كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)
وإِذا صح ما حكاه فهو من باب أَحْنَكِ الشاتين ويقال تَمادى فلان في غَيِّه إِذا لَجَّ فيه وأَطال مَدَى غَيِّه أَي غايته وفي حديث كعب بن مالك فلم يزل ذلك يَتمادى بي أَي يَتطاول ويتأَخر وهو يتفاعل من المَدى وفي الحديث الآخر لو تَمادى بي الشهرُ لَواصَلْتُ وأَمْدى الرجلُ إِذا سُقي لَبَناً فأَكثر والمُدْيةُ والمِدْية الشَّفْرة والجمع مِدًى ومُدًى ومُدْيات وقوم يقولون مُدْية فإِذا جمعوا كسَروا وآخرُون يقولون مِدْية فإِذا جمعوا ضموا قال وهذا مطرد عند سيبويه لدخول كل واحدة منهما على الأُخرى والمَدْية بفتح الميم لغة فيها ثالثة عن ابن الأَعرابي قال الفارسي قال أَبو إِسحق سميت مُدْية لأَن بها انقضاء المَدَى قال ولا يعجبني وفي الحديث قلت يا رسول الله إِنَّا لاقُو العدوِّ غداً وليست مَعَنا مُدًى هي جمع مُدْية وهي السكين والشَّفْرة وفي حديث ابن عوف ولا تَفُلُّوا المَدى بالاختلاف بينكم أَراد لا تختلفوا فتقع الفتنة بينكم فَيَنْثَلِمَ حَدُّكم فاستعاره لذلك ومَدْيةُ القَوس
( * قوله « ومدية القوس إِلى قوله في الشاهد واحدى سيتيها مدية » ضبط في الأصل بفتح الميم من مدية في الموضعين وتبعه شارح القاموس فقال والمدية بالفتح كبد القوس وأَنشد البيت وعبارة الصاغاني في التكملة والمدية بالضم كبد القوس وأنشد البيت )
كَبِدُها عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَرْمِي وإِحْدى سِيَتَيْها مَدْيهْ إِنْ لم تُصِبْ قَلْباً أَصابَتْ كُلْيَهْ والمَدِيُّ على فَعِيل الحوض الذي ليست له نَصائبُ وهي حجارة تُنْصَب حولَه قال الشاعر إِذا أُمِيلَ في المَدِيّ فاضا وقال الراعي يصف ماءً ورَدَهُ أَثَرْتُ مَدِيَّهُ وأَثَرْتُ عنه سَواكِنَ قد تَبَوَّأْن الحُصونا والجمع أَمْدِيةٌ والمَدِيُّ أَيضاً جدول صغير يسيل فيه ما هُريقَ من ماء البئر والمَدِيُّ والمَدْيُ ما سال
( * قوله « والمديّ والمدي ما سال إلخ » كذا في الأصل مضبوطاً )
من فروغ الدلو يسمى مَدِيّاً ما دام يُمَدُّ فإِذا استقَرَّ وأَنْتَنَ فهو غَرَب قال أَبو حنيفة المَدِيُّ الماء الذي يسيل من الحوض ويَخْبُثُ فلا يُقْرَبُ والمُدْيُ من المكاييل معروف قال ابن الأَعرابي هو مكيال ضَخْم لأَهل الشام وأَهل مصر والجمع أَمْداءٌ التهذيب والمُدْيُ مكيال يأْخذ جَريباً وفي الحديث أَن عليّاً رضي الله عنه أَجْرَى للناس المُدْيَيْنِ والقِسْطَيْنِ فالمُدْيانِ الجَريبانِ والقِسْطانِ قِسطانِ من زيت كل يَرْزُقهما الناسَ قال ابن الأَثير يريد مُدْيَيْنِ من الطعام وقِسْطَيْن من الزيت والقِسْط نصف صاع الجوهري المُدْيُ القَفيز الشامي وهو غير المُدِّ قال ابن بري المُدْيُ مكيال لأَهل الشام يقال له الجَريب يسع خمسة وأَربعين رطلاً والقَفِيزُ ثمانية مَكاكِيكَ والمَكُّوك صاع ونصف وفي الحديث البُرُّ بالبُرِّ مُدْيٌ بِمُدْيٍ أَي مكيال بمكيال قال ابن الأَثير والمُدْيُ مكيال لأَهل الشام يسع خمسة عشر مَكُّوكاً والمَكُّوك صاع ونصف وقيل أَكثر من ذلك ( مذح ) المَذَحُ التواءٌ في الفخذين إِذا مشى انسَحجت إِحداهما بالأُخرى ومَذِحَ الرجلُ يَمْذَحُ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فخذاه والتوتا حتى تَسَحَّجتا ومَذِحَتْ فخذاه قال الشاعر إِنكِ لو صاحبتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ الأَصمعي إِذا اصْطَكَّتْ أَليتا الرجل حتى تَنْسَحِجا قيل مَشِقَ مَشَقاً قال وإِذا اصطكت فخذاه قيل مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً ورجل أَمْذَحُ بَيِّنُ المَذَحِ وقد مَذِحَ للذي تصطك فخذاه إِذا مشى قال الأَعشى فَهُمُ سُودٌ قِصارٌ سَعْيُهُمْ كالخُصَى أَشْعَلَ فيهنَّ المَذَحْ والذي في شعره أَشعل على ما لم يُسَمَّ فاعله وفَسَّرَ المَذَحَ بأَنه الحكة في الأَفخاذ وقيل إِنه جزء من السَّحْج وفي حديث عبد الله بن عمرو قال وهو بمكة لو شِئتُ لأَخَذْتُ سِبَّتي فَمَشَيتُ بها ثم لم أَمْذَحْ حتى أَطأَ المكانَ الذي تخرجُ منه الدابةُ قال المَذَحُ أَن تَصْطَكَّ الفَخِذانِ من الماشي وأَكثر ما يَعْرِضُ للسمين من الرجال وكان ابن عمرو كذلك يقال مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً وأَراد قرب الموضع الذي تخرج منه وقيل المَذَح احتراق ما بين الرُّفْغَيْنِ والأَلْيَتَيْن ومَذِحَتِ الضأْنُ مَذَحاً عَرِقَتْ أَرفاغُها ومَذِحَتْ خُصْيةُ التَّيْسِ مَذَحاً إِذا احْتَكَّ بشيءٍ فتشققت منه وقيل المَذَحُ أَن يَحْتَكَّ الشيءُ بالشيءِ فيتشَقَّقَ قال ابن سيده وأُرى ذلك في الحيوان خاصة وتَمَذَّحَتْ خاصرته انتفخت قال الراعي فلما سقيناها العَكيسَ تَمَذَّحَتْ خواصرُها وازدادَ رَشْحاً وَريدُها والتَّمَذُّحُ التَّمَدُّدُ يقال شَرِبَ حتى تَمَذَّحَت خاصرته أَي انْتَفَخَتْ من الرِّيِّ ( مذحج ) مَذْحِجٌ مثال مسجد أَبو قبيلة من اليمن وهو مَذحِجُ بن يُحابِرَ بن مالكِ بن زَيْدِ بنِ كهْلانَ بن سبإٍ قال سيبويه الميم من نفس الكلمة
الصفحة 4162
4980