التخفيف وقيل إِنَّ وَاخاهُ لغة ضعيفة وقيل هي بدل قال ابن سيده وأَرَى الوِخاءَ عليها والاسم الأُخُوَّة تقول بيني وبينه أُخوَّة وإِخاءٌ وتقول آخَيْتُه على مثال فاعَلْته قال ولغة طيِّء واخَيْته وتقول هذا رجل من آخائي بوزن أَفْعالي أَي من إِخواني وما كنتَ أَخاً ولقد تأَخَّيْت وآخَيْت وأَخَوْت تَأْخُو أُخُوَّة وتآخَيا على تفاعَلا وتأَخَّيْت أَخاً أَي

الصفحة 41