كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

ابن سيده والمَكْرُ حُسن خَدالَةِ الساقين وامرأَة مَمْكُورَةٌ مستديرة الساقين وقيل هي المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشديدة البَضْعَةِ وقيل المَمْكُورَةُ المطوية الخَلْقِ يقال امرأَة مَمْكُورَةُ الساقين أَي خَدْلاء وقال غيره مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِيَةُ الساق خَدْلَةٌ شبهت بالمَكْر من النبات ابن الأَعرابي المَكْرَة الرُّطبَة الفاسدة والمَكْرَةُ التدبير والحيلة في الحرْب ابن سيده والمَكْرَةُ الرُّطَبَة التي قد أَرطبت كلها وهي مع ذلك صُلْبَة لم تنهضم عن أَبي حنيفة والمَكْرَةُ أَيضاً البُسْرَةُ المُرْطِبة ولا حلاوة لها ونخلة مِمْكارٌ يكثر ذلك من بُسرها
( مكس ) المَكْسُ الجباية مَكَسَه يَمْكِسه مَكْساً ومكَسْتُه أَمْكِسه مَكْساً والمَكْسُ دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع في الأَسواق في الجاهلية والماكِسُ العَشَّار ويقال للعَشَّار صاحب مَكْسٍ والمَكْسُ ما يأْخذه العَشّار يقال مَكَسَ فهو ماكِسٌ إِذا أَخذ ابن الأَعرابي المَكْسُ دِرْهم كان يأْخذه المُصَدَّقُ بعد فراغه وفي الحديث لا يدخل صاحب مَكْسٍ الجنةَ المَكْسُ الضريبة التي يأْخذها الماكِسُ وأَصله الجباية وفي حديث ابن سيرين قال لأَنس تستعملني أَي على عُشُور الناس فأُماكِسُهم ويُماكِسوني قيل معناه تستعملني على ما يَنقص دِيني لما يخاف من الزيادة والنقصان في الأَخذ والترك وفي حديث جابر قال له أَترى إِنما ماكَسْتُك لآخذ جملَكَ المماكسة في البيع انتقاص الثمن واسْتِحطاطُهُ والمنابذة بين المتبايعين وفي حديث ابن عمر لا بأْس بالمُماكَسَة في البيع والمَكْس النقص والمَكْس انتقاص الثمن في البياعة ومنه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه قال جابر بن حُنَيٍّ الثعلبي أَفي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ ؟ أَلا يَنْتَهِي عَنّا مُلوك وتَتَّقي مَحارمَنا لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ ؟ تَعاطَى المُلُوكُ السِّلْم ما قَصَدوا بنا وَلَيْسَ علينا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ الإِتاوَةُ الخرَاجُ والمَكْسُ ما يأْخذه العَشَّار يقول كلُّ من باع شيئاً أُخِذَ منه الخَراجُ أَو العُشر وهذا مما آنف منه يقول أَلا ينتهي عنا ملوك أَي لينتهِ عنا ملوك فإِنهم إِذا انتَهَوْا لم يَبُؤْ دم بدم ولم يقتل واحد بآخر فَيَبُؤْ مجزوم على جواب قوله أَلا ينتهي لأَنه في معنى الأَمر والبَوء القَوَد وقوله ما قصدوا بنا أَي ما رِكِبُوا بنا قَصْداً وقد قيل في الإِتاوة إِنها الرَّشْوة وقيل كل ما أُخذ بِكُرْه أَو قسِم على قوم من الجباية وغيرها إِتاوة وخص بعضهم به الرَّشْوَة على الماء وجمعها أُتًى نادر كأَنه جمع أُتْوَةٍ وفي قوله مكس درهم أَي نقصان درهم بعد وجوبه ومَكَسَ في البيع يَمْكِسُ بالكسر مَكْساً ومَكَسَ الشيءُ نقص ومُكِس الرجل نُقِص في بيع ونحوه وتماكس البيِّعان تشاحّا وماكَسَ الرجلَ مُماكسة ومِكاساً شاكَسه ومن دون ذلك مِكاسٌ وعِكاسٌ وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك وماكِسِين وماكِسون موضع وهي قرية على شاطئ الفرات وفي النصب والخفض ماكسين
( مكك ) مَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه يَمُكُّه مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَه ومَكْمَكَهُ امْتَصَّ جميع ما فيه وشربه كله وكذلك الضبي إذا استقصى ثدي أُمه بالمص وقال ابن جني أَما ما حكاه الأصمعي من قولهم امْتَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه وتَمَكَّكَ وامْتَقَّ وتَمَقَّقَ فالأظهر فيه أن تكون القاف بدلاً من الكاف ومَكَّ العظمَ مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَهُ وتَمَكْمَكه امتص ما فيه من المخ واسم ذلك الشيء المُكاكة والمُكاكُ التهذيب مَكَكْتُ المُخِّ مَكّاً وتَمَكَّكْتُه وتَمَخَّخْتُهُ وتَمَخَّيْتُه إذا استخرجت مُخَّهُ فأَكلته ومَكَكْتُ الشيء مَصِصْتُهُ ورجل مَكَّانُ مثل مَصَّان ومَلْجان وهو الذي يَرْضَعُ الغنم من لؤمه ولا يَحْلُب والمَكُّ مَصُّ الثدي ويقال للرجل اللئيم يَرْضَع الشاة من لؤمه مَكَّانُ ومَلْجانُ ابن شميل تقول العرب قَبَحَ اللهُ اسْتَ مَكَّانَ وذلك إذا أَخطأَ إنسان أو فعل فعلاً قبيحاً يدعى بهذا والمَكُّ الازدحام كالبَكِّ ومَكَّهُ يَمُكُّه مَكّاً أَهلكه ومَكَّةُ معروفة البلد الحرام قيل سميت بذلك لقلة مائها وذلك أَنهم كانوا يَمْتَكُّون الماء فيها أي يستخرجونه وقيل سميت مكة لأنها كانت تَمُكُّ من ظَلَم فيها وأَلْحَدَ أي تهلكه قال الراجز يا مَكَّة الفاجِرَ مُكِّي مَكَّا ولا تَمُكِّي مَذْحِجاً وعَكَّا وقال يعقوب مكةُ الحرَمُ كله فأَما بَكَّةُ فهو ما بين الجبلين حكاه في البدل قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا لأنه قد فرق بين مكة وبين بكة في المعنى وبَيِّنٌ أن معنى البدل والمبدل منه سواء وتَمَكَكَ على الغريم أَلَحَّ عليه في اقتضاء الدين وغيره وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تُمَكِّكوا على غرمائكم يقول لا تُلِحُّوا عليهم إلحاحاً يضر بمعايشهم ولا تأْخذوهم على عُسْرَة وارْفُقُوا بهم في الاقتضاء والأَخذ وأَنْظِروُهم إلى مَيْسَرة ولا تَسْتَقْصُوا وأصله

الصفحة 4248