كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

التهذيب في النصب تقول هذا امْرَؤٌ ورأَيت امْرَأً ومررت بامْرَئٍ وفي الرفع تقول هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرُأً ومررت بامْرُئٍ وتقول هذه امْرَأَةٌ مفتوحة الراءِ على كل حال قال الكسائي والفرَّاءُ امْرُؤٌ معرب من الراءِ والهمزة وإِنما أُعرب من مكانين والإِعراب الواحد يَكْفِي من الإِعرابين أَن آخره همزة والهمزة قد تترك في كثير من الكلام فكرهوا أَن يفتحوا الراءَ ويتركوا الهمزة فيقولون امْرَوْ فتكون الراء مفتوحة والواو ساكنة فلا يكون في الكلمة علامةٌ للرفع فَعَرَّبوه من الراءِ ليكونوا إِذا تركوا الهمزة آمِنين من سُقوط الإِعْراب قال الفرَّاءُ ومن العرب من يعربه من الهمز وَحْدَه ويَدَعُ الراءَ مفتوحة فيقول قام امرَؤٌ وضربت امْرَأً ومررت بامْرَئٍ وأَنشد
بِأَبْيَ امْرَؤٌ والشامُ بَيْنِي وبَينَه ... أَتَتْنِي بِبُشْرَى بُرْدُه ورَسائِلُهْ
وقال آخر
أَنتَ امْرَؤٌ مِن خِيار الناسِ قد عَلِمُوا ... يُعْطِي الجَزيلَ ويُعْطَى الحَمْدَ بالثَّمنِ
[ ص 157 ] هكذا أَنشده بِأَبْيَ باسكان الباءِ الثانية وفتح الياءِ والبصريون ينشدونه بِبَنْيَ امْرَؤٌ قال أَبو بكر فإِذا أَسقطت العرب من امرئٍ الأَلف فلها في تعريبه مذهبان أَحدهما التعريب من مكانين والآخر التعريب من مكان واحد فإِذا عَرَّبُوه من مكانين قالوا قام مُرْءٌ وضربت مَرْءاً ومررت بمِرْءٍ ومنهم من يقول قام مَرءٌ وضربت مَرْءاً ومررت بمَرْءٍ قال ونَزَلَ القرآنُ بتعْريبِه من مكان واحد قال اللّه تعالى يَحُول بين المَرْءِ وقَلْبِه على فتح الميم الجوهري المرءُ الرجل تقول هذا مَرْءٌ صالحٌ ومررت بِمَرْءٍ صالحٍ ورأَيت مَرْءاً صالحاً قال وضم الميم لغة تقول هذا مُرْؤٌ ورأَيت مُرْءاً ومررت بمُرْءٍ وتقول هذا مُرْءٌ ورأَيت مَرْءاً ومررت بِمِرْءٍ مُعْرَباً من مكانين قال وإِن صغرت أَسقطت أَلِف الوصل فقلت مُرَيْءٌ ومُرَيْئةٌ وربما سموا الذئب امْرَأً وذكر يونس أَن قول الشاعر
وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدُو على كلِّ غِرَّةٍ ... فتُخْطِئُ فيها مرَّةً وتُصِيبُ
يعني به الذئب وقالت امرأَة من العرب أَنا امْرُؤٌ لا أُخْبِرُ السِّرَّ والنسبة إِلى امْرِئٍ مَرَئِيٌّ بفتح الراء ومنه المَرَئِيُّ الشاعر وكذلك النسبة إِلى امْرِئِ القَيْس وإِن شئت امْرِئِيٌّ وامْرؤُ القيس من أَسمائهم وقد غلب على القبيلة والإِضافةُ إليه امْرِئيّ وهو من القسم الذي وقعت فيه الإِضافة إِلى الأَول دون الثاني لأَن امْرَأَ لم يضف إِلى اسم علم في كلامهم إِلاّ في قولهم امرؤُ القيس وأَما الذين قالوا مَرَئِيٌّ فكأَنهم أَضافوا إِلى مَرْءٍ فكان قياسه على ذلك مَرْئِيٌّ ولكنه نادرٌ مَعْدُولُ النسب قال ذو الرمة
إِذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ ... عَقَدْنَ برأْسِه إِبَةً وعارَا
والمَرْآةُ مصدر الشيء المَرْئِيِّ التهذيب وجمع المَرْآةِ مَراءٍ بوزن مَراعٍ قال والعوامُّ يقولون في جمع المَرْآةِ مَرايا قال وهو خطأٌ ومَرْأَةُ قرية قال ذو الرمة
فلما دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ ... دساكِرُ لم تُرْفَعْ لخَيْرٍ ظلالُها
وقد قيل هي قرية هشام المَرئِيِّ وأَما قوله في الحديث لا يَتَمَرْأَى أَحدُكم في الدنيا أَي لا يَنْظُرُ فيها وهو يَتَمَفْعَلُ من الرُّؤْية والميم زائدة وفي رواية لا يَتَمَرَّأُ أَحدُكم بالدنيا مِن الشيءِ المَرِيءِ ( مرب ) مَأْرِبُ بلادُ الأَزْدِ التي أَخْرَجَهُم منها سَيْلُ العَرِم وقد تكررت في الحديث قال ابن الأَثير وهي مدينة باليمن كانت بها بَلْقِيسُ ( مرت ) المَرْتُ مفازة لا نبات فيها أَرْضٌ مَرْتٌ ومكان مَرتٌ قَفْرٌ لا نبات فيه وقيل الأَرضُ التي لا نَبْتَ فيها وقيل المَرْتُ الذي ليس به قليل ولا كثير وقيل هو الذي لا يَجفُّ ثَرَاه ولا يَنْبُت مَرْعاه وقيل المَرْتُ الأَرضُ التي لا كلأَ بها وإِن مُطِرَتْ والجمع أَمْراتٌ ومُرُوتٌ قال خِطامٌ المُجاشِعِيُّ ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنِ ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن جُبْتُهما بالنَّعْتِ لا بالنَّعْتَيْن والاسم المُروتةُ وحكى بعضهم أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ قال كثير وقَحَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى مَرُوتُ الرِّعْيِ ضاحيةُ الظِّلالِ هكذا رواه أَبو سعيد السُّكَّري بالفتح وغيره يَرْوِيه مُرُوتُ الرِّعْيِ بالضم وقيل أَيضاً أَرضٌ مَمْرُوتةٌ قال ابن هَرْمَةَ كم قد طَوَيْنَ إِليك من مَمْرُوتَةٍ ومَناقِلٍ مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ وأَرضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ فإِنْ مُطِرَتْ في الشتاء فإِنها لا يقال لها مَرْتٌ لأَِن بها حينئذ رَصَداً والرَّصَدُ الرَّجاءُ لها كما تُرْجَى الحاملة ويقال أَرضٌ مُرْصِدة وهي قد مُطِرَتْ وهي تُرْجَى لأَن تُنْبِتَ قال رؤْبة مَرْتٌ يُنَّاصِي خَرْقَها مَرُوتُ وقول ذي الرمة يَطْرَحْنَ بالمهَارِقِ الأَغْفَالِ كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَيِّ الشَّهِيقِ مَيِّتِ الأَوْصالِ مَرْتِ الحَجاجَيْنِ من الإِعْجالِ يصف إِبلاً أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات الوَبر عليها يقول لم يَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَيْهِ قال أَبو منصور كأَنَّ التاء مبدلة من

الصفحة 4167