كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

وأَلوَى بالشيء ذهَب به وأَلوَى بما في الإِناء من الشراب استأْثر به وغَلَب عليه غيرَه وقد يقال ذلك في الطعام وقول ساعدة ابن جؤيَّة سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثَمانِياً يُلْوِي بِعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ يُلْوِي بعيقات البحار أَي يشرب ماءها فيذهب به وأَلْوَتْ به العُقاب أَخذته فطارت به الأَصمعي ومن أَمثالهم أَيْهاتَ أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأَنها داهيةٌ ولم يفسر أَصله وفي الصحاح أَلْوَتْ به عَنْقاء مُغْرِب أَي ذهَبَت به وفي حديث حُذَيْفَة أَنَّ جِبريلَ رَفَع أَرضَ قَوْم لُوطٍ عليه السلام ثمَّ أَلْوَى بها حتى سَمِعَ أَهلُ السماء ضُغاء كِلابهم أَي ذَهَبَ بها كما يقال أَلْوَتْ به العَنْقاء أَي أَطارَتْه وعن قتادة مثله وقال فيه ثم أَلْوى بها في جَوّ السماء وأَلْوَى بثوبه فهو يُلوِي به إِلْواء وأَلْوَى بِهم الدَّهْرُ أَهلكهم قال أَصْبَحَ الدَّهْرُ وقد أَلْوَى بِهِم غَيرَ تَقْوالِك من قيلٍ وقال وأَلْوَى بثوبه إِذا لَمَع وأَشارَ وأَلْوَى بالكلام خالَفَ به عن جِهته ولَوَى عن الأَمر والْتَوى تثاقَل ولوَيْت أَمْري عنه لَيّاً ولَيّاناً طَوَيْتُه ولَوَيْتُ عنه الخَبَرَ أَخبرته به على غير وجهه ولوَى فلان خبره إِذا كَتَمه والإِلْواء أَن تُخالف بالكلام عن جهته يقال أَلْوَى يُلوِي إِلْواءً ولَوِيَّةً والاخلاف الاستقاء
( * قوله « ولوية والاخلاف الاستقاء » كذا بالأصل ) ولَوَيْتُ عليه عطَفت ولوَيْتُ عليه انتظرت الأَصمعي لَوَى الأَمْرَ عنه فهو يَلْوِيه لَيّاً ويقال أَلْوَى بذلك الأَمر إِذا ذَهَب به ولَوَى عليهم يَلوِي إِذا عطَف عليهم وتَحَبَّس ويقال ما تَلْوِي على أَحد وفي حديث أَبي قتادة فانطلق الناس لا يَلوي أَحد على أَحد أَي لا يَلتَفِت ولا يَعْطف عليه وفي الحديث وجَعَلَتْ خَيلُنا يَلَوَّى خَلفَ ظهورنا أَي تَتَلَوَّى يقال لوَّى عليه إِذا عَطَف وعَرَّج ويروى بالتخفيف ويروى تَلُوذ بالذال وهو قريب منه وأَلْوَى عطَف على مُسْتَغِيث وأَلْوَى بثوبه للصَّريخِ وأَلْوت المرأَةُ بيدها وأَلْوت الحَرْبُ بالسَّوامِ إِذا ذهَبَت بها وصاحِبُها يَنْظُر إِليها وأَلوى إِذا جَفَّ زرعُه واللَّوِيُّ على فَعِيل ما ذَبُل وجَفَّ من البَقل وأَنشد ابن بري حتى إِذا تَجَلَّتِ اللَّوِيَّا وطَرَدَ الهَيْفُ السَّفا الصَّيْفِيَّا وقال ذو الرمة وحتى سَرَى بعدَ الكَرَى في لَوِيَّهِ أَساريعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّت جَنادِبُه وقد أَلْوَى البَقْلُ إِلواء أَي ذَبُلَ ابن سيده واللَّوِيُّ يَبِيس الكَلإِ والبَقْل وقيل هو ما كان منه بين الرَّطْبِ واليابس وقد لَوِي لَوًى وأَلوَى صار لَوِيّاً وأَلْوتِ الأَرض صار بقلها لَوِيّاً والأَلْوى واللُّوَيُّ على لفظ التصغير شجرة تُنْبِت حبالاً تَعَلَّقُ بالشجر وتَتَلَوَّى عليها ولها في أَطرافها ورق مُدوَّر في طرفه تحديد واللَّوَى وجمعه أَلْواء مَكْرُمة للنَّبات قال ذو الرمة ولم تُبْقِ أَلْواءُ اليَماني بَقِيَّةً من النَّبتِ إِلا بَطْنَ واد رحاحم
( * قوله « رحاحم » كذا بالأصل )
والأَلْوَى الشديد الخُصومة الجَدِلُ السَّلِيطُ وهو أَيضاً المُتَفَرِّدُ المُعْتَزِلُ وقد لَوِيَ لَوًى والأَلْوَى الرجل المجتَنب المُنْفَرِد لا يزال كذلك قال الشاعر يصف امرأَة حَصانٌ تُقْصِدُ الأَلْوَى بِعَيْنَيْها وبالجِيدِ والأُنثى لَيَّاء ونسوة لِيَّانٌ وإِن شئت بالتاء لَيَّاواتٍ والرجال أَلْوُون والتاء والنون في الجماعات لا يمتَنع منهما شيء من أَسماء الرجال ونعوتها وإِن فعل
( * قوله « وان فعل إلخ » كذا بالأصل وشرح القاموس )
فهو يلوي لوى ولكن استغنوا عنه بقولهم لَوَى رأْسه ومن جعل تأْليفه من لام وواو قالوا لَوَى وفي التنزيل العزيز في ذكر المنافتين لَوَّوْا رُؤوسهم ولَوَوْا قرئ بالتشديد والتخفيف ولَوَّيْت أَعْناقَ الرجال في الخُصومة شدد للكثرة والمبالغة قال الله عز وجل لَوَّوْا رؤوسهم وأَلْوَى الرجلُ برأْسِه ولَوَى رَأْسه أَمالَ وأَعْرضَ وأَلْوَى رأْسه ولَوَى برأْسِه أُمالَه من جانب إِلى جانب وفي حديث ابن عباس إِنَّ ابن الزبير رضي الله عنهم لَوَى ذَنَبه قال ابن الأَثير يقال لَوَى رأْسه وذَنَبه وعطْفَه عنك إِذا ثناه وصَرَفه ويروى بالتشديد للمبالغة وهو مَثَلٌ لترك المَكارِم والرَّوَغانِ عن المعْرُوف وإِيلاء الجمِيل قال ويجوز أَن يكون كناية عن التأَخر والتخلف لأَنه قال في مقابلته وإِنَّ ابنَ العاصِ مَشَى اليَقْدُمِيَّةَ وقوله تعالى وإِنْ تَلْوُوا أَو تُعْرِضُوا بواوين قال ابن عباس رضي الله عنهما هو القاضي يكون لَيُّه وإِعْراضُه لأَحد الخصمين على الآخر أَي تَشدّده وصَلابَتُه وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وَلَيْتُ قال مجاهد أَي أَن تَلُوا الشهادة فتُقِيموها أَو تُعْرِضُوا عنها فَتَتْرُكُوها قال ابن بري ومنه قول فُرْعانَ ابن الأَعْرَفِ تَغَمَّدَ حَقِّي ضالماً ولَوَى يَدِي لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ والتَوَى وتَلَوَّى بمعنى الليث لَوِيتُ عن هذا الأَمر إِذا التَوَيْت عنه وأَنشد

الصفحة 4108