كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْ يوم الهِياج كمازِنِ الجَثْلِ ومازِنُ ومُزَيْنةُ حَيّان وقيل مازِن أَبو قبيلة من تميم وهو مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم ومازِنُ في بني صَعْصَعة بن معاوية ومازِنُ في بني شيبان وقولهم مازِ رأْسَكَ والسيفَ إنما هو ترخيم مازِنٍ اسم رجل لأَنه لو كان صفة لم يجز ترخيمه وكان قد قتله بُجَيْرٌ وقال له هذا القول ثم كثر استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله يريدون به مُدَّ عنقك ومَزُون اسم من أَسماء عُمَان بالفارسية أَنشد ابن الأَعرابي فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ الجوهري كانت العرب تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ قال الكُميتُ فأَما الأَزْدُ أَزْدُ سَعِيدٍ فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا قال الجوهري وهو أَبو سعيد المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن أَنْسُبَه إلى المَزُونِ وهي أَرض عُمَانَ يقول هم من مُضَرَ وقال أَبو عبيدة يعني بالمَزونِ المَلاَّحين وكان أَرْدَشِير بابْكان
( * قوله « أردشير بابكان » هكذا بالأصل والصحاح والذي في ياقوت اردشير بن بابك ) جعل الأَزْدَ مَلاَّحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بستمائة سنة قال ابن بري أَزْدُ أَبي سعيد هم أَزد عُمَانَ وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبي صُفْرَةَ والمَزُونُ قرية من قرى عُمَان يسكنها اليهودُ والمَلاّحون ليس بها غيرهم وكانت الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكميت إن أَزْدَ عُمَان يكرهون أَن يُسَمُّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذلك أَيضاً وقال جرير وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها وقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا قال أَبو منصور الجَواليقي المَرُونُ بفتح الميم لعُمان ولا نقل المُزُون بضم الميم قال وكذا وجدته في شعر البَعِيث بن عمرو بن مُرَّةَ بن وُدِّ بن زيد بن مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يهجو المُهَلَّبَ بن أَبي صُفْرة لما قدم خُرَاسان تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ مَزُونِيّاً بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ والنوائبُ قد تَنُوبُ قال وظاهر كلام أَبي عبيدة في هذا الفصل أَنها المُزُون بضم الميم لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحين في أَصل التسمية ومُزَينة قبيلة من مُضَرَ وهو مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْياس بن مُضَر والنسبة إليهم مُزَنِيٌّ وقال ابن بري عند قول الجوهري مُزَينة قبيلة من مُضَر قال مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ وهي أُم عثمانَ وأَوْسِ بن عمرو بن أُدِّ بن طابخة ( مزه ) المَزْحُ والمَزْهُ واحدٌ مَزَهَ مَزْهاً كمَزَحَ قال للهِ دَرُّ الغانياتِ المُزَّهِ ورواه الأَصمعي بالدال الأَزهري يقال مازَحَه ومازَهَهُ
( مزا ) مَزا مَزْواً تكبر والمَزْو والمَزْيُ والمَزيَّة في كل شيء التَّمام والكمَال وتَمازَى القومُ تَفاضَلُوا وأَمْزَيْته عليه فَضَّلته عن ابن الأَعرابي وأَباها ثعلب والمَزِيَّةُ الفَضِيلة يقال له عليه مَزِيَّةٌ قال ولا يُبْنى منه فعل ابن الأَعرابي يقال له عندي قَفِيَّةٌ ومَزِيَّةٌ إِذا كانت له منزلة ليست لغيره ويقال أَقْفَيْتُه ولا يقال أَمزَيْتُه وفي نوادر الأَعراب يقال هذا سِرْبُ خَيْلِ غارةٍ قد وقَعَت على مَزاياها أَي على مَواقِعِها التي يَنْصَبُّ عليها مُتقدِّم ومُتأَخِّر ويقال لِفُلانٍ على فلان مازِيةٌ أَي فَضْلٌ وكان فلان عَنِّي مازِيةً العامَ وقاصِيةً وكالِيةً وزاكِيةً وقَعَد فلان عني مازِياً ومُتَمازِياً أَي مخالفاً بعيداً والمَزِيَّةُ الطعام يُخص به الرجل عن ثعلب ( مسأ ) مَسَأَ يَمْسَأُ مَسْأً ومُسُوءًا مَجَنَ والماسِئُ الماجِنُ ومَسْءُ الطريقِ وَسَطُه ومَسَأَ مَسْأً مَرَنَ على الشيءِ ومَسَأَ أَبْطَأَ ومَسَأَ بينهم مَسْأً ومُسُوءاً حَرَّش أَبو عبيد عن الأَصمعي الماسُ خفيف غير مهموز وهو الذي لا يلتفِتُ إِلى مَوْعِظةِ أَحد ولا يَقبل قَوْلَه يقال رجل ماسٌ وما أَمْساهُ قال أَبو منصور كأَنه مقلوب كما قالوا هارٌ وهارٍ وهائرٌ قال أَبو منصور ويحتمل أَن يكون الماسُ في الأَصل ماسِئاً وهو مهموز في الأَصل ( مستفشر ) من المعرّب المُسْتَفْشارُ وهو العسَل المعتَصَرُ بالأَيدي إِذا كان يسيراً وإِن كان كثيراً فبالأَرجل ومنه قول الحجاج في كتابه إِلى بعض عماله بفارس أَن ابْعَثْ إِليّ بعَسَلٍ من عسَلِ خُلاَّر من النحْلِ الأَبْكار من المُسْتفْشار الذي لم تمسَّه نار ( مستق ) روي عن عمر رضي الله عنه أَنه كان يصلي ويداه في مُسْتُقَة وفي رواية صلى بالناس ويداه في مُسْتُقَة قال أَبو عبيد المَسَاتِقُ فِراءٌ طِوالُ الأَكمام واحدتها مُسْتُقة قال وأَصلها بالفارسية مُشْتَهْ فعرب قال شمر يقال مُسْتُقة ومُسْتَقة وروي عن أَنس أَن ملك الروم أَهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فكأَني أنظر إلى يديها تُذَبْذِبانِ فبعث بها إلى جعفر وقال ابعث بها إلى أَخيك النَّجاشي هي

الصفحة 4195