كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

يَزْدَادُ حتى إذا ما تَمَّ أَعْقَبٍَهُ كَرُّ الجَدِيدَيْنِ منه ثم يَمَّحِقُ وقال ابن الأعرابي سُمَّي المُحاق مُحاقاً لأَنه طلع مع الشمس فَمَحَقَتْه فلم يرهُ أَحد قال والمُحاقُ أَيضاً أَن يسْتسرّ القمر ليلتين فلا يُرى غُدْوة ولا عشية ويقال لثلاث ليالٍ من الشهر ثلاثٌ مُحاق وامْتِحاق القمر احتراقه وهو أَن يطلع قبل طلوع الشمس فلا يُرَى يفعل ذلك ليلتين من آخر الشهر الأزهري اختلف أَهل العربية في الليالي المِحاقِ فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السِّرارُ وإلى هذا ذهب أَبو عبيد وابن الأَعرابي ومنهم من جعلها ليلة خمسٍ وستٍّ وسبعٍ وعشرين لأن القمر يطلع وهذا قول الأَصمعي وابن شميل وإليه ذهب أَبو الهيثم والمبرد والرياشي قال الأزهري وهو أَصح القولين عندي قال ويقال مُحَاق القمر ومِحَاقه ومَحاقه ومَحَّق فلان بفلان تَمْحِيقاً وذلك أَن العرب في الجاهلية إذا كان يومُ المِحَاقِ من الشهر بَدَرَ الرجل إلى ماءِ الرجل إذا غاب عنه فينزل عليه ويسقي به مالَه فلا يزال قَيِّمَ الماء ذلك الشهر ورَبَّه حتى ينسلخ فإذا انسلخ كان رَبّه الأَول أَحق به وكانت العرب تدعو ذلك المَحِيق أَبو عمرو الإمْحَاق أَن يهلك المال أَول الشيء كمِحاق الهلال ومُحِقَ الرجل وامَّحق قارب الموت من ذلك قال سَبْرة بن عمرو الأسدي يهجو خالد بن قيس أَبوك الذي يَكوْي أُنوف عُنُوقِهِ بأَظفاره حتى أَنَسَّ وأَمْحَقَا أَنَسَّ الشيءُ بلغ غاية الجهد وهو نسيسه أَي بقية نفسه وماحِقُ الصَّيْف شدته ومحَقَهُ الحرُّ أَي أَحرقه ويقال جاءَ في ماحِقِ الصيف أَي في شدة حَرِّة ويوم ماحِقٌ بيِّن المَحْق شديد الحر أَي أَنه يَمْحَق كل شيء ويحرقه قال ساعدة الهذلي يصف الحمر ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزان صاديةً في ماحِقٍ من نهار الصَّيْف مُحْتَدمِ
( محك ) المَحْكُ المُشارَّة والمُنازعة في الكلام والمَحْكُ التمادي في اللَّجاجَة عند المُساوَمة والغَضب ونحو ذلك والمُماحَكَة المُلاجَّة وقد مَحَكَ يَمْحَكُ ومَحِكَ مَحْكاً ومَحَكاً فهو ماحِك ومَحِك وأَمْحَكَه غيرهُ وقول غَيْلانَ كل أَغَرَّ مَحِكٍ وغَرَّا إنما أراد الذي يَلِجُّ في عَدْوِه وسيره وتَماحك البَيِّعان والخَصْمان تَلاجَّا قال الفرزذق يا ابنَ المَراغَةِ والهِجاء إذا التَقَتْ أعناقُه وتَماحَك الخَصْمانِ ورجل مَحِكٌ ومُماحِك ومَحْكانُ إذا كان لَجُوجاً عَسِر الخُلق وفي حديث علي كرم الله وجهه لا تَضِيق به الأُمورُ ولا تُمْحِكُه الخُصومُ المَحْكُ اللَّجاج وفي النوادر رجل مُمْتحِكٌ ورجل مُسْتَلْحِك ومُتَلاحِك في الغضب وقد أَمْحَكَ وأَلْكَدَ يكون ذلك في الغضب وفي البخل وابن مَحْكان التَّيْمِيّ السَّعْدِى من شعرائهم
( محل ) المَحْلُ الشدّة والمَحْلُ الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب والمَحْل نقيض الخِصْب جمعه مُحول وأَمْحال الأَزهري المُحولُ والقُحوطُ احتباس المطر وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ لم يصبها المطر في حينه الجوهري المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ غيره قال وربما جمع المَحْل أَمْحالاً وأَنشد لا يَبْرَمُون إِذا ما الأُفْقُ جلَّله صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ ابن السكيت أَمْحَلَ البلدُ هو ماحِل ولم يقولوا مُمْحِل قال وربما جاء في الشعر قال حسان بن ثابت إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه شَمَطاً فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي وكأَنَّني في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ ابن سيدَه أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول وفي التهذيب ومَحُولة أَيضاً بالهاء لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ قال ابن سيده وأَرى أَبا حنيفة قد حكى أَرض مُحُولٌ بضم الميم وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل الأَخيرة على النسب الأَزهري وأَرض مِمْحال قال الأَخطل وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها بأَرْحائها القُصْوَى أَباعِرُ هُمَّلُ وفي الحديث أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً والمَحْل في الأَصْل انقطاع المطر وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل البلدُ فهو ماحِل على غير قياس ورجل مَحْل لا يُنْتفع به وأَمْحَل المطرُ أَي احتبس وأَمْحَلْنا نحن وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ ويقال قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنين قال ابن سيده وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت وأَمْحَل القومُ أَجْدبوا وأَمْحَلَ الزمانُ وزمان ماحِلٌ قال الشاعر والقائل القَوْل الذي مِثْلُه يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ الجوهري بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول كما قالوا بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب يريدون بالواحد الجمع وقد أَمْحَلَت

الصفحة 4147