كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)
عادة فهي مِمْراطٌ وأَمْرطت النخلةُ وهي مُمْرِطٌ سقط بُسْرُها غَضّاً تشبيهاً بالشعرِ فإِن كان ذلك عادَتَها فهي مِمْراط أَيضاً والمِرْطاوانِ والمُرَيْطاوان ما عَرِيَ من الشفةِ السُّفلى والسَّبَلةِ فوق ذلك مما يلي الأَنفَ والمُرَيْطاوان في بعض اللُّغات ما اكتنف العَنْفَقةَ من جانبيها والمُريطاوان ما بين السُّرّة والعانةِ وقيل هو ما خفّ شعره مما بين السرة والعانة وقيل هما جانبا عانةِ الرجل اللذان لا شعر عليهما ومنه قيل شجرة مَرْطاء إِذا لم يكن عليها ورق وقيل هي جلدة رقيقة بين السرة والعانة يميناً وشمالاً حيث تَمَرَّطَ الشعرُ إِلى الرُّفْغَين وهي تمدّ وتقصر وقيل المريطاوان عِرْقان في مَراقِّ البطن عليهما يعتمد الصَّائحُ ومنه قول عمر رضي اللّه عنه للمؤذن أَبي مَحْذُورةَ رضي الله عنه حين سمع أَذانه ورفع صوته لقد خشيتُ
( * قوله « لقد خشيت » كذا بالأصل والذي في النهاية أما خشيت ) أَن تنشقّ مُرَيْطاؤكَ ولا يُتَكَلم بها إِلاَّ مصغرة تصغير مَرْطاء وهي المَلْساء التي لا شعر عليها وقد تقصر وقال الأَصمعي المُرَيْطاء ممدودة هي ما بين السرة إِلى العانة وكان الأحمر يقول هي مقصورة والمُرَيْطاء الإِبْط قال الشاعر كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عنها الحِبال
( * قوله « لضت » كذا هو في الأصل وشرح القاموس باللام ولعله بالنون كأَنه يشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قميصها )
والمريطاء الرِّباط قال الحسين بن عَيَّاش سمعت أَعرابيّاً يسبّح فقلت ما لك ؟ قال إِنَّ مُرَيْطاي ليرسى
( * قوله « ليرسى » كذا بالأصل على هذه الصورة ) حكى هاتين الأَخيرتين الهرويّ في الغريبين والمَرِيطُ من الفرس ما بين الثُّنّةِ وأُمّ القِرْدانِ من باطن الرُّسْغِ مكبر لم يصغر ومَرَطَتْ به أُمّه تَمْرُط مَرْطاً ولَدتْه ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً ومُرُوطاً أَسْرَع والاسم المَرَطَى وفَرس مَرَطَى سَرِيعٌ وكذلك الناقةُ وقال الليث المُرُوطُ سُرْعة المَشْي والعدْو ويقال للخيل هنَّ يمرُطْنَ مُرُوطاً وروى أَبو تراب عن مُدْرِك الجعْفريّ مَرَط فلان فلاناً وهَرَدَه إِذا آذاه والمَرَطَى ضَرْب من العَدْو قال الأَصمعي هو فوق التقْرِيب ودون الإِهْذابِ وقال يصف فرساً تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبْراقُ وأَنشد ابن بري لطُفيل الغَنويّ تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ كأَنها سُبَدٌ بالماء مَغْسُولُ
( * قوله « تقريبها إلخ » أَورده في مادة سبد بتذكير الضميرين وهو كذلك في الصحاح )
والمِمْرَطةُ السريعة من النوق والجمع ممَارِطُ وأَنشد أَبو عمرو للدُّبَيْري قَوْداء تَهْدِي قُلُصاً ممَارِطا يَشْدَخْن بالليلِ الشُّجاعَ الخابِطا الشجاعُ الحيةُ الذكَر والخابط النائم والمرْطُ كِساء من خَزّ أَو صُوف أَو كتّان وقيل هو الثوب الأَخضر وجمعه مُرُوطٌ وفي الحديث أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يصلي في مرُوط نسائه أَي أَكْسِيَتِهنّ الواحد مِرْط يكون من صوف وربما كان من خز أَو غيره يؤتَزر به وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يُغَلِّس بالفجر فينصرف النساء مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ ما يُعرفْن من الغَلَس وقال الحكم الخُضْري تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رَأْدةٌ وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهما عَبْلُ قوله تساهم أَي تَقارَعَ والمِرْط كل ثوب غير مَخِيط ويقال للفالُوذ المِرِطْراطُ والسِّرِطْراط واللّه أَعلم ( مرطل ) مَرْطَله في الطِّين لَطَخَه ومَرْطَل الرجلُ ثوبه بالطين إِذا لَطَخَه ومَرْطَلَ عِرْضَه كذلك قال صخر بن عميرة مَمْغُوثة أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ كما تُلاثُ في الهِناءِ الثَّمَلَهْ ومَرْطَله المطرُ بَلَّه ومَرْطَلَ العملَ أَدامه( مرع ) المَرْعُ الكَلأُ والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ مثل يَمْنٍ وأَيْمُنٍ وأَيمانٍ قال أَبو ذؤيب يعني عَضَّ السِنِينَ المُجْدِبةِ أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحجٌ مثْلُ القَناةِ وأَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ ذكر الجوهري في هذا الفصل المَرِيعُ الخَصِيبُ والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ قال ابن بري لا يصح أَن يجمع مَرِيعٌ على أَمْرُعٍ لأَنّ فَعِيلاً لا يجمع على أَفْعُلٍ إِلا إِذا كان مؤنثاً نحو يمِينٍ وأَيْمُنٍ وأَما أَمْرُعٌ في بيت أَبي ذؤيب فهو جمع مَرْعٍ وهو الكَلأُ قال أَعرابي أَتَتْ علينا أَعوامٌ أَمْرُعٌ إِذا كانت خَصْبةً ومَرَعَ المكانُ والوادِي مَرْعاً ومَراعةً ومَرِعَ مَرَعاً وأَمْرَعَ كلُّه أَخْصَبَ وأَكْلأَ وقيل لم يأْت مَرَعَ ويجوز مَرُعَ ومَرِعَ الرجل إِذا وَقَعَ في خِصْبٍ ومَرِع إِذا تَنَعَّمَ ومكانٌ مَرِعٌ ومَرِيعٌ خَصِيب مُمْرِع ناجِعٌ قال الأَعشى سَلِسٌ مُقَلَّدُه أَسِي لٌ خَدُّه مَرِعٌ جَنابُهْ وأَمْرَعَ القومُ أَصابوا الكَلأَ فأَخْصَبُوا وفي المثل أَمْرَعْتَ فانْزِلْ وأَنشد ابن بري بما شِئْتَ من خَزٍّ وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ ويقال للقوم مُمْرِعُون إِذا كانت مواشِيهم في خِصْبٍ وأَرض أُمْرُوعةٌ أَي خصيبة ابن شميل المُمْرِعةُ الأَرض المُعْشِبةُ المُكْلِئةُ
الصفحة 4183
4980