كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص ؟ قيل لأَن الأَعيان أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى ولا يشاهد حسّاً وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً وليست من معلوم الضرورة للمشاهدة وقيل مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ وقال الشاعر سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ وقيل هي الشَّمال قال الأَصمعي وغيره من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ غير مصروفة قال ابن السكيت هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة وأَنشد قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ وقيل هو الجَنوب وقال غيره سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو السحابَ وتَذْهَبُ بها ومَحْوة ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ بالسحاب وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام قال ابن بري أَنكر علي بن حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به قال وهذا موجود في الجَنوب وأَنشد للأَعشى ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْ رِ كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما ومَحْوٌ اسم موضع بغير أَلف ولام وفي المحكم والمَحْوُ اسم بلد قالت الخنساء لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْ مُغَادَرِ بالمَحْو أَذْلالهَا والأَذْلالُ جمع ذِلّ وهي المسالك والطُّرُق يقال أُمورُ الله تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها والمِمْحاةُ خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه ( مخج ) مَخَجَ المرأَة يَمْخَجُها مَخْجاً نكَحها ومَخَجَ بالدلو وغيرها مَخْجاً ومَخَجَها خَضْخَضَها وقيل جَذَب بها ونَهَزَها حتى تمتلئ قال قد صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما يَزِيدُها مَخْجٌ الدِّلا جُمُوما وكذلك تَمَخَّجَها وتماخَجَها قال أَبو عبيد تَمَخَّجْتُ الماءَ إِذا حركته قال صافي الجِمامِ لم تَمَخَّجْه الدِّلا أَي لم تَمْخُضْه
( * قوله « تمخضه » بتثليث الخاء من المضارع كما في القاموس ) الدِّلاء الأَصمعي مَخَجَ البئرَ ومَخَضَها بمعنى واحد ومَخَجَ البئر يَمْخَجُها مَخْجاً أَلَحَّ عليها في الغَرْب وبه فسَّرَ ابن الأَعرابي قوله يَزيدُها مخجُ الدِّلا جُموما وأَنشد يعقوب تَرَى الغُلامَ اليافِعَ الحَزَوَّرا يَمْخَجُ بالدَّلْوِ وقد تَغَشْمَرا
( مخخ ) المُخُّ نِقْيُ العظم وفي التهذيب نِقْيُ عظام القصب وقال ابن دريد المُخُّ ما أُخرج من عظم والجمع مَخَخة ومخاخ والمُخَّة الطائفة منه وإذا قلت مُخَّة فجمعها المُخُّ وتقول العرب هو أَسمح من مُخَّة الوبَر أَي أَسهل وقالوا اندَرَع اندِراعَ المُخَّة وانقصف انقصاف البَرْوَقَة فاندرع يذكر في موضعه وانقصف انكسر بنصفين وفي حديث أُمّ معبد في رواية فجاءَ يسوق أَعْنُزاً عجافاً مِخاخُهنّ قليل المخاخ جمع مُخ مثل حِباب وحُب وكمام وكمّ وإِنما لم يقل قليلة لأَنه أَراد أَن مخاخَهن شيء قليل وتَمَخَّخ العظمَ وامْتَخخَه وتَمَكَّكه ومَخْمَخَه أَخرج مخه والمُخاخَة ما تُمُصِّص منه وعظم مَخيخ ذو مخ وشاة مَخيخة وناقة مخيخة أَنشد ابن الأَعرابي باتَ يُماشي قُلُصاً مَخائِخا وأَمَخَّ العظمُ صار فيه مُخّ وفي المثل شَرٌّ ما يُجِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ وأَمَخَّتِ الدابة والشاة سَمِنت وأَمَخَّت الإِبل أَيضاً سَمِنَت وقيل هو أَوّل السِّمَن في الإِقبال وآخر الشحم في الهُزال وفي المثل بين المُمِخَّة والعَجْفاءِ وأَمَخَّ العود ابتَلَّ وجرى فيه الماءُ وأَصل ذلك في العظم وأَمَخَّ حب الزرع جرى فيه الدقيق وأَصل ذلك العظم والمخ الدماغ قال فلا يَسْرقُ الكلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنا ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجم ويروى السروّ وهو فعول من السُّرى وصف بهذا قوماً فذكر أَنهم لا يلبسون من النعال إِلا المدبوغة والكلب لا يأْكلها ولا يستخرجون ما في الجماجم لأَن العرب تعير بأَكل الدماغ كأَنه عندهم شَرَهٌ ونَهَم ومُخُّ العين شحمتها وأَكثر ما يستعمل في الشعر التهذيب وشحم العين قد سمي مخّاً قال الراجز ما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْن ومخ كل شيء خالصه وغيره يقال هذا من نُخّ قَلْبي ونُخاخة قلبي ومن مُخَّة قلبي ومن مُخِّ قلبي أَي من صافيه وفي الحديث الدعاءُ مُخُّ العبادة مخّ الشيء خالصه وإِنما كان مُخّاً لأَمرين أَحدهما أَنه امتثال أَمر الله تعالى حيث قال ادعوني فهو محض العبادة وخالصها الثاني أَنه إِذا رأَى نجاح الأُمور من الله قطع أَمله عن سواه ودعاه لحاجته وحده وهذا هو أَصل العبادة ولأَن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاءِ وأَمْرٌ مُمِخٌّ إِذا كان طائلاً من الأُمور وإِبل مخائخ إِذا كانت خياراً أَبو زيد

الصفحة 4151