كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

فهو هكذا وتَرى الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه والمَسيح العَرَقُ قال لبيد فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ الأَزهري سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ قال الراجز يا رَيَّها وقد بَدا مَسِيحي وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ والأَمْسَحُ الذئب الأَزَلُّ والأَمْسَحُ الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تكون عينه بِلَّوْرَةً والأَمْسَحُ السَّيَّارُ في سِياحتِه والأَمْسَحُ الكذاب وفي حديث أَبي بكر أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ هو فَعْلاء من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه عندهم أَبو سعيد في بعض الأَخبار نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى مَسْحَتُها آيَتُها وحِلْيَتُها وقيل معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ وفي الحديث تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ أَراد به التيمم وقيل أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل ويكون هذا أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب وفي حديث ابن عباس إِذا كان الغلام يتيماً فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه وإِذا كان له أَب فامسحوا من مُقَدَّمه إِلى قفاه وقال قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً قال ولا أَعرف الحديث ولا معناه ولي حديث خيبر فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم المَساحِي جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد والميم زائدة لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة والله أَعلم
( مسخ ) المَسْخُ تحويل صورة إِلى صورة أَقبح منها وفي التهذيب تحويل خلْق إِلى صورة أُخرى مَسَخه الله قرداً يَمْسَخه وهو مَسْخ ومَسيخٌ وكذلك المشوّه الخلق وفي حديث ابن عباس الجانّ مَسِيخُ الجنّ كما مسخت القردة من بني إِسرائيل الجانّ الحيات الدقاق ومسيخ فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو قلب الخلقة من شيء إِلى شيء ومنه حديث الضباب إِن أُمَّة من الأُمم مُسِخَت وأَخشى أَن تكونَ منها والمسيخ من الناس الذي لا مَلاحَة له ومن اللحم الذي لا طعم له ومن الطعام الذي لا ملح له ولا لون ولا طعم وقال مدرك القيسي هو المليخ أَيضاً ومن الفاكهة ما لا طعم له وقد مَسُخَ مَساخة وربما خصوا به ما بين الحلاوة والمرارة قال الأَشعر الرقبان وهو أَسدي جاهلي يخاطب رجلاً اسمه رضوان بحسبك في القوم أَن يعلموا بأَنك فيهم غَنيّ مُضِر وقد علم المعشر الطارقوك بأَنك للضيف جُوعٌ وقُر إِذا ما انْتَدَى القومُ لم تأْتهم كأَنك قد ولَدَتْك الحُمُر مَسِيخٌ ملِيخٌ كلحم الحُوارِ فلا أَنت حُلْوٌ ولا أَنت مُرْ وقد مَسَخَ كذا طَعْمَه أَي أَذهبه وفي المثل هو أَمْسَخ من لَحْم الحُوار أَي لا طعم له أَبو عبيد مسخْتُ الناقة أَمْسَخُها مَسْخاً إِذا هزلتها وأَدبرتها من التعب والاستعمال قال الكميت يصف ناقة لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلُون ولم يمسَخ مَطاها الوُسُوق والقَتَبُ قال ومسحت بالحاء إِذا هزلتها يقال بالحاء والخاء وأَمسخ الورم انحلّ وفرس ممسوخ قليل لحم الكفل ويُكره في الفرس انْمساخُ حَماتِه أَي ضُمورُه وامرأَة ممسوخة رسحاء والحاء اعلى وامَّسَخَتِ العضدُ قلّ لحمها والاسم المَسَخ وماسِخةُ رجل من الأَزد والماسِخِيَّة القِسِي منسوبة إِليه لأَنه أَوّل من عملها قال الشاعر كقوسِ الماسِخِيّ أَرَنَّ فيها من الشِّرْعِيِّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ والماسخيُّ القوّاس وقال أَبو حنيفة زعموا أَن ماسخة رجل من أَزد السراة كان قوَّاساً قال ابن الكلبي هو أَول من عمل القسيّ من العرب قال والقوّاسون والنبَّالون من أَهل السراة كثير لكثرة الشجر بالسراة قالوا فلما كثرت النسبة إِليه وتقادم ذلك قيل لكل قوَّاس ماسخيّ وفي تسمية كل قوّاس ماسخيّاً قال الشماخ في وصف ناقته عَنْسٌ مُذَكَّرَة كأَن ضُلوعَها أُطُرٌ حَناها الماسِخِيُّ بيَثْرِب والماسخيات القسِيّ منسوبة إِلى ماسخة قال الشماخ بن ضرار فَقرّبْتُ مُبْراةً تخالُ ضُلوعَها من الماسخِيَّات القسيّ المُوَتَّرا أَراد بالمبراة ناقة في أَنفها برة ( مسد ) المسَدُ بالتحريك اللِّيف ابن سيده المَسَدُ حبل من ليفٍ أَو خُوص أَو شعر أَو وبَر أَو صوف أَو جلود الإِبل أَو جلود أَو من أَيّ شيء كان وأَنشد يا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً فإِني ما شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال وقد يكون من جلود الإِبل أَو من أَوبارِها وأَنشد الأَصمعي لعمارة بن طارق وقال أَبو عبيد هو لعقبة الهُجَيْمِي فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ ليس بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ يقول اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ ومَسَدٍ

الصفحة 4199