كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

والمَحْل الغُبار عن كراع والمُتماحِل من الرجال الطويلُ المضطرب الخلْق قال أَبو ذؤيب وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه غَدَاتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل قال الجوهري هو من صفة أَشْعَث والبَوْشِيُّ الكثير البَوْشِ والعِيال وأُحاحُه ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من غَمَر العِيال ومنه قول الآخر يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ والجَرْدةُ بُرْدة خلَق والمُتماحِلُ الطويل وفي حديث علي إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها وقيل يطول أَمرها وسَبْسَب مُتماحل أَي بعيد ما بين الطرَفين وفَلاة مُتماحلة بعيدة الأَطراف وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل وقال آخر بَعِيدٌ من الحادي إِذا ما تَدَفَّعَتْ بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل وقال مزرّد هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ وناقة مُتماحِلة طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً وبعير مُتماحِل طويل بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ والمَحْلُ البُعد ومكان مُتَماحِل مُتباعد أَنشد ثعلب من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به وتَماحَلَتْ بهم الدارُ تباعدت أَنشد ابن الأَعرابي وأُعْرِض إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد ومَحَلَ لفلان حقه تكلَّفه له والمُمَحَّل من اللبن الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة وقيل هو الذي حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب وأَنشد ما ذُقْتُ ثُفْلاً مُنْذُ عامٍ أَوّلِ إِلاَّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ قال ابن بري الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً وصوابه ما ذاقَ ثُفْلاً وقبله صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ والثُّفْل طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما الأَصمعي إِذا حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو المُمَحَّل ويقال مع فلان مَمْحَلة أَي شَكْوة يُمَحِّل فيها اللبن وهو المُمَحَّل ويديرها
( * هكذا بياض في الأصل ) الجوهري والمُمَحَّل بفتح الحاء مشددة اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً وتَمَحَّل الدراهمَ انْتَقَدَها والمِحالُ الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل ومَحَِل به يَمْحَل
( * قوله « ومحل به يمحل إلخ » عبارة القاموس ومحل به مثلثة الحاء محلاً ومحالاً كاده بسعاية إلى السلطان ) مَحْلاً كاده بسِعاية إِلى السلطان قال ابن الأَنباري سمعت أَحمد بن يحيى يقول المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَل فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه فهو ماحِل ومَحُول والماحِلُ الساعي يقال مَحَلْت بفلان أَمْحَل إِذا سعيت به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به الأَزهري وأَما قول الناس تمَحَّلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ وقدَّر أَنه من المحالة بفتح الميم وهي مَفْعلة من الحيلة ثم وُجِّهت الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَحَّلْت كما قالوا مَكان وأَصله من الكَوْن ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا قال وليس التمَحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء ولكنه من المَحْل وهو السعي كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه والمَحْل السِّعايةُ من ناصح وغير ناصح والمَحْل المَكْر والكيد والمِحال المكر بالحقِّ وفلان يُماحِلُ عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع والمِحالُ الغضب والمِحالُ التدبير والمُماحَلة المُماكَرة والمُكايَدة ومنه قوله تعالى شدِيد المِحال وقال عبد المطلب بن هاشم لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم ومِحالُهم عَدْواً مِحالَك أَي كيدَك وقوّتك وقال الأَعشى فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْ دِ غزِير النَّدَى شديد المِحال
( * قوله « في غصن المجد » هكذا ضبط في الأصل بضمتين )
أَي شديد المكر وقال ذو الرمة ولبّسَ بين أَقوامٍ فكُلٌّ أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا وفي حديث الشفاعة إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واللهِ ما فيها كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل من المِحال بالكسر وهو الكيد وقيل المكر

الصفحة 4148