كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

المُرَّيانِ ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الوصية هما المُرَّيان الإِمْساكُ في الحياةِ والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات قال أَبو عبيد معناه هما الخصلتان المرتان نسبهما إِلى المرارة لما فيهما من مرارة المأْثم وقال ابن الأَثير المُرَّيان تثنية مُرَّى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ فهي فعلى من المرارة تأْنيث الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ أَي الخصلتان المفضلتان في المرارة على سائر الخصال المُرَّة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام حيّاً صحيحاً وأَن يُبَذِّرَه فيما لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية على هوى النفس عند مُشارفة الموت والمرارة هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذي رُوحٍ إِلاَّ النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ حب أَسود يكون في الطعام يُمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَةِ وقيل هو ما يُخرج منه فيُرْمى به وقد أَمَرَّ صار فيه المُرَيْراء ويقال قد أَمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه مُرّاً وكذلك كل شيء يصير مُرّاً والمَرارَة الاسم وقال بعضهم مَرَّ الطعام يَمُرّ مَرارة وبعضهم يَمَرُّ ولقد مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ ومن قال تَمَرُّ قال مَرِرْتَ يا طعام وأَنت تَمَرُّ قال الطرمَّاح لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي لرُبَّما حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ والمَرارَةُ التي فيها المِرَّةُ والمِرَّة إِحدى الطبائع الأَربع ابن سيده والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن قال اللحياني وقد مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة وقال مَرَّة المَرُّ المصدر والمَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى والحمى الاسم والمَمْرُور الذي غلبت عليه المِرَّةُ والمِرَّةُ القوّة وشده العقل أَيضاً ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة وفي الحديث لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغَنِيٍّ ولا لِذي مِرَّةَ سَوِيٍّ المِرَّةُ القُوَّةُ والشِّدّةُ والسَّوِيُّ الصَّحيحُ الأَعْضاءِ والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ العزيمةُ قال الشاعر ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا والمِرَّةُ قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ والجمع مِرَرٌ وأَمْرارٌ جمع الجمع قال قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ ومِرَّةُ الحَبْلِ طاقَتُهُ وهي المَرِيرَةُ وقيل المَرِيرَةُ الحبل الشديد الفتل وقيل هو حبل طويل دقيق وقد أمْرَرْتَه والمُمَرُّ الحبل الذي أُجِيدَ فتله ويقال المِرارُ والمَرُّ وكل مفتول مُمَرّ وكل قوّة من قوى الحبل مِرَّةٌ وجمعها مِرَرٌ وفي الحديث أَن رجلاً أَصابه في سيره المِرَارُ أَي الحبل قال ابن الأَثير هكذا فسر وإِنما الحبل المَرُّ ولعله جمعه وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ إِنّ الله جعل الموت قاطعاً لمَرائِر أَقرانها المَرائِرُ الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق واحدها مَريرٌ ومَرِيرَةٌ وفي حديث ابن الزبير ثم اسْتَمَرَّتْ مَريرَتي يقال استمرت مَرِيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَمْرُه عليه وقويت شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه وأَصله من فتل الحبل وفي حديث معاوية سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِيلاً يعني رخواً ضعيفاً والمَرُّ بفتح الميم الحبْل قال زَوْجُكِ ا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ الرَّبَلاتُ جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ والحَرُّ ههنا الزَّبيلُ وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه فهو مُمَرٌّ إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه ومنه قوله عز وجل سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ وقيل مُسْتَمِرٌّ أَي مُرٌّ وقيل معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ قال أَبو منصور جعله من مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب وقال الزجاج في قوله تعالى في يوم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ أَي دائمٍ وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ وقيل هو القويُّ في نحوسته وقيل مستمر أَي مُر وقيل مستمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخّر له ويقال مَرَّ الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ من المَرارَةِ وقوله تعالى والساعة أَدْهَى وأَمَرُّ أَي أَشد مَرارة وقال الأَصمعي في قول الأَخطل إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول إِذا اسْتُوثِقَ منه بأَن يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ بالمِرارِ وهو الحبل كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه حَمَلَها وأَدّاها ومعنى قوله حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل الجوهري والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال واشتد فَتْلُه والجمع المَرائِرُ ومنه قولهم ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أَي يعالجه ويَتَلَوَّى عليه لِيَصْرَعَه ابن سيده وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عليه وقول أَبي ذؤيب وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ خَشُوفٌ إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها

الصفحة 4176