كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)
بالتخفيف والتثقيل وفيه قول آخر أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ قال ابن بري لو كانت الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مُدْنٍ وفلان مَدَّنَ المَدائنَ كما يقال مَصَّرَ الأَمصارَ قال وسئل أَبو عليّ الفَسَوِيُّ عن همزة مدائن فقال فيه قولان من جعله فَعِيلة من قولك مَدَنَ بالمكان أَي أَقام به همزه ومن جعله مَفْعِلة من قولك دِينَ أَي مُلِكَ لم يهمزه كما لا يهمز معايش والمَدِينة الحِصْنُ يبنى في أُصطُمَّةِ الأَرض مشتق من ذلك وكلُّ أَرض يبنى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهي مدينة والنسبة إِليها مَدِينّي والجمع مَدائنُ ومُدُنٌ قال ابن سيده ومن هنا حكم أَبو الحسن فيما حكاه الفارسي أَن مَدِينة فعيلة الفراء وغيره المدينة فعيلة تهمز في الفعائل لأَن الياء زائدة ولا تهمز ياء المعايش لأَن الياء أَصلية والمدينة اسم مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة غلبت عليها تفخيماً لها شرَّفها الله وصانها وإِذا نسبت إِلى المدينة فالرجل والثوب مَدَنيٌّ والطير ونحوه مَدِينّي لا يقال غير ذلك قال سيبويه فأَما قولهم مَدَائِني فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد وحمامةٌ مَدِينيَّة وجارية مَدِينيَّة ويقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ هو ابن بَجْدَتِها وابنُ مَدِينتها وابن بَلْدَتها وابن بُعْثُطها وابن سُرْسُورها قال الأَخطل رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها ويقال للأَمة مَدِينة أَي مملوكة والميم ميم مَفْعُول وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة وأَنشد بيت الأَخطل قال وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة قال ابن خالويه يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة وقد فسر قوله تعالى إِنا لمَدِينُون أَي مملوكون بعد الموت والذي قاله أَهل التفسير لمَجْزِيُّون ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة قال أَبو منصور هذا يدل على أَن الميم أَصلية قال وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي أَقام به قال ولا أَدري ما صحته وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام قلت مَدَنيٌّ وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ وإِلى مدائن كِسْرَى مَدائِنيٌّ للفرق بين النسب لئلا يختلط ومَدْيَنُ اسم أَعجمي وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة وقد يكون مَفْعَلاً وهو أَظهر ومَدْيَنُ اسم قرية شعيب على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ والمَدَانُ صنم وبَنُو المَدَانِ بطْنٌ على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة وفي الحديث ذِكْرُ مَدَان بفتح الميم له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام ويقال له فَيْفاءُ مَدَانَ قال وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة ( مده ) مَدَهَه يَمْدَهُه مَدْهاً مثل مَدَحه والجمع المُدَّهُ قال رؤْبة للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سْبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي وقيل المَدْه في نعت الهيئةِ والجمالِ والمَدْحُ في كل شيءٍ وقال الخليل بن أَحمد مَدَهْتُه في وجهه ومدَحْتُه إذا كان غائباً وقيل المَدْهُ والمَدْحُ واحدٌ وقيل الهاءُ في كل ذلك بدل من الحاء ولمادِهُ المادِحُ والتَّمَدُّهُ التمدُّح الأَزهري المَدْهُ يُضارِعُ المَدْحَ وفلان يتمدَّهُ بما ليس فيه ويتمَتَّهُ كأَنه يطلب بذلك مَدْحَه أَنشد ابن الأَعرابي تمَدَّهِي ما شئتِ أَن تمَدَّهِي فلسْتِ مِنْ هَوْئي ولا ما أَشتَهي
( مدى ) أَمْدى الرجلُ إِذا أَسَنّ قال أَبو منصور هو من مَدَى الغاية ومَدَى الأَجَل منتهاه والمَدى الغاية قال رؤبة مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤهُ إِذا المَدَى لم يُدْرَ ما مِيداؤُه وقال ابن الأَعرابي المِيداءُ مِفْعال من المَدَى وهو الغاية والقَدْر ويقال ما أَدري ما مِيْداءُ هذا الأَمر يعني قدره وغايته وهذا بِميداء أَرضِ كذا إِذا كان بحِذائها يقول إِذا سار لم يدرِ أَما مضى أَكثر أَم ما بقي قال أَبو منصور قول ابن الأَعرابي المِيداء مفعال من المَدَى غلط لأَن الميم أَصلية وهو فِيعالٌ من المَدَى كأَنه مصدر مادى مِيداءً على لغة من يقول فاعَلْتُ فِيعالاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كتب ليهود تَيْماءَ أَن لهم الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَة بلا عَداءٍ النهارَ مَدًى والليلَ سُدًى أَي ذلك لهم أَبداً ما دام الليل والنهار يقال لا أَفعله مَدَى الدهرِ أَي طُولَه والسُّدى المُخَلَّى وكتب خالد بن سعيد المَدى الغاية أَي ذلك لهم أَبداً ما كان النهارُ والليلُ سُدًى أَي مُخَلًّى أَراد ما تُرك الليلُ والنهار على حالهما وذلك أَبداً إِلى يوم القيامة ويقال قطْعة أَرض قَدْر مَدَى البصر وقدر مدّ البصر أَيضاً عن يعقوب وفي الحديث المؤذِّن يُغْفَرُ له مَدَى صَوْتِه المَدى الغاية أَي يَسْتكمل مغفرةَ الله إِذا اسْتَنْفَد وُسْعَه في رفع صوته فيبلغ الغاية في المغفرة إِذا بلغ الغاية في الصوت قيل هو تمثيل أَي أَن المكان الذي ينتهي إِليه الصوت لو قُدّر أَن يكون ما بين أَقصاه وبين مَقام المؤذن ذنوبٌ تملأُ تلك المسافة لَغَفَرَها الله له وهو مِني مَدَى البصرِ ولا يقال مَدّ البصر وفلام أَمْدَى العرب أَي أَبْعَدُهم غاية في الغزو عن الهجري قال عُقَيْلٌ تقوله
الصفحة 4161
4980