كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

ويروى نُعالِجُ قوله فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها من ماء خالص أَبيض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه والسِّجالُ جمع سَجْلٍ للدَّلْوِ وقال الأَزهري في ترجمة نصع عند ذكر هذا البيت وقد قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قليلاً وقال شمر ماصِعٌ يريد ناصِعٌ صير النون ميماً قال الأَزهري وقد قال ابن مقبل في شِعْرٍ له آخَرَ فجعل الماصِعَ كَدراً فقال عَبَّتْ بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها في فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ والمَصِعُ الشيْخُ الزَّحّارُ قال الأَزهريّ ومن هذا قولهم قَبَّحَه اللهُ وأُمًّا مَصَعَتْ به وهو أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ وتَرْمِيَه ومَصَعَ بالشيء رمى به ومَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه مَصْعاً رمى وقال الأَصمعي يقال مَصَعَتِ الأُمّ بولدها وأَمْصَعَت به بالأَلف وأَخْفَدَت به وحَطَأَتْ به وزَكَبَت به ومَصَعَ بسَلْحِه مَصْعاً رمى به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ وقيل كلُّ ما رُمِيَ به فقد مُصِعَ به مَصْعاً وقوله أَنشده ثعلب ولم يفسره تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فيها كأَنَّها مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ قال ابن سيده وعندي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك والمَصُوعُ الفَرُوقُ والمُصْعُ والمُصَعُ حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه وهو أَحمر يؤكل الواحدة مُصْعةٌ ومُصَعة يقال هو أَحمر كالمُصَعَةِ يعني ثمرة العوْسَجِ ومنه ضَرْبٌ أَسود لا يؤكل على أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً قال ابن بري شاهد المُصَعِ قول الضبّيّ أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ بين العَواسِجِ أَحْنى حَوْلَه المُصَعُ ؟ والمُصْعةُ والمُصَعةُ مثال الهُمَزة طائر صغير أَخضرُ يأْخذه الفخ والأَخيرة عن كراع ويروى قول الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها ويَنْظُرُ فيها أَيَّها هو غامِزُ بالصاد غير معجمة يقول ترَك عليها قِشْرها حتى جَفَّ عليها لِيطُها وأَيَّها منصوب بغامِزٌ والصحيح في الرواية فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ لِحائِها وهو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مفعولين كَشَرَّبَ وفي نوادر الأَعراب يقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ وأَمْصَعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا أَقرّ به وأَعطاه عفواً
( مصل ) المَصْل معروف والمُصُولُ تمَيُّزُ الماء عن الأَقِطِ واللبنُ إِذا عُلِّق مَصَل ماؤه فقَطر منه وبعضهم يقول مَصْلة مثل أَقْطة المحكم مَصَل الشيءُ يَمْصُل مصْلاً ومُصولاً قطَر ومَصَلَتِ اسْتُه أَي قطرَت والمَصْل والمُصالة ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر أَبو زيد المَصْل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثم يُعْصر فعُصارةُ الأَقِط هي المَصْل الجوهري ومَصْلُ الأَقِط عملُه وهو أَن تجعله في وِعاء خُوصٍ أَو غيره حتى يقطُر ماؤه والذي يَسِيل منه المُصالةُ والمُصالةُ ما قطر من الحُبِّ ومصَلَ اللبَنَ يمْصُله مَصْلاً إِذا وضعه في وِعاء خوص أَو خِرَق حتى يقطر ماؤه وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً وأَمْصَلَ الراعي الغنمَ إِذا حلبها واستَوْعب ما فيها والمُصولُ تمييزُ الماء من اللبن ولبنٌ ماصِلٌ قليل وشاة مُمْصِلٌ ومِمْصالٌ يَتزايَلُ لبنُها في العُلْبة قبل أَن يُحْقَن والمُمْصِلُ من النساء التي تُلْقي ولدَها مُضْغة وقد أَمْصَلَت المرأَة أَي أَلقت ولدها وهو مضغة ابن السكيت يقال قد أَمْصَلْتَ بِضاعةَ أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فيما لا خير فيه وقد مَصَلَتْ هي ابن الأَعرابي المِمْصَل الذي يُبَذِّرُ ماله في الفساد والمِمْصَل أَيضاً راووق الصبَّاغ وأَمْصَلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فيما لا خير فيه وقال الكلابي يعاتب امرأَته لعَمْري لقد أَمْصَلْتِ ماليَ كلَّه وما سُسْتِ من شيء فربُّكِ ماحِقُه والماصِلةُ المُضَيِّعة لمتاعها وشيئها ويقال أَعْطى عطاء ماصِلاً أَي قليلاً وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً أَي قليلاً وقال سليم بنالمغيرة مَصَل فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه وقال غيره ما زِلت أُطالبُه بحقِّي حتى مَصَل به صاغراً ومَصَل الجُرْحُ أَي سال منه شيء يسير وحكى ابن بري عن ابن خالويه الماصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه
( مصا ) أَبو عمرو المَصْواء من النساء التي لا لحم على فَخِذيها الفراء المَصْواء الدُّبُر وأَنشد وبَلَّ حِنْوَ السَّرْجِ مِنْ مَصْوائِه أَبو عبيدة والأَصمعي المَصْواء الرَّسْحاء والمُصايةُ القارُورةُ الصغيرة والحَوْجَلةُ الكبيرة
( مضح ) يقال مَضَحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخيه يَمْضَحه مَضْحاً وأَمْضَحه إِذا شانَه وعابه قال الفرزدق وأَمْضَحْتَ عِرْضِي في الحياة وشِنْتَني وأَوْقَدْتَ لي ناراً بكلّ مكانِ قال ابن بري صواب إِنشاده وأَمْضَحْتِ بكسر التاء لأَنه يخاطب النَّوارَ امرأَته وقبله ولو سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان لَعَمْري لقد رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان قال الأَزهري وأَنشدنا أَبو عمرو في مَضَح لبكر بن زيد القُشَيْري

الصفحة 4219