كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

الناس قال أَبو عبيد المُماظَّةُ المُخاصَمة والمُشاقَّة والمُشارّةُ وشدَّةُ المُنازعةِ مع طُول اللُّزوم يقال ماظَظْتُهُ أُماظُّه مِظاظاً ومُماظَّة أَبو عمرو أَمَظَّ إِذا شَتم وأَبَظَّ إِذا سَمِنَ وفيه مَظاظةٌ أَي شدَّة خُلُق وتماظّ القومُ قال الراجز جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ وأَمَظَّ العُودَ الرطبَ إِذا توقَّع أَن تذهب نُدُوَّته فعَرَّضه لذلك والمَظُّ رُمّان البر أَو شجره وهو يُنَوِّر ولا يَعقِد وتأْكله النحْل فيجُودُ عسَلُها عليه وفي حديث الزُّهري وبني إِسرائيل وجعل رُمّانَهم المَظَّ هو الرُّمّان البرّي لا يُنْتفع بحمله قال أَبو حنيفة منابت المَظ الجبال وهو ينوِّر نَوْراً كثيراً ولا يُرَبِّي ولكن جُلُّناره كثير العسل وأَنشد أَبو الهيثم لبعض طيِّء ولا تَقْنَطْ إِذا جَلَّتْ عِظامٌ عليكَ مِن الحَوادِثِ أَن تُشَظّا وسَلِّ الهَمَّ عنك بذاتِ لَوْثٍ تَبُوصُ الحادِيَيْنِ إِذا أَلَظَّا كأَنَّ بنحْرِها وبمِشْفَرَيْها ومَخْلِجِ أَنْفِها راءً ومَظّا جَرى نَسْءٌ على عسَنٍ عليها فار خَصِيلُها حتى تَشَظَّى أَلَظَّ أَي لَحَّ قال والراء زَبَدُ البحر والمظُّ دمُ الأَخوين وهو دمُ الغَزال وعُصارة عُروق الأَرْطَى وهي حُمر والأَرْطاة خَضْراء فإِذا أَكلتها الإِبل احمرّت مَشافِرها وقال أَبو ذؤيب يصف عسلاً فجاء بِمَزْج لم يَر الناسُ مِثْلَه هو الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النحْلِ يَمانية أَحْيا لها مَظَّ مَأْبِدٍ وآلِ قَراسٍ صَوْبُ أَسْقِيةٍ كُحْلٍ قال ابن بري صوابه مأْبِدٍ بالباء ومن همزه فقد صحّفه وآلُ قَراس جبال بالسَّراةِ وأَسْقِية جمع سَقِيٍّ وهي السّحابة الشديدةُ الوَقْع ويروى صوبُ أَرْمِيةٍ جمع رَمِيٍّ وهي السحابة الشديدة الوقع أَيضاً ومَظَّةُ لقَب سفيان بن سلْهم بن الحَكَم بن سعد العَشِيرة
( مظع ) مَظَعَ الوَتَرَ يَمْظَعُه مَظْعاً ومَظَّعَه تَمْظِيعاً مَلَّسَه ويبَّسَه وقيل وأَلانه وكذلك الخشبة وقيل كلُّ ما أَلانَه ومَلَّسَه فقد مَظَعَه ومَظَعَتِ الريحُ الخَشَبة امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها ومَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثم وَضعْتَها بِلِحائها في الشمس حتى تَتَشَرَّبَ ماءَها ويُتْرَك لِحاؤها عليها لئَلا تَتَصَدَّعَ وتَتَشَقَّقَ قال أَوس ابن حجر يصف رجلاً قطع شجرة يتخذ منها قوْساً فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها تُعالى على ظَهْر العَرِيشِ وتُنْزَلُ العريش البيت يقول تُرْفَع عليه بالليل وتُنْزَلُ بالنهار لئلا تصيبها الشمس فتتفطر والتَّمَظُّعُ شرب القضِيب ماء اللِّحاء تتركه عليه حتى يَتَشَرَّبَه فيكون أَصلب له وقد مَظَّعَه الماءَ قال أَوس بن حجر فلمّا نَجا من ذلكَ الكَرْبِ لم يَزَلْ يُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا ويقال للرجل إِذا رَوَّى بالدسَمِ الثَّرِيدَ قد رَوَّغَه ومَرَّغَه ومَظَّعَه ومَرْطَلَه وسَغْبَلَه وسَغْسَغَه وقال أَبو حنيفة مَظَّعَ القوْسَ والسَّهْمَ شَرّبهما وقال الشماخ يصف قوساً فمَظّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لحائِها ويَنْظُرُ فِيها أَيَّها هو غامِزُ والمَظْعُ فعله مُماتٌ ومنه اشتقاق مَظَّعْت العود إِذا تركته في لِحائِه ليشرب ماءه ومَظَّعَ فلان الإِهابَ إِذا سقاه الدُّهْنَ حتى يَشْرَبَه وتَمَظَّعَ ما عنده تَلَحَّسَه كله وفلان يَتَمَظّعُ الظلَّ أَي يَتَتَبَّعُه من موضع إِلى موضع والمُظْعةُ بَقِيّةٌ من الكَلإِ ( معت ) مَعَتَ الأَدِيمَ يَمْعَتُه مَعْتاً دَلَكه وهو نحوٌ من الدَّلْكِ( معج ) المَعْجُ سُرعةُ المَرّ وريح مَعُوجٌ سريعةُ المَرّ قال أَبو ذؤَيب تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدّهُ مُسَفْسِفةٌ فَوقَ التُّرابِ مَعُوجُ ومَعَجَ السَّيْلُ يَمْعَجُ أَسْرَعَ وقَولُ ساعِدةَ ابن جُؤَيَّةَ مُسْتأْرِضاً بَينَ أَعْلى اللِّيثِ أَيْمَنَهُ إِلى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجا
( * قوله « بين أعلى » كذا بالأصل هنا وفي معجم ياقوت بين بطن وكذا في غير موضع من هذا الكتاب )
إِنما هو على النسب أَي ذو مَعْجٍ ومَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَجُ مَعْجاً تَفَنَّنَ وقيل المَعْجُ أَن يَعْتَمِدَ الفَرَسُ على إِحدى عُضادَتَي العنانِ مرة في الشِّقِّ الأَيمَنِ ومرة في الشق الأَيسر وفرسٌ مِمْعَجٌ كثير المَعْجِ وحمار مَعَّاجٌ ومَعُوجٌ يَسْتَنُّ في عَدْوِه يميناً وشمالاً ومَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً سارتْ سَيراً سَهْلاً أَنشد ثعلب من المُنْطياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ أَي تسير هذا السير الشديد بعدما تَغُور عيناها من الإِعْياء والتعَب ومَعَجَ في سيره إِذا سارَ في كل وجه وذلك من النَّشاطِ قال العجاج يصف العير غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجا ومَرَّ يَمْعَجُ أَي مَرَّ مَرًّا سَهْلاً وفي حديث معاوية فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفَرَّقَ لها

الصفحة 4228