كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

والماتِعُ الطويل من كل شيء ومَتَّعَ الشيءَ طَوَّله ومنه قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد عَلِمْته ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ أَي راجِحٌ زائِدٌ وأَمْتَعَه بالشيء ومَتَّعَه مَلأَه إِياه وأَمْتَعْتُ بالشيء أَي تَمَتَّعْتُ به وكذلك تَمَتَّعْتُ بأَهلي ومالي ومنه قول الراعي خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا قليلاً وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا
( * قوله « خليلين » الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين )
أَمتَعا ههنا تَمتَّعا والاسم من كل ذلك المَتاعُ وهو في تفسير الأَصمعي مُتَعَدّ بمعن مَتَّعَ وأَنشد أَبو عمرو للراعي ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه بِفِرْقٍ يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُه أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا عمرو في البيت الأَوّل ورواه وكانا للتفَرُّقِ أَمْتَعا باللام يقول ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشيء يذكره به فكان ما أَمتَعَ كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتجاوِرَيْن في المُرْتَبَعِ فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا وروي البيت الثاني وأَمْتَعَ جَدَّه بالنصب أَي أَمتعَ الله جَدَّه وقال الكسائي طالما أُمْتِعَ بالعافية في معنى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ وقول الله تعالى فاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكم قال الفراء اسْتَمْتَعُوا يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا ويقال أَمْتَعْتُ عن فلان أَي اسْتَغْنَيْتُ عنه والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ أَيضاً البُلْغةُ ويقول الرجل لصاحبه ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي شيئاً آكُلُه أَو زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته ومنه قول الأَعشى يصف صائداً مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً يعيشون به والمُتَعُ جمع مُتْعةٍ قال الليث ومنهم من يقول مِتْعةٌ وجمعها مِتَعٌ وقيل المُتْعةُ الزاد القليل وجمعها مُتَعٌ قال الأَزهري وكذلك قوله تعالى يا قوم إِنما هذه الحياة الدنيا مَتاعٌ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له ويقال لا يُمْتِعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي ومنه يقال أَمْتَعَ الله بك أَبو عبيدة في قوله فأُمَتِّعُه أي أُؤخره ومنه يقال أَمْتَعَك الله بطول العمر وأَما قول بعض العرب يهجو امرأَته لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ لم تَرَهُ إِلاّ هُوَ المَتاعُ فإِنه هجا امرأَته والثلاث والرباع أَحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم يقول لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْعةً قليلة قال الله عز وجل ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متاع وقول الله عز وجلّ ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متاعٌ لكم جاء في التفسير أَنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها السابِلةُ ولا يُقيمون فيها إِلا مُقامَ ظاعن وقيل إِنه عنى بها الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء ومعنى قوله عز وجل فيها متاعٌ لكم أَي مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس فذلك المَتاعُ والله أَعلم بما أَراد وقال ابن المظفر المَتاعُ من أَمْتِعةِ البيت ما يَسْتَمْتِعُ به الإِنسان في حَوائِجه وكذلك كل شيء قال والدنيا متاع الغرور يقول إنما العَيْشُ متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام والمَتاعُ السَّلْعةُ والمَتاعُ أَيضاً المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به وفي حديث ابن الأَكْوَعِ قالوا يا رسول الله لولا مَتَّعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به وفي الحديث أَنه حرّم المدينة ورخّص في متاعِ الناصح أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر فسماها متاعاً والمتاعُ كل ما يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها وكثيرِها ومَتَعَ بالشيء ذهب به يَمْتَعُ مَتْعاً يقال لئن اشتريت هذا الغلام لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ به قال المُشَعَّثُ تَمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إِنَّ شيئاً سَبَقْتَ به المَماتَ هو المَتاعُ وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً والمَتاعُ المالُ والأَثاث والجمع أَمْتعةٌ وأَماتِعُ جمع الجمع وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ فهو من باب أَقاطِيعَ ومتاعُ المرأَةِ هَنُها والمَتْعُ والمُتْعُ الكيْدُ الأَخيرة عن كراع والأُولى أَعلى قال رؤبة من مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه وماتِعٌ اسم
( متك ) في التنزيل العزيز وأَعْتَدَتْ لهنّ مُتَّكَأَ قرأَ أَبو رَجاء العُطارِدِيّ وأَعتدت لهن مُتْكاً على فعُل رواه الأعمش عنه وقال الفراء واحدة المُتْكِ مُتْكَة مثل بُسْرٍ وبُسْرة وهو الأُتْرُجُّ وكذا روي عن ابن عباس وروى أَبو رَوْق عن الضحاك وأَعتدت لهن مُتْكاً قال بَزْماوَرْدَ
( * قوله « بزماورد » في القاموس الزماورد بالضم طعام من البيض واللحم معرب والعامة يقولون بزماورد ) ابن سيده المُتْك الأُتْرُجُّ وقيل الزُّماوَرْدُ قال الجوهري وأَصل المُتْكِ الزُّماوَرْدُ قال الفراء حدثني شيخ من ثقات أَهل البصرة أنه الزُّماوَرْدُ وقال بعضهم هو الأُترج حكاه الأَخفش

الصفحة 4129