كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

أَلَمْ تَكُ مَجْراً لا تَحِلُّ لِمُسْلِمٍ نهاه أَمِيرُ المِصْرِ عَنْهُ وعامِلُهْ ؟ ابن الأَعرابي المَجْرُ الولد الذي في بطن الحامل والمَجْرُ الرِّبا والمَجْرُ القِمَارُ والمُحاقَلَةُ والمُزابَنَةُ يقال لهما مَجْر قال الأَزهري فهؤلاء الأثمة أَجمعوا في تفسير المجر بسكون الجيم على شيء واحد إِلا ما زاد ابن الأَعرابي على أَنه وافقهم على أَن المجر ما في بطن الحامل وزاد عليهم أَن المجر الربا وأَما المَجَرُ فإِن المنذريَّ أَخبر عن أَبي العباس أَنه أَنشده أَبْقَى لَنا اللهُ وتَقْعِيرَ المَجَرْ قال والتقعير أَن يسقط
( * قوله « يسقط » أي حملها لغير تمام ) فيذهب الجوهري وسئل ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ عن الضأْن فقال مالُ صِدْقٍ قَرْيَةٌ لا حُمَّى بها إِذا أَفلتت من مَجَرَتَيها يعني من المَجَرِ في الدهر الشديد والنشر وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع فسماهما مَجَرَتَيْنِ كما يقال القمران والعمران وفي نسخة بُنْدارٍ حَزَّتَيْها وفي حديث أَبي هريرة الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمثالها والصومُ لي وأَنا أَجْزي به يَذَرُ طَعامَه وشرابه مِجَرايَ أَي من أَجلي وأَصله مِنْ جَرَّايَ فحذف النون وخفف الكلمة قال ابن الأَثير وكثيراً ما يرد هذا في حديث أَبي هريرة ( مجس ) المَجُوسِيَّة نِحْلَةٌ والمَجُوسِيُّ منسوب إِليها والجمع المَجُوسُ قال أَبو علي النحوي المَجُوس واليهود إِنما عرف على حد يهوديٍّ ويهودٍ ومجوسيٍّ ومجوسٍ ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلف واللام عليهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين ولم يجعلا كالحيين في باب الصرف وأَنشد أَحارِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا قال ابن بري صدر البيت لامرئ القيس وعجزه للتوأَم اليشكري قال أَبو عمرو بن العلاء كان امرؤ القيس مِعَنّاً عِرِّيضاً ينازع كل من قال إِنه شاعر فنازع التوأَم اليشكري
( * قوله « فنازع التوأم اليشكري » عبارة ياقوت أَتى امرؤ القيس قتادة بن التوأم اليشكري وأخويه الحرث وأبا شريح فقال امرؤ القيس يا حار أَجز أَحار ترى بريقاً هب وهناً إلى آخر ما قال وأَورد الأبيات بوجه آخر فراجعه ان شئت وعليه يظهر قول المؤلف الآتي قريباً وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم ) فقال له إِن كنت شاعراً فََمَلْطْ أَنصاف ما أَقول وأَجِزْها فقال نعم فقال امرؤ القيس أَصاح أُريك برقاً هب وهناً فقال التوأَم كنار مجوس تستعر استعارا فقال امرؤ القيس أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شُرَيحٍ فقال التوأَم إِذا ما قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا فقال امرؤ القيس كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ فقال التوأَم عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا فقال امرؤ القيس فلما أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ فقال التوأَم وَهَتْ أَعْجازُ رَيْقِهِ فَحارا فقال امرؤ القيس فلم يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْياً فقال التوأَم ولم يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حمارا ومثل ما فعل امرؤ القيس بالتوأَم فعل عَبيدُ بن الأَبْرص بامرئ القيس فقال له عبيد كيف معرفتك بالأَوابد ؟ فقال امرؤ القيس أَلقِ ما أَحببت فقال عبيد ما حَيَّةٌ مَيْتَةٌ أَحْيَتْ بِمَيِّتِها دَرْداءَ ما أَنْبَتَتْ ناباً وأَضْراسا ؟ قال امرؤ القيس تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى في سَنابِلِها فَأَخْرَجَتْ بعد طُولِ المُكْثِ أَكداسا فقال عبيد ما السُّودُ والبِيضُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ لا يَسْتَطِيعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا ؟ فقال امرؤ القيس تلك السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها رَوَّى بِها من مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا ثم لم يزالا على ذلك حتى كملا ستة عشر بيتاً تفسير الأَبيات الرائية قوله هب وهناً الوهن بعد هدء من الليل وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم كقولهم دويهية يريد أَنه عظيم بدلالة قوله كنار مجوس تستعر استعارا وخص نار المجوس لأَنهم يعيدونها وقوله أَرقت له أَي سهرت من أَجله مرتقباً له لأَعلم أَين مصابُّ مائِه واستطار انتشر وهزيزه صوت رعده وقوله بوراء غيب أَي بحيث أَسمعه ولا أَراه وقوله عِشار وُلَّهٌ أَي فاقدة أَولادها فهي تُكْثِرُ الحنين ولا سيما إِذا رأَت عِشاراً مثلها فإِنه يزدادُ حَنينُها شَبَّه صوت الرعد بأَصْوات هذه العِشارِ من النوق وأُضاخ اسم موضع وكَفاه جانباه وقوله وهَتْ أَعْجاز رَيِّقه أَي استرخت أَعجاز هذا السحاب وهي مآخيره كما تسيل القربة الخَلَقُ إِذا استرخت وريِّق المطر أَوّله

الصفحة 4140