كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

والرُّبَّى هي التي أَخذها المخاض لتضَعَ والمَخاضُ الطلْقُ عند الولادة يقال مَخِضَتِ الشاةُ مَخْضاً ومِخاضاً إِذا دنا نتاجها وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنّ امرأَة زارَتْ أَهْلَها فمخِضت عندهم أَي تحرَّك الولدُ عندهم في بطنها للوِلادةِ فضرَبَها المَخاضُ قال الجوهري ابن مَخاضٍ نكرة فإِذا أَرْدتَ تعْريفه أَدخلت عليه الأَلف واللام إِلا أَنه تعريف جنس قال ولا يقال في الجمع إِلا بناتُ مخاض وبناتُ لَبُون وبناتُ آوى ابن سيده والمَخاضُ الإِبلُ حين يُرْسَلُ فيها الفحلُ في أَوّل الزمان حتى يَهْدِرَ لا واحد لها قال هكذا وُجِدَ حتى يهدر وفي بعض الروايات حتى يَفْدِرَ أَي يَنْقَطِعَ عن الضِّراب وهو مَثَلٌ بذلك ومَخَضَ اللبنَ يَمْخَضُه ويَمْخِضُه ويَمْخُضُه مَخْضاً ثلاث لغات فهو مَمْخُوضٌ ومَخِيضٌ أَخذ زُبْده وقد تَمَخَّضَ والمَخِيضُ والمَمْخُوض الذي قد مُخِضَ وأُخذ زُبده وأَمْخَضَ اللبنُ أَي حانَ له أَن يُمْخَضَ والمِمْخَضةُ الإِبْرِيجُ وأَنشد ابن بري لقد تَمَخَّضَ في قَلْبي مَوَدَّتُها كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجه اللَّبَنُ والمِمْخَضُ السِّقاءُ وهو الإِمْخاضُ مثل به سيبويه وفسَّره السيرافي وقد يكون المَخْضُ في أَشياءَ كثيرة فالبعير يَمْخُضُ بشِقْشِقَتِه وأَنشد يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَخْضَا
( * قوله « يجمعن » كذا في الأَصل والذي في شرح القاموس يتبعن قاله يصف القروم )
والسَّحابُ يَمْخُضُ بمائه ويَتَمَخَّضُ والدهر يَتَمَخَّضُ بالفِتْنةِ قال وما زالتِ الدُّنْيا تخُونُ نَعِيمَها وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمخَّضُ ويقال للدنيا إِنها تَتَمَخَّضُ بِفِتْنةٍ مُنكرة وتَمَخَّضَتِ الليلةُ عن يوم سَوءٍ إِذا كان صَباحُها صَباحَ سوء وهو مثَل بذلك وكذلك تمخَّضتِ المَنُونُ وغيرها قال تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حاملةٍ تَمامُ على أَنَّ هذا قد يكون من المَخاض قال ومعنى هذا البيت أَنَّ المَنِيَّةَ تَهَيَّأَتْ لأَن تَلِدَ له الموتَ يعني النعمانَ بن المنذر أَو كسرى والإِمْخاضُ ما اجتمع من اللبن في المَرْعَى حتى صار وِقْرَ بعير ويجمع على الأَماخِيضِ يقال هذا إِحْلابٌ من لبن وإِمْخاضٌ من لبن وهي الأَحالِيبُ والأَماخِيضُ وقيل الإِمخاض اللبنُ ما دام في المِمْخَضِ والمُسْتَمْخِضُ البَطِيءُ الرَّوبِ من اللبن فإِذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَرُوب وإِذا رابَ ثمَ مَخَضَه فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ وذلك أَطيبُ أَلبانِ الغنم وقال في موضع آخر وقد اسْتَمْخَضَ لبنُك أَي لا يكادُ يروب وإِذا استمخَضَ اللبنُ لم يكد يخرج زُبده وهو من أَطيب اللبن لأَن زُبده اسْتُهْلِكَ فيه واستمخضَ اللبنُ أَيضاً إِذا أَبْطأَ أخذه الطَّعْم بعد حَقْنِه في السِّقاء الليث المَخْضُ تحريكُك المِمْخَض الذي فيه اللبن المَخِيض الذي قد أُخِذَتْ زُبدته وتَمَخَّضَ اللبنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّك في المِمْخضة وكذلك الولد إِذا تحرَّك في بطن الحامل قال عمرو بن حسَّان أَحد بني الحَرِث بن هَمَّام بن مُرَّة يخاطب امرأَته أَلا يا أُمَّ عَمْروٍ لا تَلُومِي وابْقِي إِنَّما ذا الناسُ هامُ أَجِدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ اطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ وكِسْرَى إِذْ تَقَسَّمَه بَنُوه بأَسْيافٍ كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حاملة تَمامُ فجعل قوله تَمَخَّضَت يَنُوبُ مَنابَ قوله لَقِحَتْ بولد لأَنها ما تمخضت بالولد إِلاَّ وقد لَقِحت وقوله أَنَى أَي حانَ وِلادته لتمام أَيام الحمل قال ابن بري المشهور في الرّواية أَلا يا أُمَّ قيس وهي زوجته وكان قد نزل به ضَيْف يقال له إِسافٌ فعقَر له ناقة فلامَتْه فقال هذا الشعر وقد رأَيت أَنا في حاشية من نسخ أَمالي ابن برّيّ أَنه عقر له ناقتين بدليل قوله في القصيدة أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتي ما إِنْ تَنامُ ؟ ومَخَضْتُ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزْتَ بها في البئر وأَنشد إِنَّ لَنا قَلِيذَماً هَمُوما يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلا جُمُوما ويروى مَخْجُ الدِّلا ويقال مَخَضْتُ البئرَ بالدلو إِذا أَكثرتَ النزْعَ منها بدِلائكَ وحرَّكتها وأَنشد الأَصمعي لتَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّليِّ وفي الحديث أَنه مُرَّ عليه بجنازةٍ تُمْخَض مَخْضاً أَي تُحَرَّكُ تحريكاً سريعاً والمَخِيضُ موضع بقرب المدينة ابن بزرج تقول العرب في أَدْعِيَة يَتداعَوْن بها صَبَّ اللّه عليك أُمّ حُبَيْنٍ ماخِضاً تعني الليل
( مخط ) مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه ويقال مَخَطَ في القوس ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً نَفَذ وأَمْخَطَه هو ويقال رماه بسهم فأَمْخَطَه من الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه ومَخَطَ السهمُ أَي مَرَق وأَمْخَطْتُ السهمَ أَنفذْته وربما قالوا امْتَخَط ما في يده نزعَه واخْتَلَسه والمَخْطُ السَّيَلانُ والخُروجُ وفَحْلٌ

الصفحة 4154