كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وقيل القوة والشدَّة وميمه أَصلية ورجل مَحِل أَي ذو كَيْد وتمَحَّلَ أَي احتال فهو مُتَمَحِّلٌ يقال تَمَحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه الأَزهري والمِحالُ مُماحَلة الإِنسان وهي مُناكَرتُه إِياه يُنْكر الذي قاله ومَحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِل به إِذا بَهَتَه وقال إِنه قال شيئاً لم يَقُلْه وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ والمَحْل في اللغة الشدة وقوله تعالى وهو شديد المِحالِ قيل معناه شديد القدرة والعذاب وقيل شديد القوّة والعذاب قال ثعلب أَصل أَن يسعى بالرجل ثم ينتقل إِلى الهَلَكة وفي الحديث عن ابن مسعود إِن هذا القرآن شافِعٌ مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق قال أَبو عبيد جعله يَمْحَل بصاحبه إِذا لم يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه قال ابن الأَثير أَي خَصْم مُجادل مُصدَّق وقيل ساعٍ مُصدَّق من قولهم مَحَل بفلان إِذا سعى به إِلى السلطان يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به وفي حديث الدعاء لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ ويروى سنَّة ماحل بالنون والسين المهملة وقال ابن الأَعرابي مَحَل به كادَه ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره وأَنشد مَصادُ بنَ كعب والخطوبُ كثيرة أَلم تَرَ أَن الله يَمْحَل بالأَلْف ؟ وفي الدعاء ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً والمِحالُ من الله العِقابُ وبه فسر بعضهم قوله تعالى وهو شديد المِحال وهو من الناس العَداوةُ وماحَله مُماحَلة ومِحالاً عاداه وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في قوله تعالى وهو شديدُ المِحال قال شديد الانتِقام وروي عن قتادة شديد الحِيلة وروي عن ابن جُريج أَي شديد الحَوْل قال وقال أَبو عبيد أَراه أَراد المَحال بفتح الميم كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ قال والمِحال الكيد والمكر قال عدي مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العا م فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال قال مكَروا وسَعَوْا والمِحال بكسر الميم المُماكَرة وقال القتيبي شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر قال وأَصلُ المِحال الحِيلةُ وأَنشد قول ذي الرمة أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا قال ابن عرفة المِحالُ الجِدالُ ماحَلَ أَي جادَلَ قال أَبو منصور قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة وليس كما توهَّمه لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو والياء مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل وما شاكلها قال وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها وقال الفراء في كتاب المصادر المِحال المماحلة يقال في فَعَلْت مَحَلْت أَمْحَل مَحْلاً قال وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة قال أَبو منصور وهذا كله صحيح كما قاله قال الأَزهري وقرأَ الأَعرج وهو شديد المَحال بفتح الميم قال وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال المعنى وهو شديد الحَوْل وقال اللحياني عن الكسائي قال مَحِّلْني يا فلان أَي قَوِّني قال أَبو منصور وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة والمَحالة الفَقارة ابن سيده والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير وجمعه مَحال وجمع المَحال مُحُل أَنشد ابن الأَعرابي كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُحُلْ من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون الأَوْعال الأَزهري وأَما قول جندل الطَّهَويّ عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر جعل الميم لما لزمت المَحالة وهي الفَقارة من فَقار الظهر كالأَصلية والمَحِلُ الذي قد طُرِد حتى أَعيا قال العجاج نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور وفي النوادر رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير بدَنه والمَحالُ ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير وسط الجراد قال مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ ولؤلؤ من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب والمَحالةُ التي يستقي عليها الطيَّانون سميت بفَقارة البعير فَعالة أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها والمحالة والمحال أَيضاً البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل قال حميد الأَرقط يَرِدْن والليلُ مُرِمٌّ طائرُه مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ والمَحالةُ البكَرة هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة وكذلك المَحالة لفِقْرة الظهر هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة منقولة من المَحالة التي هي البكَرة قال ابن بري فحق هذا أَن يذكر في حول غيره المَحالة البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية وفي الحديث حَرَّمْت

الصفحة 4149