كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

وبعضهم بالهاء وأَصله لاهةٌ وهي الحيَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّي بها ثم حذفت منه الهاء كما قالوا شاة وأَصلها شاهة قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفَ اللاهةِ التي هي الحيَّةُ واوٌ لأَن العينَ واواً أَكثرُ منها ياءً ومن العرب من يقول أفَرَأَيْتُمُ اللاَّتِ والعُزَّى بالتاء ويقول هي اللاَّتْ فيجعلها تاء في السُّكوت وهي اللاتِ فأَعلَم أَنه جُرَّ في موضع الرفع فهذا مثلُ أَمْسِ مكسور على كل حال وهو أَجْودُ منه لأَن أَلفَ اللاتِ ولامَه لا تَسْقُطان وإن كانتا زائدتين قال وأَما ما سمعنا من الأَكثر في الللاتِ والعُزَّى في السكوت عليها فاللاَّهْ لأَنها هاءٌ فصارت تاء في الوصل وهي في تلك اللغة مثلُ كان من الأَمر كَيْتِ وكَيْتِ وكذلك هَيْهاتِ في لغة مَنْ كسَر إلا أَنه في هَيْهات أَن يكون جماعة ولايجوز ذلك في اللاَّت لأَن التاء لا تُزاد في الجماعة إلا مع الأَلف وإن جعلتَ الأَلف والتاء زائدتين بقي الاسم على حرف واحد قال ابن بري حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ في فصل لوي لأَن أَصله لَوَيَة مثل ذات من قولك ذاتُ مالٍ والتاءُ للتأْنيث وهو مِنْ لَوَى عليه يَلْوِي إذا عَطَف لأَن الأَصنام يُلْوَى عليها ويُعْكَف الجوهري لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً تَسَتَّر وجوَّز سيبويه أَن يكون لاهٌ أَصلَ الله تعالى قال الأَعشى كَدَعْوةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ أَي إلاهُه أُدخلت عليه الأَلف واللام فجرى مَجْرَى الاسم العلم كالعبَّاسِ والحسَن إلا أَنه خالف الأَعلام من حيثُ كان صفةً وقولهم يا ألله بقطع الهمزة إنما جازَ لأَنه يُنْوَى فيه الوقف على حرف النداء تفخيماً للاسم وقولهم لاهُمَّ واللَّهُمَّ فالميم بدل من حرف النداء وربما جُمع بين البَدَل والمُبْدَل منه في ضرورة الشعر كقول الشاعر غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ يا اللَّهُمَّا لأَن للشاعر أَن يرد الشيء إلى أَصله وقول ذي الإصْبَع لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ عَنّي ولا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني أَراد للهِ ابنُ عمك فحذف لامَ الجر واللامَ التي بعدها وأَما الأَلفُ فهي منقلبة عن الياء بدليل قولهم لَهْيَ أَبوكَ أَلا ترى كيف ظهرت الياء لمّا قُلِبت إلى موضع اللام ؟ وأَما لاهُوت فإن صح أَنه من كلام العرب فيكون اشتقاقه من لاهَ ووزنه فَعَلُوت مثل رَغَبُوت ورَحَمُوت وليس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلوباً ( لوي ) لَوَيْتُ الحَبْلَ أَلْويه لَيّاً فَتَلْتُه ابن سيده اللَّيُّ الجَدْلُ والتَّثَنِّي لَواهُ لَيّاً والمرَّةُ منه لَيَّةٌ وجمعه لِوًى ككَوَّةٍ وكِوًى عن أَبي علي ولَواهُ فالتَوى وتَلَوَّى ولَوَى يَده لَيّاً ولَوْياً نادر على الأَصل ثَناها ولم يَحْكِ سيبويه لَوْياً فيما شذَّ ولَوى الغلامُ بلغ عشرين وقَوِيَتْ يدُه فلوَى يدَ غيره ولَوِيَ القِدْحُ لَوًى فهو لَوٍ والتَوى كِلاهما اعْوجَّ عن أَبي حنيفة واللِّوَى ما التَوى من الرمل وقيل هو مُسْتَرَقُّه وهما لِوَيانِ والجمع أَلْواء وكسَّره يعقوب على أَلْوِيةٍ فقال يصف الظِّمَخ ينبت في أَلْويةِ الرَّمل ودَكادِكِه وفِعَلٌ لا يجمع على أَفْعِلةٍ وأَلْوَيْنا صِرْنا إِلى لِوَى الرملِ وقيل لَوِيَ الرمْلُ لَوًى فهو لَوٍ وأَنشد ابن الأَعرابي يا ثُجْرةَ الثَّوْرِ وظَرْبانَ اللَّوِي والاسم اللِّوى مقصور الأَصمعي اللِّوى مُنْقَطَعُ الرَّملة يقال قد أَلْوَيْتُم فانزِلوا وذلك إِذا بلغوا لوَى الرمل الجوهري لِوى الرملِ مقصور مُنْقَطَعُه وهو الجَدَدُ بعدَ الرملة ولِوَى الحية حِواها وهو انْطِواؤها عن ثعلب ولاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ لِواءً التَوَت عليها والتَوى الماءُ في مَجْراه وتَلَوَّى انعطف ولم يجر على الاستقامة وتَلَوَّتِ الحيةُ كذلك وتَلَوَّى البَرْقُ في السحاب اضطَرب على غير جهة وقَرْنٌ أَلْوى مُعْوَجٌّ والجمع لُيٌّ بضم اللام حكاها سيبويه قال وكذلك سمعناها من العرب قال ولم يَكسِروا وإِن كان ذلك القياس وخالفوا باب بِيض لأَنه لما وقع الإِدغام في الحرف ذهب المدّ وصار كأنه حرف متحرك أَلا ترى لو جاء مع عُمْيٍ في قافية جاز ؟ فهذا دليل على أَن المدغم بمنزلة الصحيح والأَقيسُ الكسر لمجاورتها الياء ولَواه دَيْنَه وبِدَيْنِه لَيّاً ولِيّاً ولَيَّاناً ولِيَّاناً مَطَله قال ذو الرمة في اللَّيَّانِ تُطِيلِينَ لَيّاني وأَنت مَلِيَّةٌ وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوِشاحِ التَّقاضِيا قال أَبو الهيثم لم يجيء من المصادر على فَعْلان إِلا لَيَّانَ وحكى ابن بري عن أَبي زيد قال لِيَّان بالكسر وهو لُغَيَّة قال وقد يجيء اللَّيَّان بمعنى الحبس وضدّ التسريح قال الشاعر
( * أي جرير )
يَلْقَى غَريمُكُمُ من غير عُسْرَتِكمْ بالبَذْلِ مَطْلاً وبالتَّسْرريحِ لَيّانا وأَلْوى بحقِّي ولَواني جَحَدَني إِيّاه ولَوَيْتُ الدَّيْنَ وفي حديث المَطْلِ لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَه وعُقوبَتَه قال أَبو عبيد اللَّيُّ هو المَطْل وأَنشد قول الأَعشى يَلْوِينَنِي دَيْني النَّهارَ وأَقْتَضِي دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدا لَواه غريمُه بدَيْنِه يَلْوِيه لَيّاً وأَصله لَوْياً فأُدغمت الواو في الياء

الصفحة 4107