كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

وأما اللام التي في لَقعد فإنها دخلت تأْكيداً لِقَدْ فاتصلت بها كأَنها منها وكذلك اللام التي في لَما مخفّفة قال الأزهري ومن اللاَّماتِ ما رَوى ابنُ هانِئٍ عن أبي زيد يقال اليَضْرِبُك ورأَيت اليَضْرِبُك يُريد الذي يضرِبُك وهذا الوَضَع الشعرَ يريد الذي وضَع الشعر قال وأَنشدني المُفضَّل يقولُ الخَنا وابْغَضُ العْجْمِ ناطِقاً إلى ربِّنا صَوتُ الحمارِ اليُجَدَّعُ يريد الذي يُجدَّع وقال أيضاً أَخِفْنَ اطِّنائي إن سَكَتُّ وإنَّني لَفي شُغُلٍ عن ذَحْلِا اليُتَتَبَّعُ
( * قوله « أخفن اطنائي إلخ » هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة تبع اطناني ان شكين وذحلي بدل ذحلها )
يريد الذي يُتتبَّع وقال أبو عبيد في قول مُتمِّم وعَمْراً وحوناً بالمُشَقَّرِ ألْمَعا
( * قوله « وحوناً » كذا بالأصل )
قال يعني اللَّذَيْنِ معاً فأَدْخل عليه الألف واللام صِلةً والعرب تقول هو الحِصْنُ أن يُرامَ وهو العَزيز أن يُضَامَ والكريمُ أن يُشتَمَ معناه هو أَحْصَنُ من أن يُرامَ وأعزُّ من أن يُضامَ وأَكرمُ من أن يُشْتَم وكذلك هو البَخِيلُ أن يُرْغَبَ إليه أي هو أَبْخلُ من أَن يُرْغَبَ إليه وهو الشُّجاع أن يَثْبُتَ له قِرْنٌ ويقال هو صَدْقُ المُبْتَذَلِ أي صَدْقٌ عند الابتِذال وهو فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة وقال ابن الأنباري العرب تُدْخِل الألف واللام على الفِعْل المستقبل على جهة الاختصاص والحكاية وأنشد للفرزدق ما أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَى حْكُومَتُه ولا الأَصِيلِ ولا ذِي الرَّأْي والجَدَلِ وأَنشد أَيضاً أَخفِنَ اطِّنائي إن سكتُّ وإنني لفي شغل عن ذحلها اليُتَتَبَّع فأَدخل الأَلف واللام على يُتتبّع وهو فعلٌ مستقبل لِما وَصَفْنا قال ويدخلون الألف واللام على أَمْسِ وأُلى قال ودخولها على المَحْكِيَّات لا يُقاس عليه وأَنشد وإنِّي جَلَسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه بِبابِك حتى كادت الشمسُ تَغْرُبُ فأََدخلهما على أََمْسِ وتركها على كسرها وأَصل أَمْسِ أَمرٌ من الإمْساء وسمي الوقتُ بالأمرِ ولم يُغيَّر لفظُه والله أَعلم
( لون ) اللَّوْنُ هيئةٌ كالسَّوَاد والحُمْرة ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ ولَوْنُ كلِّ شيء ما فَصَلَ بينه وبين غيره والجمع أَلْوَان وقد تَلَوَّنَ ولَوَّنَ ولَوَّنه والأَلْوانُ الضُّروبُ واللَّوْنُ النوع وفلان مُتَلَوِّنٌ إذا كان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحد واللَّوْنُ الدَّقْلُ وهو ضَرْب من النخل قال الأَخفش هو جماعة واحدتها لِينَة ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء ومنه قوله تعالى ما قطَعْتُمْ من لِينَةٍ قال وتمرُها سَمِينُ العَجْوة ابن سيده الأَلْوانُ الدِّقَلُ واحدها لَوْنٌ واللِّينَةُ واللُّونَة كل ضربٍ من النخل ما لم يكن عجوة أو بَرْنيّاً قال الفراء كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من الليِّنِ واحدته لِينَةٌ وقيل هي الأَلْوانُ الواحدة لُونَة فقيل لِينَةٌ بالياء لانكسار اللام قال ابن سيده والجمع لِينٌ ولُونٌ ولِيَانٌ قال تَسْأَلُني الليِّنَ وهَمِّي في الليِّنْ واللِّينُ لا يَنْبُتُ إلاَّ في الطينْ وقال امرؤ القيس وسالفةٍ كسَحوقِ اللِّيَا نِ أَضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ قال ابن بري صوابه وسالفةٌ بالرفع وقبله لها ذَنَبٌ مثل ذيْلِ العَرُوسِ تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ ورواه قوم من أَهل الكوفة كسَحُوق اللُّبَان قال وهو غلط لأَن شجر اللُّبان الكُنْدُرِ لا يطول فيصير سَحُوقاً والسَّحُوق النخلة الطويلة والليَّانُ بالفتح مصدر لَيِّنٌ بيِّنُ اللِّينَةِ واللَّيانِ وقال الأَصمعي في قول حُميدٍ الأَرْقط حتى إذا أَغْسَتْ دُجَى الدُّجُونِ وشُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوينِ يقال كيف تركتم النخل ؟ فيقال حين لَوَّنَ وذلك من حين أَخذ شيئاً من لَوْنِه الذي يصير إليه فشبه أَلْوانَ الظلام بعد المغرب يكون أَولاً أَصفر ثم يحمرُّ ثم يسودُّ بتلوين البُسْرِ يصفرُّ ويحمرّ ثم يسودّ ولَوَّنَ البُسْرُ تَلْويناً إذا بدا فيه أَثَرُ النُّضج وفي حديث جابر وغُرَمائه اجْعَلِ اللَّوْنَ على حِدَته قال ابن الأَثير اللَّوْنُ نوع من النخل قيل هو الدَّقَلُ وقيل النخل كله ما خلا البَرْنِيَّ والعجوةَ تسميه أَهل المدينة الأَلوانَ واحدته لِينَة وأَصله لِوْنَة فقُلبت الواو ياء لكسرة اللام وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه كتب في صدقة التمر أَن يؤْخذ في البَرْنِيِّ من البَرْنِيِّ وفي اللَّوْنِ من اللَّوْنِ وقد تكرر في الحديث ولُوَيْنٌ اسم
( لوه ) لاهَ السرابُ لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه اضطرب وبَرَق والإسم اللُّؤُوهةُ ويقال رأَيتُ لَوْهَ السراب أَي بَرِيقَه وحكي عن بعضهم لاهَ اللهُ الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم وذلك غير معروف واللاهةُ الحيَّةُ عن كراع واللاتُ صنمٌ لِثَقِيف وكان بالطائف وبعض العرب يقف عليه بالتاء

الصفحة 4106