كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

شجر المدينة إِلاَّ مَسَدَ مَحالة هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها وكثيراً ما تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة وقولهم لا مَحالةَ بوضع موضع لا بُدَّ ولا حيلة مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة وفي حديث قس أَيْقَنْتُ أَني لا مَحا لةَ حيث صار القومُ صائِرْ أَي لا حيلة ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة وهي مَفْعَلة منهما وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا بدّ والميم زائدة وقوله في حديث الشعبي إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ المحول بالكسر آلةُ التحويلِ ويروى بالفتح وهو موضع التحويل والميم زائدة
( محن ) المِحْنة الخِبْرة وقد امتَحنه وامتَحن القولَ نظر فه ودَبَّره التهذيب إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمي وكان من أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القَتْلى ثلاثة رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه وماله في سبيل الله حتى إِذا لقي العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله تحت عرشه
( * قوله « في جنة الله تحت عرشه » الذي في نسخة التهذيب في خيمة الله ) لا يَفْضُله النبيون إِلا بدرجة النبوَّة قال شمر قوله فذلك الشهيد المُمْتحَن هو المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا صفيتها وخلصتها بالنار وروي عن مجاهد في قوله تعالى أُولئك الذين امتَحَنَ اللهُ قلوبَهم قال خَلَّصَ اللهُ قلوبهم وقال أَبو عبيدة امتَحنَ اللهُ قلوبهم صَفَّاها وهَذَّبها وقال غيره المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ وقيل معنى قوله أُولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى شَرَحَ اللهُ قلوبهم كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوى ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه بمنزلة خَبَرْتُه واختبرته وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه وأَصل المَحْنِ الضَّرْبُ بالسَّوْط وامتَحَنتُ الذهب والفضة إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتى خَلَّصْتَ الذهب والفضة والاسم المِحْنة والمَحْنُ العطية وأَتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً أَي ما أَعطاني والمِحْنة واحدة المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية نستجير بكرم الله منها وفي حديث الشَّعْبي المِحْنة بِدْعَة هي أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه ويقول فعلت كذا وفعلت كذا فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله أَو ما لا يجوز قوله يعني أَن هذا القول بدعة وقولُ مُليح الهُذَليِّ وحُبُّ ليلى ولا تَخْشى مَحُونتَه صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما ليس يُنْتقَدُ قال ابن جني مَحُونته عاره وتِباعَتُه يجوز أَن يكون مشتقّاً من المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن ويجوز أَن يكون مَفْعُلة من الحَيْنِ وذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد الليث المِحْنة معنى الكلام الذي يُمتحَنُ به ليعرف بكلامه ضمير قلبه تقول امتحَنْتُه وامتَحنْتُ الكلمة أَي نظرت إِلى ما يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها والمَحْنُ النكاح الشديد يقال مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نكحها ومَحَنه عشرين سَوْطاً ضربه ومحن السَّوْطَ لَيَّنَه المُفَضَّلُ مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتى تُخْلِقه ابن الأَعرابي مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وهو التليين بالطَّرْد والمُمْتحَن والمُمَحَّص واحد أَبو سعيد مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مددته حتى توسعه ابن الأَعرابي المَحْنُ اللَّيِّنُ من كل شيء ومَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها وطينها الأَزهري عن الفراء يقال مَحَنْتُه ومخنتُه بالحاء والخاء ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كله بمعنى قَشَرْتُه وجلد مُمتحَنٌ مَقْشُور والله أَعلم ( محا ) مَحا الشيءَ يَمْحُوه ويَمْحاه مَحْواً ومَحْياً أَذْهَبَ أَثَرَه الأَزهري المَحْوُ لكل شيء يذهب أَثرُه تقول أَنا أَمْحُوه وأَمْحاه وطيِّء تقول مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً وامَّحى الشيءُ يَمَّحِي امِّحاءً انْفَعَلَ وكذلك امتَحى إِذا ذهب أَثرُه وكره بعضهم امْتَحى والأَجود امَّحى والأَصل فيه انْمَحى وأَما امْتَحى فلغة رديئة ومحَا لَوْحَه يَمْحُوه مَحْواً ويَمْحِيه مَحْياً فهو مَمْحُوٌّ ومَمْحِيٌّ صارت الواو ياء لكسرة ما قلبها فأُدغمت في الياء التي هي لام الفعل وأَنشد الأَصمعي كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا قال الجوهري وامْتَحى لغة ضعيفة والماحي من أَسماء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَحا الله به الكفرَ وآثارَه وقيل لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن الله والمَحْوُ السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي والمَحْوة المَطْرة تمحُو الجَدْبَ عن ابن الأَعرابي وأَصبحت الأَرض مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ وتركتُ الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ وفي المحكم إِذا جِيدَتْ كلُّها كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن أَبو زيد تَرَكْتِ السماءُ الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ ومَحوَة الدَّبُورُ لأَنها تمحو السحابَ معرفة فإِن قلت إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على كل حال جسم أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم جِرْمٌ لا مَحالة فإِن قيل ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في

الصفحة 4150