كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وذاتُ السِّر موضع كثير الظباء والحُمُر فلم يُبْق هذا المطرُ ظبياً به ولا حماراً إلا وهو هارب أَو غَريق والجَلْهَةُ ما استقبلك من الوادي إِذا وافيته ابن سيده المَجُوسُ جبل معروف جمعٌ واحدهم مَجُوسِيٌّ غيره وهو معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ وكان رجلاً صَغير الأُذُنَيْن كان أَوّل من دانَ بِدين المَجُوس ودعا الناس إِليه فعرَّبته العرب فقالت مَجُوسَ ونزل القرآن به والعرب رُبما تركت صرف مجوس إِذا شُبِّه بقبيلة من القبائل وذلك أَنه اجتمع فيه العجمة والتأْنيت ومنه قوله كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا وفي الحديث كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرَة حتى يكون أَبواه يُمَجِّسانِهِ أَي يُعلِّمانِهِ دين المَجُوسِيَّة وفي الحديث القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ قيل إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس في قولهم بالأَصْلَيْن وهما النُّورُ والظلمة يزعمون أَن الخير من فِعْل النُّور وأَن الشَّر من فعل الظلمة وكذا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه والشر إِلى الإِنسان والشيطان واللَّه تعالى خالقُهما معاً لا يكون شيء منهما إِلا بمشيئته تعالى وتَقَدَّسَ فهُما مضافان إِليه خَلْقاً وإِيجاداً وإِلى الفاعِلين لهما عَمَلاً واكتساباً ابن سيده ومَجُوس اسم للقبيلة وأَنشد أَيضاً كنار مجوسَ تستعر استعارا قال وإِنما قالوا المجوس على إِرادة المَجُوسِيِّين وقد تَمَجَّسَ الرجلُ وتَمَجَّسُوا صاروا مَجُوساً ومَجَّسُوا أَولادَهم صَيَّرُوهُم كذلك ومَجَّسَه غيره
( مجشن ) ذكر ابن سيده في الرباع ما صورته الماجُِشُون اسم رجل حكاه ثعلب وابن الماجُِشُون الفقيه المعروفُ منه والله أَعلم( مجع ) المَجْعُ والتمجُّعُ أَكل التمر اليابس ومَجَعَ يَمْجُعُ مَجْعاً وتَمَجَّعَ أَكل التمر باللبن معاً وقيل هو أَن يأْكل التمر ويشرب عليه اللبن يقال هو لا يزال يَتَمَجَّعُ وهو أَن يَحْسُوَ حَسْوةً من اللبن ويَلْقَمَ عليها تَمْرةً وذلك المَجِيعُ عند العرب وربما أُلْقِيَ التمرُ في اللبن حتى يتشربه فيؤكل التمرُ وتَبْقى المَجاعةُ وفي حديث بعضهم دخلت على رجل وهو يَتَمَجَّعُ من ذلك وقيل المَجِيعُ التمر يُعْجَنُ باللبن وهو ضرب من الطعام وقال إِنَّ في دارِنا ثلاثَ حَبالى فَوَدِدْنا أنْ لو وَضَعْنَ جَمِيعا جارَتي ثم هِرَّتي ثم شاتي فإِذا ما وَضَعْنَ كُنّ رَبيعا جارتي للخَبِيص والهرُّ للفأْ رِ وشاتي إِذا اشْتَهَيْنا مَجِيعا كأَنه قال وشاتي للمَجِيع إِذا اشْتَهَيْناه والمجاعةُ فُضالةُ المَجِيع ورجل مَجّاعٌ ومَجّاعةٌ ومُجّاعةٌ إِذا كان يجب المَجِيعَ وهو كثير التمجُّع وتماجَعَ الرجلانِ تَماجَنا وتَرافَثا ومَجِعَ الرجلُ بالكسر يَمْجَعُ مَجاعةً إِذا تماجَنَ والمِجْعُ والمُجْعةُ والمُجَعةُ مثال الهُمَزةِ الرجل الأَحمق الذي إِذا جلس لم يَكَدْ يَبْرَحُ مكانه والأُنثى مِجْعةٌ قال ابن سيده وأرى أَنه حُكِيَ فيه المِجَعةُ قال ابن بري المِجْعُ الجاهِلُ وقيل المازِحُ ويقال مَجُعَ مَجاعةً بالضم مِثل قَبُحَ قباحةً وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه دخل على سليمان ابن عبد الملك فَمازَحَه بكلمة فقال إِياي وكلامَ المِجَعةِ واحدهم مِجْعٌ مثل قِرَدةٍ وقِرْدٍ قال الزمخشري لو روي بالسكون لكان المراد إِياي وكلامَ المرأَةِ الغَزِلةِ ويروى إِيّايَ وكلامَ المَجاعة أَي التصريح بالرَّفَثِ يقال في نساء بني فلان مَجاعةٌ أَي يُصَرِّحْنَ بالرَّفَثِ الذي يكنى عنه وقوله إِياي يقول احْذَرُوني وجَنِّبُوني وتَنَحَّوا عَني وامرأَة مَجِعةٌ قليلةُ الحَياءِ مثال جَلِعةٍ في الوزْنِ والمعنى عن يعقوب والمَجِعةُ المتكلمة بالفُحْشِ والاسم المَجاعةُ والمِجْعُ والمَجْعُ الداعِرُ وهو مِجْع نساء يُجالِسُهُنّ ويَتَحَدَّثُ إِليهن ومَجّاعٌ اسم( مجل ) مَجِلَتْ يدُه بالكسر ومَجَلَت تَمْجَل وتَمْجُل مَجَلاً ومَجْلاً ومُجُولاً لغتان نَفِطَتْ من العمل فمَرَنَتْ وصَلُبت وثَخُن جلدُها وتَعَجَّر وظهر فيها ما يشبه البَثَر من العمل بالأَشياء الصُّلْبة الخشِنة وفي حديث فاطمة أَنها شكت إِلى عليّ عليهما السلام مَجْلَ يديْها من الطَّحْن وفي حديث حذيفة فَيظَلُّ أَثرُها مثل أَثَر المَجَل وأَمْجَلَها العملُ وكذلك الحافِرُ إِذا نَكَبَتْه الحجارة فرَهَصَتْه ثم بَرِئ فصلُب واشتدّ وأَنشد لرؤبة رَهْصاً ماجِلاً والمَجْلُ أَثرُ العملِ في الكفِّ يعالج بها الإِنسانُ الشيء حتى يغلظ جلدُها وأَنشد غيره قد مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِينِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ وفي الحديث أَن جبريل نَقَر رأْس رجل من المستهزئين فَتَمَجَّل رأْسُهُ قيْحاً ودماً أَي امتلأَ وقيل المَجْل أَن يكون بين الجلد واللحم ماء والمَجْلةُ قِشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أَثر العمل والجمع مَجْلٌ ومِجالٌ والمَجْل أَن يُصيب الجلدَ نارٌ أَو مشقَّة فيَتَنَفَّط ويَمْتلئ ماء والرَّهْص

الصفحة 4141