كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 5)

وَجْهه فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنًى
( ليث ) : اللَّيثُ : الشدة والقوَّة . ورجلٌ مِلْيَثٌ : شديدُ العارضة وقيل : شديدٌ قويٌّ . و اللَّيثُ : الأَسد والجمع لُيُوثٌ . وإِنه لَبَيِّنُ اللِّياثة . و اللَّيث : الشجاع بيِّن اللُّيُوثة قال ابن سيده : وأُراه على التشبيه وكذلك الأَلْيَثُ . و تَلَيَّثَ و اسْتَلْيَثَ و لَيَّثَ : صار كاللَّيْثِ . ابن الأَعرابي : الأَلْيَثُ الشجاع وجمعه لِيثٌ . وفي حديث ابن الزبير : أَنه كان يواصل ثلاثاً ثم يصبح وهو أَلْيَثُ أَصحابه أَي أَشدُّهم وأَجْلَدهُم وبه سمي الأَسد لَيْثاً و اللَّيثُ الأَسد والجمع لُيُوثٌ ويقال : يُجْمَعُ الليثُ مَلْيَثَةً مِثلَ مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخةٍ قال الهُذَليُّ : وأَدْرَكَتْ مِن خثيمٍ ثَمَّ مَلْيَثَةً مِثْلَ الأُسُودِ على أَكْنافِها اللِّبَدُ و الليث في لغة هذيل : اللَّسِنُ الجَدِلُ وقال عمرو بن بحر : الليثُ ضَرْبٌ من العناكب قال : وليس شيء من الدواب مثله في الحِذْقِ والخَتْلِ وصوابِ الوَثْبَةِ والتَّسْدِيدِ وسرعةِ الخَطْفِ والمُدَاراة لا الكلبُ ولا عَناقُ الأَرض ولا الفهدُ ولا شيء من ذوات الأَربع وإِذا عاينَ الذبابَ ساقطاً لَطأَ بالأَرض وسَكَّنَ جَوَارِحَهُ ثم جمع نفسه وأَخَّرَ الوَثْبَ إِلى وقت الغِرَّة وترى منه شيئاً لم ترَه في فهد وإِن كان موصوفاً بالختل للصيد . و لايَثَهُ زَايَلَهُ مُزَايَلَةَ اللَّيثِ . و اللَّيْثُ : العنكبوت وقيل : الذي يأْخذ الذُّبابَ وهو أَصغر من العنكبوت . و لايَثْتُ فلاناً : زاولته مزاولة قال الشاعر : شَكِسٌ إِذا لايَثْتَه لَيْثِيٌّ ويقال : لايَثَه أَي عامله معاملة الليث أَو فاخره بالشَّبه بالليث . وقولهم : إِنه لأَشْجَعُ من لَيْثِ عِفِرِّينَ قال أَبو عمرو : هو الأَسد وقال الأَصمعي : هو دابة مثل الحِرْباءِ تتعرَّض للراكب نسب إِلى عِفِرَّينَ : اسم بلد قال الشاعر : فلا تَعْذِلي في حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً ولَيْثَ عِفِرِّينٍ عَليَّ سَواء و ليثُ عِفِرِّينَ مذكور في موضعه . و اللِّيثُ : نبات اشتعل ورقاً وقيل : أَخرج زهره . و اللَّيث : أَن يكون في الأَرض يَبِيسٌ فيصيبه مطر فينبت فيكون نصفه أَخضر ونصفه أَصفر . ومكان مَلِيثٌ و مَلُوثٌ وكذلك الرأْس إِذا كان بعض شعره أَسود وبعضه أَبيض . و اللِّيثُ بالكسر : نبات ملتف صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وقد تقدَّم . و اللَّيْثُ : واد معروف بالحجاز . وبنو لَيْثٍ : بطن وفي التهذيب : حيٌّ من كنانة . و تَلَيَّثَ فلان وَ لَيَّثَ و لُيِّثَ : صار لَيْثيَّ الهَوَى والعَصَبِيَّةِ قال رؤبة : دُونك مَدْحاً من أَخٍ مُلَيَّثِ عنك بما أَوْلَيْتَ في تأَثُّثِ
( ليح ) اللَّيَاحُ واللِّياحُ الثور الأَبيض ويقال للصبح أَيضاً لَِياحٌ ويبالغ فيه فيقال أَبيضُ لَِياحٌ قال الفارسي أَصل هذه الكلمة الواو ولكنها شذت فأَما لِياحٌ فياؤُه منقلبة للكسرة التي قبلها كانقلابها في قِيامٍ ونحوه وأَما رجل مِلْياحٌ في مِلْواح فإِنما قلبت فيه الواو ياء للكسرة التي في الميم فتوهَّموها على اللام حتى كأَنهم قالوا لِواحٌ فقلبوها ياء لذلك قال ابن سيده وليس هذا بابه إِنما ذكرناه لنُحَذِّرَ منه وقد ذكر في باب الواو ( ليس ) اللَّيَسُ اللُّزُوم والأَلْيَسُ الذي لا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً الشدة وقد تَلَيَّس وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه وإِبِلٌ لِيسٌ ثِقال لا تبرَح قال عَبْدة بن الطَّبِيب إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ لِعَبْدَة مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها وأَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها ورجل أَلْيَس أَي شجاع بَيِّنُ اللَّيَس من قوم لِيسٍ ويقال للشجاع هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ وكان في الأَصل أَهْوَسَ أَلْيَس فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا أَهْيَس والأَهْوَس الذي يَدُقُّ كل شيء ويأْكله والأَلْيَسُ الذي يُبازجُ قِرْنَهُ وربما ذَمُّوه بقولهم أَهْيَس أَلْيَس فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس وهو الكثير الأَكل وبالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح بَيْتَه وهذا ذمٌّ وفي الحديث عن أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس الأَلْيَسُ الذي لا يبرح مكانه والأَلْيَسُ البعير يَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ بعضُ الأَعراب الأَلْيَسُ الدَّيُّوث الذي لا يَغار ويُتَهَزَّأُ به فيقال هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في المَعْنَيَينِ في المدْح والذم وكلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به ويقال تَلايَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولاً حسن الخلُق وتَلايَسْتُ عن كذا وكذا أَي غَمَّضْتُ عنه وفلان أَلْيَس دَهْثَم حسَن الخلُق الليث اللَّيَس مصدر الأَلْيَس وهو الشجاع الذي لا يُبالي الحرْبَ ولا يَرُوعُه وأَنشد أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ يقوله العجاج وجمعه ليس قال الشاعر تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً وتَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا وفي الحديث كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنََّ والظُّفْرَ معناه إِلا السِّنَّ والظُّفْر وليس من حروف الاستثناء كإِلاَّ والعرب تستثني بليس فتقول قام القوم ليس أَخاك وليس أَخَوَيْك وقام النِّسْوَة

الصفحة 4112