كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

ويقال فلان أَمْلأُ لعيني مِن فلان أَي أَتَمُّ في كل شيء مَنْظَراً وحُسْناً وهو رجل مالِئُ العين إِذا أَعْجبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه وحَكَى مَلأَهُ على الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَهُ ( 1 )
( 1 قوله « وحكى ملأه على الأمر إلخ » كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملأه على الأمر ساعده كمالأه ) وكذلك المَلأُ إِنما هم القَوْم ذَوُو الشارة والتَّجَمُّع للإِدارة فَفَارَقَ بابَ رَهْط لذلك والمَلأُ على هذا صفة غالبة وقد مَالأْتُه على الأَمر مُمالأَةَ ساعَدْتُه عليه وشايَعْتُه وتَمالأْنا عليه اجْتَمَعْنا وتَمالَؤُوا عليه اجْتَمعوا عليه وقول الشاعر
وتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمّنا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ
[ ص 160 ] أَي تَشَاوَرُوا وتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ على ذلك ليَقْتُلونا أَجمعين فتصبح أُمنا كالعَذْراء التي لا وَلَد لها قال أَبو عبيد يقال للقوم إِذا تَتابَعُوا برَأْيِهم على أَمر قد تَمالَؤُوا عليه ابن الأَعرابي مالأَه إِذا عاوَنَه ومَالأَه إِذا صَحِبَه أَشْباهُه وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه واللّه ما قَتَلْتُ عُثمانَ ولا مالأْت على قتله أَي ما ساعَدْتُ ولا عاوَنْتُ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ برجل قَتَلُوه غِيلةً وقال لَو تَمالأَ عليه أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به وفي رواية لَقَتَلْتُهم يقول لو تضافَرُوا عليه وتَعاوَنُوا وتَساعَدُوا والمَلأُ مهموز مقصور الخُلُقُ وفي التهذيب الخُلُقُ المَلِيءُ بما يُحْتاجُ إليه وما أَحسن مَلأَ بني فلان أَي أَخْلاقَهم وعِشْرَتَهم قال الجُهَنِيُّ
تَنادَوْا يا لَبُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنا ... فَقُلْنا أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا
أَي أَحْسِنِي أَخْلاقاً يا جُهَيْنةُ والجمع أَملاء ويقال أَراد أَحْسِنِي ممالأَةً أَي مُعاوَنةً من قولك مالأْتُ فُلاناً أَي عاوَنْتهُ وظاهَرْته والمَلأُ في كلام العرب الخُلُقُ يقال أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَي أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم وفي حديث أَبي قَتادَة رضي اللّه عنه أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما تَكابُّوا على الماء في تلك الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم وفي طريق لَمَّا ازدَحَمَ الناسُ على المِيضأَةِ قال لهم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَحْسِنُوا المَلأَ فكلكم سَيَرْوَى قال ابن الأَثير وأَكثر قُرّاء الحديث يَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْءَ بكسر الميم وسكون اللام من مَلْءِ الإِناءِ قال وليس بشيء وفي الحديث أَنه قال لأَصحابه حين ضَرَبُوا الأَعْرابيَّ الذي بال في المَسجد أَحسنوا أَمْلاءَكم أَي أَخْلاقَكم وفي غريب أَبي عُبيدة مَلأً أَي غَلَبَةً ( 1 )
( 1 قوله « ملأ أي غلبة » كذا هو في غير نسخة من النهاية ) وفي حديث الحسن أَنهم ازْدَحَمُوا عليه فقال أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَيها المَرْؤُون والمَلأَ العِلْيةُ والجمع أَمْلاءٌ أَيضاً وما كان هذا الأَمرُ عن مَلإٍ منَّا أَي تشاوُرٍ واجتماع وفي حديث عمر رَضي اللّه عنه حِين طُعِنَ أَكان هذا عن مَلإٍ منكم أَي مُشاوَرةٍ من أَشرافِكم وجَماعَتِكم والمَلأُ الطَّمَعُ والظَّنُّ عن ابن الأَعْرابي وبه فسر قوله وتحَدَّثُوا مَلأً البيت الذي تَقَدَّم وبه فسر أَيضاً قوله فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنا أَي أَحْسِنِي ظَنّاً والمُلاءة بالضم والمدّ الرَّيْطة وهي المِلْحفةُ والجمع مُلاءٌ وفي حديث الاستسقاءِ فرأَيت السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حين تُطْوَى المُلاءُ بالضم والمدّ جمع مُلاءةٍ وهي الإِزارُ والرَّيْطة وقال بعضهم إِن الجمع مُلأٌ بغير مد والواحد ممدود والأَول أَثبت شبَّه تَفَرُّقَ الغيم واجتماع بعضه إِلى بعض في أَطراف السماء بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ ومنه حديث قَيْلةَ وعليه أَسمالُ مُلَيَّتَيْنِ هو تصغير مُلاءة مثناة المخففة الهمز وقول أَبي خِراش
كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِراعِه ... - صُراحِيّةٌ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ
عنى بالمَحْضِ هنا الغُبارَ الخالِصَ شبَّهه بالمُلاءِ من الثياب
( ملبس ) المَلَنْبَس البئر الكثيرة الماء كالقَلَنْبَس والقَلَمَّس عُكْلِيَّة حكاها كراع ( ملت ) ابن سيده مَلَته يَمْلِته مَلْتاً كمَتَله أَي زَعْزَعَه أَو حَرَّكه قال الأَزهري لا أَحفظ لأَحد من الأَثمة في مَلَت شيئاً وقد قال ابن دريد في كتابه مَلَتُّ الشيءَ مَلْتاً ومَتَلْتُه مَتْلاً إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكته قال ولا أَدري ما صحته( ملث ) المَلْثُ أَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ عِدَةً لا يريد أَن يَفِيَ بها ابن سيده مَلَثَه يَمْلُثه مَلْثاً وعده عِدَةً كأَنه يردّه عنها وليس يَنوي له وفاء ومَلَثَهُ بكلام طَيَّبَ به نفْسَه ولا وفاء له ومَلَذَهُ يَمْلُذُه مَلْذاً والمَلْثُ اختلاطُ الظُّلمة وقيل هو بعدَ السَّدَف وأَتيته مَلَثَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظلام وعند مَلَثِه أَي حين اخْتلط الظلام ولم يشتدَّ السوادُ جدّاً حتى تقول أَخوك أَم الذئبُ ؟ وذلك عند صلاة المغرب وبعدها وأَنشد الجَندل بن المُثَنَّى الطُّهَوي ومَنْهَلٍ من الأَنِيس نائي دَاويتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ

الصفحة 4253