كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)
وقد أَمْرَعَت الأَرضُ إِذا شَبِعَ غنمها وأَمْرَعَتْ إِذا أَكْلأَتْ في الشجر والبقل ولا يزال يقال لها مُمْرِعةٌ ما دامت مُكْلِئةً من الربيع واليَبِيسِ وأَمْرَعَتِ الأَرضُ إِذا أَعْشَبَتْ وغَيْثٌ مَرِيعٌ ومِمْراعٌ تُمْرِعُ عنه الأَرضُ وفي حديث الاستسقاء أَن النبي صلى الله عليه وسلم دَعا فقال اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً مُرْبِعاً المَرِيعُ ذُو المَراعةِ والخِصْبِ يقال أَمْرَعَ الوادي إِذا أَخْصَبَ قال ابن مقبل وغَيْث مَرِيع لم يُجَدَّعْ نَباتُه أَي لم ينقطع عنه المطر فَيُجَدَّعَ كما يجدّع الصبي إِذا لم يَرْوَ من اللبن فيسوءَ غِذاؤه ويُهْزَلَ ومَمارِيعُ الأَرضِ مَكارِمُها قال أَعني بمكارمها التي هي جمع مَكْرُمةٍ حكاه أَبو حنيفة ولم يذكر لها واحداً ورجل مَرِيعُ الجنابِ كثير الخير على المثل وأَمْرَعَتِ الأَرضُ شَبِعَ مالُها كلُّه قال أَمْرَعَتِ الأرضُ لَوَ نَّ مالا لو أَنَّ نُوقاً لَكَ أَو جِمالا أَو ثَلّةً من غَنَمٍ إِمَّالا والمُرَعُ طير صِغار لا يظهر إِلا في المطر شبيه بالدُّرّاجة واحدته مُرَعةٌ مثل هُمَزةٍ مثل رُطَبٍ ورُطَبةٍ قال سيبويه ليس المُرَعُ تكسير مُرَعةٍ إِنما هو من باب ثَمْرة وتَمْر لأَن فُعَلةَ لا تكسَّر لقلها في كلامها أَلا تراهم قالوا هذا المُرَعُففذكّروا فلو كان كالغُرَفِ لأَنَّثُوا ابن الأَعرابي المُرْعةُ طائر طويل وجمعها مُرَعٌ وأَنشد لمليح سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى وسُعْدَى ورَهْطَها وحيثُ التَقَى شَرْقٌ بِسُعْدَى ومَغْرِبُ بِذي هَيْدبٍ أَيْما الرُّبا تحتَ وَدْقِه فَترْوَى وأَيْما كلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ له مُرَعٌ يَخْرُجْنَ من تحتِ وَدْقِه منَ الماءِ جُونٌ رِيشُها يَتَصَبَّبُ قال أَبو عمرو المُرْعةُ طائر أَبيض حسَنُ اللونِ طيب الطعم في قدر السُّمانَى وفي حديث ابن عباس أَنه سئل عن السَّلْوى فقال هي المُرَعةُ قال ابن الأَثير هو طائر أَبيض حسن اللون طويل الرجلين بقدر السُّمانى قال إِنه يقع في المطر من السماء ومارِعةُ مِلكٌ في الدهْرِ الأوّل وبنو مارِعةَ بطن يقال لهم الموارِعُ ومَرْوَعُ أَرض قال رؤْبة في جَوْفِ أَجْنَى من حِفافى مَرْوَعا وأَمْرَعَ رأْسَه بدُهْنٍ أَي أَكْثَرَ منه وأَوْسَعَه يقال أَمرِعْ رأْسك وامْرَعْه أَي أَكثر منه قال رؤبة كَغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرََعْرَعُ كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُ لَوْنِي ولو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ يقول كأَنَّ لونه يُعْلَى بالدُّهْنِ لصَفائِه ابن الأَعرابي أَمْرَعَ المكانُ لا غير ومَرَعَ رأْسَه بالدهن إِذا مَسَحَه ( مرغ ) المَرْغُ المُخاطُ وقيل اللُّعابُ قال الحِرْمازِيّ دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ فأَصْفِغِيه فاكِ أَيَّ صَفْغِ ذلِك خَيْرٌ من حُطامِ الرَّفْغِ وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ شَفَيْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ والمَرْغُ الرِّيقُ وقيل المَرْغُ لُعاب الشاء وهو في الإنسان مُسْتَعارٌ كقولهم أَحْمَقُ ما يَجْأَى مَرْغَه أَي لا يَسْتر لُعابَه وجَأَيْتُ الشيءَ أَي ستَرْتُه وعَمَّ به بعضهم وقصره ابن الأَعرابي على الإِنسان فقال المَرْغُ للإنسان والرُّوالُ غير مهموز للخيل واللُّغامُ للإِبل وأَمْرَغَ أَي سالَ لُعابُه وأَمْرَغَ نامَ فسالَ مَرْغُه من ناحيتي فيه وتَمرَّغَ إِذا رَشَّه من فيه قال الكُمَيْتُ يُعاتِبُ قُرَيْشاً فَلمْ أَرْغُ ممّا كان بَيْني وبَيْنَها ولم أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّى غَضُوبُها قوله فلم أَرْغُ من رُغاء البعير والأَمْرَغُ الذي يَسِيل مَرْغُه والمَرْغةُ الروْضةُ والعرب تقول تَمَرَّغْنا أَي تَنَزَّهْنا والمَرْغُ الرَّوْضةُ الكثيرة النبات وقد تَمَرَّغَ المالُ إذا أطال الرَّعْي فيها وقال أَبو عمرو مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ إذا أَقام فيه يَرْعَى وأَنشد لرِبْعِيّ الدُّبَيري إني رَأَيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ ويقال تَمَرَّغْتُ على فلان أَي تَلَبَّثْتُ وتمكَّثْتُ وأَمْرَغَ إِذا أَكثر الكلامَ في غير صَواب والمَرْغُ الإِشْباعُ بالدُّهْن ورجل أَمْرَغُ وشعَر مَرِغٌ ذو قَبُولٍ للدُّهْن والمُتَمَرِّغُ الذي يَصْنَعُ نفسَه بالدِّهانِ والتَّزَلُّقِ وأَمْرَغَ العَجينَ أَكثر ماءَه حتى رَقَّ لغة في أَمْرَخَه فلم يَقْدِر أَن يُيَبِّسه ومَرِغَ عِرْضُه دَنِسَ وأَمْرَغَه هو ومَرَّغَه دَنَّسَه والمُجاوِزُ من فِعْله الإِمْراغ ومَرَّغَه في التراب تمريغاً فتَمرَّغ أَي مَعَّكه فَتَمَعَّك ومارَغه كلاهما أَلْزَقَه به والاسم المَراغةُ والموضع مَتَمَرَّغٌ ومَراغٌ ومَراغةٌ وفي صفة الجنة مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ أَي الموضع الذي يُتَمَرَّغُ فيه من تُرابها والتمَرُّغُ التَّقَلُّبُ في التراب وفي حديث عَمّار أَجْنَبْنا في سففَر وليس عندنا ماء فتمَرَّغْنا في التراب ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ يحتاج أَن يُوَصِّلَ الترابَ إِلى جميع جسَده كالماء ومَراغةُ الإِبل مُتَمَرَّغها والمَرْغُ المَصِيرُ الذي يجتمع فيه بَعْرُ الشاة والمَراغةُ الأَتانُ وقيل الأَتانُ التي لا تَمْتَنِعُ من الفُحول وبذلك لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَريرٍ فسمّاه ابن المَراغةِ أَي يَتَمرَّغ
الصفحة 4184
4980