كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وفي حديث أَبي العالية اشْرَبِ النبيذَ ولا تُمَزِّرْ أَي اشْرَبْه لتسكين العطش كما تشرب الماء ولا تشربه للتلذذ مرة بعد أُخرى كما يصنع شارِبُ الخمر إِلى أَن يَسْكَر قال ثعلب مما وجدنا عن النبي صلى الله عليه وسلم اشْرَبُوا ولا تَمَزَّرُوا أَي لا تُدِيرُوه بينكم قليلاً قليلاً ولكن اشربوه في طِلْقٍ واحد كما يُشْرَبُ الماء أَو اتركوه ولا تشربوه شرْبة بعد شربة وفي الحديث المَزْرَةُ الواحدة تحرِّمُ أَي المصَّةُ الواحدة قال والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ الذوْقُ شيئاً بعد شيء قال ابن الأَثير وهذا بخلاف المرويّ في قوله لا تُحَرِّمُ المَصَّةُ ولا المصتانِ قال ولعله لا تحرم فحرَّفه الرواة ومَزَرَ السقاءَ مَزْراً مَلأَه عن كراع ابن الأَعرابي مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِيراً ملأَها فلَم يتْرُكْ فيها أَمْتاً وأَنشد شمر فَشَرِبَ القَوْمُ وأَبْقَوْا سُورا ومَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِيرا والمَزِيرُ الشَّدِيدُ القلبِ القَوِيُّ النافِذُ بَيِّنُ المَزَارَةِ وقد مَزُرَ بالضم مَزَارَةً وفلان أَمْزَرُ منه قال العباس بن مِرْداسٍ تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيه وفي أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِيرُ ويروى أَسد مَزِيرُ والجمع أَمازِرُ مثل أَفِيل وأَفائِلَ وأَنشد الأَخفش إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ خافي بَسَالَةَ ال رجالِ وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كُلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ قال يريد أَقاصِرُهُم وأَمازِرُهم كما يقال فلان أَخبث الناس وأَفْسَقُه وهي خَيْرُ جاريةٍ وأَفْضَلُهُ وكل تَمْرٍ استحكم فقد مَزُرَ يَمْزُرُ مَزَارَةً والمَزِيرُ الظَّرِيفُ قاله الفراء وأَنشد فلا تذهبن عيناك في كل شرمح طوال فإِن الأَقصرين أَمازره أَراد أَمازر ما ذكرنا وهم جمع الأَمزر
( مزز ) المِزُّ بالكسر القَدْرُ والمِزُّ الفضل والمعنيان مقتربان وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فاضل وقد مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً ومَزَّزَه رأَى له فضلاً أَو قَدْراً ومَزَّزَه بذلك الأَمر فضله قال المتنخل الهذلي لكان أُسْوَةَ حَجَّاجٍ وإِخْوَتِهِ في جُهْدِنا وله شَفٌّ وتَمْزِيز كأَنه قال ولَفَضَّلْتُه على حجاج وإِخوته وهم بنو المُتَنَخِّلِ ويقال هذا شيءٌ له مِزٌّ على هذا أَي فضل وهذا أَمَزُّ من هذا أَي أَفضل وهذا له عليَّ مِزٌّ أَي فضل وفي حديث النخعي إِذا كان المال ذا مِزٍّ فَفَرِّقْه في الأَصناف الثمانية وإِذا كان قليلاً فَأَعْطِه صنفاً واحداً أَي إِذا كان ذا فضل وكثرة وقد مَزَّ مَزَازَة فهو مَزِيزٌ إِذا كثر وما بقي في الإِناءِ إِلاَّ مَزَّةٌ أَي قليل والمَزُّ اسم الشيءِ المَزِيز والفعل مزَّ يَمَزُّ وهو الذي يقع موقعاً في بلاغته وكثرته وجَوْدَته الليث المُزُّ من الرُّمَّان ما كان طعمه بين حُموضةٍ وحلاوة والمُزُّ بين الحامض والحُلْو وشراب مُزٌّ بين الحُلْو والحامض والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر اللذيذة الطعم سميت بذلك للذعها اللسان وقيل اللذيذة المَقْطَع عن ابن الأَعرابي قال الفارسي المُزَّاءُ على تحويل التضعيف والمُزَّاءُ اسم لها ولو كان نعتاً لقيل مَزَّاءُ بالفتح وقال اللحياني أَهل الشام يقولون هذه خمرة مُزَّةٌ وقال أَبو حنيفة المُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر التي تلذع اللسان وليست بالحامضة قال الأَخطل يعيب قوماً بِئْسَ الصُّحاةُ وبِئْسَ الشُّرْبُ شُرْبُهُمُ إِذا جَرَتْ فيهمُ المُزَّاءُ والسَّكَرُ وقال ابن عُرْسٍ في جُنَيْدِ بن عبد الرحمن المُزِّي لا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَى وشُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ فلما بلغه ذلك قال كذب عليَّ والله ما شربتها قَطُّ المُزَّاءُ من أَسماء الخمر يكون فُعَّالاً من المَزِيَّةِ وهي الفضيلة تكون من أَمْزَيْتُ فلاناً على فلان أَي فضلته أَبو عبيد المُزَّاءُ ضرب من الشراب يُسكر بالضم قال الجوهري وهي فُعَلاءُ بفتح العين فأَدغم لأَن فُعْلاءَ ليس من أَبنيتهم ويقال هو فُعَّال من المهموز قال وليس بالوجه لأَن الاشتقاق ليس يدل على الهمز كما دل في القُرَّاء والسُّلاَّء قال ابن بري في قول الجوهري وهو فُعَلاءُ فأَدغم قال هذا سهو لأَنه لو كانت الهمزة للتأْنيث لامتنع الاسم من الصرف عند الإِدغام كما امتنع قبل الإِدغام وإِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ من المزِّ وهو الفضل والهمز فيه للإِلحاق فهو بمنزلة قُوباءٍ في كونه على وزن فُعْلاءٍ قال ويجوز أَن يكون مُزَّاء فُعَّالاً من المَزِيَّةِ والمعنى فيهما واحد لأَنه يقال هو أَمْزَى منه وأَمَزُّ منه أَي أَفضل وفي الحديث أَخشى أَن تكون المُزَّاءَ التي نَهَيْتُ عنها عبدَ القَيْس وهي فُعْلاءٌ من المَزازَة أَو فُعَّالٌ من المَزِّ الفَضْلِ وفي حديث أَنس رضي الله عنه أَلا إِنَّ المُزَّاتِ حرامٌ يعني الخمور وهي جمع مُزَّةٍ الخَمْر التي فيها حموضة ويقال لها المُزَّاءُ بالمد أَيضاً وقيل هي من خِلْطِ البُسْرِ والتَّمْرِ وقال بعضهم المُزَّةُ الخمرة التي فيها مَزَازَةٌ وهو طعم بين الحلاوة والحموضة وأَنشد مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها فإِذا ما مُزِجَتْ لَذَّ طَعْمُها من يَذُوقُ وحكى أَبو زيد عن الكلابيين شَرابكم مُزٌّ وقد مَزَّ شرابكم أَقبح المَزازَة والمُزُوزَة وذلك إِذا اشتدت حموضته وقال أَبو سعيد المَزَّة بفتح الميم الخمر وأَنشد للأَعشى

الصفحة 4192