كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

والصاعُ خمسة أَرطال قال لم يَغْدُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجِيفُ والجمع أَمدادٌ ومِدَدٌ ومِدادٌ كثيرة ومَدَدةٌ قال كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كَيْلَ مِدادٍ من فَحاً مَدْقوقِ الجوهري المُدُّ بالضم مكيال وهو رطل وثلث عند أَهل الحجاز والشافعي ورطلان عند أَهل العراق وأَبي حنيفة والصاع أَربعة أَمداد وفي حديث فضل الصحابة ما أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه والمد في الأَصل ربع صاع وإِنما قَدَّره به لأَنه أَقلُّ ما كانوا يتصدقون به في العادة قال ابن الأَثير ويروى بفتح الميم وهو الغاية وقيل إن أَصل المد مقدَّر بأَن يَمُدَّ الرجل يديه فيملأَ كفيه طعاماً ومُدَّةٌ من الزمان برهة منه وفي الحديث المُدَّة التي مادَّ فيها أَبا سفيان المُدَّةُ طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير ومادَّ فيها أَي أَطالَها وهي فاعَلَ من المدّ وفي الحديث إِن شاؤُوا مادَدْناهم ولُعْبة للصبيان تسمى مِدادَ قَيْس التهذيب ومِدادُ قَيْس لُعْبة لهم التهذيب في ترجمة دمم دَمدَمَ إِذا عَذَّبَ عذاباً شديداً ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ ومُدٌّ رجل من دارِم قال خالد بن علقمة الدارمي يهجو خُنْشُوشَ بن مُدّ جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ مَلامةً إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للناسِ مُوقُها
( مدر ) المَدَرُ قِطَعُ الطينِ اليابِسِ وقيل الطينُ العِلْكُ الذي لا رمل فيه واحدته مَدَرَةٌ مأَما قولُهُم الحِجارَةُ والمِدارَةُ فعَلى الإِتْباعِ ولا يُتَكَلَّم به وجَدَه مُكَسَّراً على فِعالَة هذا معنى قول أَبي رياش وامْتَدَر المَدَرَ أَخَذَه ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً ومَدَّرَه طانَه ومَكانٌ مَدِيرٌ مَمْدُورٌ والمَدْرُ لِلْحَوْضِ أَنْ تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ وقيل هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بالطين التهذيب والمَدْرُ تَطْيينُك وجْهَ الحَوْضِ بالطين الحُرّ لئلا يَنْشَفَ الجوهري والمَدَرَةُ بالفتح الموضع الذي يُؤخَذُ مِنهُ المَدَرُ فَتُمْدَرُ به الحِياضُ أَي يُسَدُّ خَصاصُ ما بَيْنَ حِجارَتِها ومَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَي أَصلحته بالمَدَرِ وفي حديث جابر فانطلق هو وجَبَّارُ بن صخر فنزعا في الحض سَجْلاً أَو سَجْلَيْن ثم فَدَاره أَي طَيَّناه وأَصلحاه بالمدر وهو الطين المتماسك لئلا يخرج منه الماء ومنه حديث عمر وطلحة في الإِحرام إِنما هو مَدَرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ والمِمْدَرَةُ والمَمْدَرَةُ الأَخيرة نادرة موضع فيه طين حُرٌّ يُسْتَعَدُّ لذلك فأَما قوله يا أَيُّها السَّاقي تَعَجَّلْ بِسَحَرْ وأَفْرِغِ الدَّلْو على غَيْر مَدَرْ قال ابن سيده أَراد بقوله على غير مدر أَي على غير إصلاح للحوض يقول قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على رُؤوسها دَلْواً دلواً قال وقال مرة أُخرى لا تصبه على مَدَرٍ وهو القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الماء قال والأَوّل أَبين ومَدَرَةُ الرجلِ بَيْتُه وبنو مَدْراءَ أَهل الحَضَر وقول عامر للنبي صلى الله عليه وسلم لنا الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ إِنما عن به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن مبانيها إِنما هي بالمَدَرِ وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية بالوبر والمَدَرُ ضِخَمُ البِطْنَةِ ورجل أَمْدَرُ عظيمُ البَطْنِ والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما والأُنثى مَدْراءُ وضَبُعٌ مَدْراءُ عظيمةُ البَطْنِ وضِبْعانٌ أَمْدَرُ على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه ورجل أَمْدَرُ بيِّن المدَر إِذا كان منتفخ الجنبين وفي حديث إِبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم أَنه يأْتيه أَبوه يوم القيامة فيسأَلُه أَن يشفَعَ له فيلتفتُ إِليه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ فيقول ما أَنت بأَبي قال أَبو عبيد الأَمدَرُ المنتفِخُ الجنبين العظيمُ البطْنِ قال الراعي يصف إِبلاً لها قَيِّم وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ عنه العَباءَةُ قَوَّام على الهَمَلِ قوله أَمدر الجنبين أَي عظيمهما ويقال الأَمْدَرُ الذي قد تَتَرَّبَ جنباه من المَدَر يذهب به إِلى التراب أَي أَصابَ جسدَه الترابُ قال أَبو عبيد وقال بعضهم الأَمْدَرُ الكَثيرُ الرَّجيع الذي لا يَقْدِرُ على حَبْسه قال ويستقيم أَن يكون المعنيان جميعاً في ذلك الضِّبْعان ابن شميل المَدْراءُ من الضِّباعِ التي لَصِقَ بِها بَوْلُها ومَدِرَتِ الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ الجوهري الأَمْدَرُ من الضباع الذي في جسده لُمَعٌ من سَلْحِه ويقال لَوْنٌ له والأَمْدَرُ الخارئُ في ثيابه قال مالك بن الريب إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلى ثَوْبِ آلِفٍ منَ القَوْمِ أَمْسى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ ومادِرٌ وفي المثل أَلأَمُ من مادِرٍ هو جد بني هلال بن عامر وفي الصحاح هو رجل من هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ لأَنه سقى إِبله فبقي في أَسفل الحوْضِ ماء قليل فَسَلَحَ فيه ومدَرَ به حَوْضَهُ بُخْلاً أَنْ يُشْرَبَ مِن فَضْلِه قال ابن بري هذا هلال جدّ لمحمد بن حرب الهلالي صاحب شرطة البصرة وكانت بنو هلال عَيَّرَتْ بني فَزارَة بأَكل أَيْرِ الحِمار ولما سمعت فزارة بقول الكميت بن ثعلبة نَشَدْتُكَ يا فزارُ وأَنت شيْخٌ إِذا خُيِّرْتَ تُخطئُ في الخِيارِ أَصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمْنٍ أَحَبُّ إِليكَ أَمْ أَيْرُ الحمارِ ؟

الصفحة 4159