كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

لا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإِني ماضِحُ عِرْضَكَ إِن شاتمتَني وقادِحُ في ساقِ مَن شاتَمني وجارحُ والقادح عيب يُصيب الشجرة في ساقها وساقُ الشجرة عَمُودُها الذي تتفرّع فيه الأَغصانُ يريد أَنه يُهْلك من شاتمه ويفعل به ما يؤدي إِلى عَطَبه كالقادح في الشجرة وفي نوادر الأَعراب مَضَحت الإِبلُ ونَضَحت ورَفَضَت إِذا انتشرت ومَضَحت الشمس ونَضَحت إِذا انتشر شعاعُها على الأَرض ( مضخ ) المَضْخُ لغة شنعاء في الضمخ ( مضد ) المَضْدُ لغة في ضَمْدِ الرأْس يمانية الليث نَضَدَ ومَضَدَ إِذا جمع( مضر ) مَضَرَ اللَّبَنُ يَمْضُرُ مُضُوراً حَمُضَ وابْيَضَّ وكذلك النبيذ إِذا حَمُضَ ومَضَرَ اللبنُ أَي صار ماضِراً وهو الذي يَحْذِي اللسانَ قبل أَن يَرُوبَ ولبن مَضِيرٌ حامِضٌ شديد الحُموضة قال الليث يقال إِن مُضَر كان مُولَعاً بشربه فسمي مُضَرَ به قال ابن سيده مُضَرُ اسم رجل قيل سمي به لأَنه كان مولعاً بشرب اللبن الماضر وهو مُضَرُ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان وقيل سمي به لبياض لونه من مَضِيرة الطبيخ والمَضِيرَة مُرَيْقَة تطبخ بلبن وأَشياء وقيل هي طبيخ يتخذ من اللبن الماضر قال أَبو منصور المضيرة عند العرب أَن تطبخ اللحم باللبن البحث الصريح الذي قد حذى اللسانَ حتى يَنْضَجَ اللحمُ وتَخْثُرَ المضيرة وربما خلطوا الحليب بالحَقِين وهو حينئذ أَطيب ما يكون ويقال فلان يَتَمَضَّرُ أَي يتعَصَّبُ لمضر ونقل لي مُتَحَدِّث أَن في الروض الأُنف للسهيلي قال في الحديث لا تَسُبُّوا مُضَرَ ولا ربيعة فإِنهما كانا مُؤمِنَيْن الجوهري وقيل لمُضَرَ الحَمْراءُ ولربيعَةَ الفَرَسُ لأَنهما لما اقتسما الميراث أُعْطِيَ مُضَرُ الذهبَ وهو يؤنث وأُعطي ربيعةُ الخيل ويقال كان شِعارهم في الحرب العمائم والراياتِ الحُمْر ولأَهل اليمن الصفر وقال الجوهري سمعت بعض أَهل العلم يفسر قول أَبي تمام يصف الربيع مُحْمَرَّة مُصْفَرَّة فكأَنها عُصُبٌ تَيَمَّنُ في الوغى وتَمَضَّرُ ابن الأَعرابي لبَن مَضِرٌ قال ابن سيده وأُراه على النسب كَمَضِرٍ وطَعِمٍ لأَن فِعْله إِنما هو مَضَر بفتح الضاد لا كسرها قال وقلما يجيء اسم الفاعل من هذا على فَعِلٍ ومُضارَةُ اللبن ما سال منه والماضِرُ اللبن الذي يَحْذي اللسانَ قبل أَن يُدْرِك وقد مَضَرَ يَمْضُر مُضُوراً وكذلك النبيذ وفي حديث حذيفة وذكر خروج عائشة فقال يُقاتِلُ معها مُضَرُ مَضَّرَها الله في النار أَي جعلها في النار فاشتق لذلك لفظاً من اسمها يقال مَضَّرْنا فلاناً فَتَمَضَّرَ أَي صيرناه كذلك بأَن نسبناه إِليها وقال الزمخشري مَضَّرها جَمَعها كما يقال جَنَّدَ الجُنودَ وقيل مَضَّرها أَهلكها من قولهم ذهَب دمُهُ خِضْراً مِضْراً أَي هَدَراً ومِضْرٌ إِتباع وحكى الكسائي بِضْراً بالباء قال الجوهري نُرَى أَصلَه من مُضُورِ اللبنِ وهو قَرْصُه اللسانَ وحَذْيُه له وإِنما شدد للكثرة والمبالغة والتَّمَضُّرُ التشبه بالمُضَرِيَّةِ وفي الحديث سأَله رجلٌ فقال يا رسولَ الله ما لي مِنْ ولَدِي ؟ قال ما قَدَّمْتَ منهم قال فَمَنْ خَلَّفْتُ بَعْدِيف قال لك منهم ما لِمُضَرَ من ولَدِه أَي أَنّ مُضَر لا أَجْرَ له فيمن مات من ولده اليَوْمَ وإِنما أَجره فيمن مات من ولده قبله وخذ الشيء خِضْراً مِضْراً وخَضِراً مَضِراً أَي غَضًّا طَرِيًّا والعرب تقول مَضَّرَ اللهُ لك الثناء أَي طَيَّبَه وتُماضِرُ اسم امرأَة مشتق من هذه الأَشياء قال ابن دريد أَحسبَهُ من اللبن الماضر ( مضز ) ناقة مَضُوزٌ مُسِنَّة كضَمُوزٍِ ( مضض ) المَضُّ الحُرْقةُ مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ والقول يَمُضُّني مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني أَحْرَقَني وشقّ عليّ والهمُّ يَمُضُّ القلبَ أَي يُحْرِقُه وقال رؤبة
( * قوله « وقال رؤبة من إلخ » كذا بالأَصل وعبارة القاموس مع شرحه والمضماض بالكسر الحرقة قال رؤبة من يتسخط ) مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي عَنْكَ ومَنْ لَمْ يَرْضَ في مِضْماضِ أَي في حُرْقةٍ ومَضِضْتُ منه أَلِمْتُ ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني إِمْضاضاً آلمَني وأَوْجَعَني ولم يعرف الأَصمعي مَضَّني وقدّم ثعلب أَمَضَّني قال ابن سيده وكان من مضَى يقول مَضَّني بغير أَلف وأَمَضَّني جلدي فدَلَكْتُه أَحَكَّني قال ابن بري شاهد مَضَّني قول حَرِّيّ بن ضَمْرةَ يا نَفْسُ صَبْراً على ما كان مِنْ مَضَضٍ إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا قال وشاهد أَمَضَّني قول سِنان بن محرش السَّعْدي وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي من الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ في العينِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ والتَّرْحاض الغَسل والمَضَضُ وجع المصيبة وقد مَضِضْتَ يا رجل منه بالكسر تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة ومَضَّ الكحلُ العينَ يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها آلَمَها وأَحْرَقَها وكُحل مَضٌّ

الصفحة 4220