كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)
العوامل وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت الدَّمْعَ وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ والمعنى أَنه لما بكى أَلمَتْ عينُه فصارت كأَنها قَذِيَّة ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى وهذا كقول الآخر بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى فلما زَجَرْتُها عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ أَسْبَلَتَا مَعَا وقال شمر المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر وقال عَدِيّ بن زيد مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ ال ماءِ سَحًّا كأَنَّه مَنْحُورُ وعين مِمْراح سريعة البكاء ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً فَسَدَتْ وهاجتْ وعين مِمْراحٌ غريزة الدمع ومَرَّحَ الطعامَ نَقَّاه من الغَبا
( * قوله « تقاه من الغبا » عبارة القاموس وشرحه والتمريح تنقية الطعام من العفا هكذا في سائر النسخ وفي بعض الأمهات من الغبا اه ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره ) بالمَحاوِق أي المكانس ومَرَّحَ جِلْدَه دَهَنَه قال سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى مَنُوطةٍ بِلَبَّاتِها مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ قوله سرت يعني قطاة في رَعيل أَي في جماعة قَطاً ذي أَداوَى يعني حواصلها منوطة معلقة بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر وقيل التمريح أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها وتنتفخ والاسم المَرَحُ وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً قال أَبو حنيفة ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ ويقال قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت عيونها ولم يسل منها شيء ابن الأَعرابي التمريح تطييب القربة الجديدة بأَذْخِرٍ أَو شيح فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب وبعضهم جعل تمريح المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل انتفاخها فذلك مَرَحُها ومَرَّحْتُ القِرْبةَ شَرَّبْتُها وهو أَن تملأَها ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز والمِراحُ موضع قال تَرَكنا بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى ومَرَحَيَّا زَجْرٌ عن السيرافي ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن الأَعرابي وأَنشد ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ وهي ساكنةٌ باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا
( مرخ ) مرَخَه بالدهن يمرُخُه
( * قوله « يمرخه » هو في خط المؤلف بضم الراء وقال في القاموس ومرخ كمنع ) مرخاً ومرَّخه تمريخاً دهنه وتمرَّخ به ادّهن ورجل مَرَخٌ ومِرِّيخ كثير الادّهان ابن الأَعرابي المَرْخُ المزاح وروي عن عائشة رضي الله عنها أَن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان عندها يوماً وكان متبسطاً فدخل عليه عمر رضي الله عنه فَقَطَّبَ وتَشَزَّن له فلما انصرف عاد النبي صلى الله عليه وسلم إِلى انبساطه الأَوّل قالت فقلت يا رسول الله كنت متبسطاً فلما جاء عمر انقبضت قالت فقال لي يا عائشة إِن عمر ليس ممن يُمْرَخُ معه أَي يمزح وروي عن جابر بن عبدالله قال كانت امرأَة تغني عند عائشة بالدف فلما دخل عمر جعلت الدفّ تحت رجلها وأَمرت المرأَة فخرجت فلما دخل عمر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك يا ابن الخطاب في ابنة أَخيك فعلت كذا وكذا ؟ فقال عمر يا عائشة فقال دع عنك ابنة أَخيك فلما خرج عمر قالت عائشة أَكان اليوم حلالاً فلما دخل عمر كان حراماً ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كل الناس مُرَخّاً عليه قال الأَزهري هكذا رواه عثمان مرخّاً بتشديد الخاء يمرخ معه وقيل هو من مَرَخْتُ الرجل بالدهن إِذا دهنت به ثم دلكته وأَمْرَخْتُ العجين إِذا أَكثرت ماءه أَراد ليس ممن يستلان جانبه والمَرْخُ من شجر النار معروف والمَرْخُ شجر كثير الوَرْي سريعه وفي المثل في كلِّ شَجَرٍ نار واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار أَي دهنا بكثرة ذلك
( * قوله « أي دهنا بكثرة دلك » هكذا في نسخة المؤلف )
واسْتمجَد استفضل قال أَبو حنيفة معناه اقتدح على الهوينا فإِن ذلك مجزئ إِذا كان زنادك مرخاً وقيل العفار الزند وهو الأَعلى والمرخ الزندة وهو الأَسفل قال الشاعر إِذا المَرْخُ لم يُورِ تحتَ العَفَارِ وضُنَّ بقدْر فلم تُعْقبِ وقال أَعرابي شجر مرِّيخ ومَرِخ وقطِف وهو الرقيق اللين وقالوا أَرْخِ يَدَيْكَ واسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ من مَرْخْ يقال ذلك للرجل الكريم الذي لا يحتاج أَن تكرّه أَو تلجّ عليه فسره ابن الأَعرابي بذلك وقال أَبو حنيفة المَرْخ من العضاه وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظلّ فيه وليس له ورق ولا شوك وعيدانه سلِبة قضبان دقاق وينبت في شعب وفي خَشب ومنه يكون الزناد الذي يقتدح به
الصفحة 4171
4980