كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

معناه يُمْهِلُهم وطُغْيانُهم غُلُوُّهم في كفرهم وشيء مَدِيد ممدود ورجل مَدِيد الجسم طويل وأَصله في القيام سيبويه والجمع مُدُدٌ جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل والأُنثى مَدِيدة وفي حديث عثمان قال لبعض عماله بلغني أَنك تزوجت امرأَة مديدة أَي طويلة ورجل مَدِيدُ القامة طويل القامة وطِرافٌ مُمدَّد أَي ممدودٌ بالأَطناب وشُدِّدَ للمبالغة وتَمَدَّد الرجل أَي تَمطَّى والمَدِيدُ ضرب من العَرُوض سمي مديداً لأَنه امتَدَّ سبباه فصار سَبَب في أَوله وسبب بعد الوَتِدِ وقوله تعالى في عَمَد مُمَدَّدَة فسره ثعلب فقال معناه في عَمَد طِوال ومَدَّ الحرف يَمُدُّه مَدّاً طَوَّلَه وقال اللحياني مدَّ اللهُ الأَرضَ يَمُدُّها مَدًّا بسطها وسَوَّاها وفي التنزيل العزيز وإِذا الأَرض مُدَّت وفيه والأَرضَ مَدَدْنَاهَا ويقال مَدَدْت الأَرض مَدًّا إِذا زِدت فيها تراباً أَو سَماداً من غيرها ليكون أَعمر لها وأَكثر رَيْعاً لزرعها وكذلك الرمال والسَّمادُ مِداد لها وقول الفرزدق رَأَتْ كمرا مِثْلَ الجَلاميدِ فَتَّحَتْ أَحالِيلَها لمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذورُها قيل في تفسيره اتْمَأَدَّتْ قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا اللهم إِلا أَن يريد تَمادَّت فسكت التاء واجتلب للساكن ألف الوصل كما قالوا ادَّكَرَ وادّارَأْتُمْ فيها وهمز الأَلف الزائدة كما همز بعضهم أَلف دابَّة فقال دأَبَّة ومدَّ بصَرَه إِلى الشيء طَمَح به إِليه وفي التنزيل العزيز ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما وأَمَدَّ له في الأَجل أَنسأَه فيه ومَدَّه في الغَيّ والضلال يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ له أَمْلَى له وتركه وفي التنزيل العزيز ويمُدُّهم في طغيانهم يَعْمَهُون أَي يُمْلِي ويَلِجُّهم قال وكذلك مدَّ الله له في العذاب مَدًّا قال وأَمَدَّه في الغي لغة قليلة وقوله تعالى وإِخْوانُهم يَمُدُّونَهم في الغي قراءة أَهل الكوفة والبصرة يَمُدُّونَهم وقرأَ أَهل المدينة يُمِدُّونَهم والمَدُّ كثرة الماء أَيامَ المُدُود وجمعه مُمدُود وقد مَدَّ الماءُ يَمُدُّ مَدًّا وامْتَدَّ ومَدَّه غيره وأَمَدَّه قال ثعلب كل شيء مَدَّه غيره فهو بأَلف يقال مَدَّ البحرُ وامتَدَّ الحَبْل قال الليث هكذا تقول العرب الأَصمعي المَدُّ مَدُّ النهر والمَدُّ مَدُّ الحبل والمَدُّ أَن يَمُدّ الرجل الرجل في غيِّه ويقال وادِي كذا يَمُدُّ في نهر كذا أَي يزيد فيه ويقال منه قلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَمَدَّتها ركيةٌ أُخرى فهي تَمُدُّها مَدّاً والمَدُّ السيل يقال مَدَّ النهرُ ومدَّه نهر آخر قال العجاج سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّه أَتِيُّ غِبَّ سمَاءٍ فهو رَقْراقِيُّ ومَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جرى فيه قال اللحياني يقال لكل شيء دخل فيه مثله فَكَثَّرَه مدَّه يَمُدُّه مدًّا وفي التنزيل العزيز والبحر يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر أَي يزيد فيه ماء من خلْفِه تجرُّه إِليه وتُكثِّرُه ومادَّةُ الشيء ما يمدُّه دخلت فيه الهاء للمبالغة وفي حديث الحوض يَنْبَعِثُ فيه مِيزابانِ مِدادُهما أَنهار الجنة أَي يَمُدُّهما أَنهارُها وفي الحديث وأَمَدَّها خَواصِر أَي أَوسعها وأَتَمَّمها والمادَّة كل شيء يكون مَدَداً لغيره ويقال دعْ في الضَّرْع مادَّة اللبن فالمتروك في الضرع هو الداعِيَةُ وما اجتمع إِليه فهو المادَّة والأَعْرابُ مادَّةُ الاسلام وقال الفراءُ في قوله عز وجل والبحر يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر قال تكون مِداداً كالمِدادِ الذي يُكتب به والشيء إِذا مدَّ الشيء فكان زيادة فيه فهو يَمُدُّه تقول دِجْلَةُ تَمُدُّ تَيَّارنا وأَنهارنا والله يَمُدُّنا بها وتقول قد أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ ولا يقاس على هذا كل ما ورد ومَدَدْنا القومَ صِرْنا لهم أَنصاراً ومدَدَاً وأَمْدَدْناهم بغيرنا وحكى اللحياني أَمَدَّ الأَمير جنده بالحبل والرجال وأَعاثهم وأَمَدَّهم بمال كثير وأَغائهم قال وقال بعضهم أَعطاهم والأَول أَكثر وفي التنزيل العزيز وأَمْدَدْناهم بأَموال وبنين والمَدَدُ ما مدَّهم به أَو أَمَدَّهم سيبويه والجمع أَمْداد قال ولم يجاوزوا به هذا البناء واستَمدَّه طلَبَ منه مَدَداً والمَدَدُ العساكرُ التي تُلحَق بالمَغازي في سبيل الله والإِمْدادُ أَنْ يُرْسِلَ الرجل للرجل مَدَداً تقول أَمْدَدْنا فلاناً بجيش قال الله تعالى أَن يِمُدَّكم ربكم بخمسة آلاف وقال في المال أَيحْسَبونَ أَنَّما نَمُدُّهم به من مال وبنبن هكذا قرئ نِمُدُّهم بضم النون وقال وأَمْدَدْناكم بأَموال وبنين فالمَدَدُ ما أَمْدَدْتَ به قومك في حرْب أَو غير ذلك من طعام أَو أَعوان وفي حديث أُويس كان عمر رضي الله عنه إِذا أَتَى أَمْدادُ أَهل اليمن سأَلهم أَفيكم أُوَيْسُ بن عامر ؟ الأَمداد جمع مَدَد وهم الأَعوان والأَنصار الذين كانوا يَمُدُّون المسلمين في الجهاد وفي حديث عوف بن مالك خرجت مع زيد بن حارثه في غزوة مِؤْتُة ورافَقَني مَدَدِيٌّ من اليمن وهو منسوب إلى المدَد وقال يونس ما كان من الخير فإِنك تقول أَمْدَدْته وما كان من الشر فهو مدَدْت وفي حديث عمر رضي الله عنه هم أَصلُ العرب

الصفحة 4157