كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

إِذا انغَمَسْنَ مَلَثَ الإِمْساءِ ويُستعمل ظرفاً واسماً غير ظرف أَبو زيد مَلَثُ الظلامِ اختلاطُ الضَّوء بالظلمة وهو عند العشاء وعند طلوع الفجر وقال ابن الأَعرابي المَلْثَةُ والمَلْثُ أَولُ سواد المغرب فإِذا اشتدَّ حتى يأْتيَ وقتُ العشاء الأَخيرة فهو المَلَسُ فلا يميز هذا من هذا لأَنه قد دخل المَلْثُ في الملَسِ ومِثله اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ والمِلاثُ المُلاعَبة قال تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ من عَزَبٍ ليس بذي مِلاثِ كذا أَنشده ابن الأَعرابي بكسر الميم
( ملج ) مَلَجَ الصبيُّ أُمه يَمْلُجُها مَلْجاً ومَلِجَها إِذا رضَعَها وأَمْلَجَتْه هي وقيل المَلْجُ تناوُلُ الشيء وفي الصحاح تناوُلُ الثدْي بأَدْنى الفم ورجل مَلْجانُ مَصَّانُ يَرْضَعُ الإِبلَ والغنَم من ضُروعِها ولا يَحْلُبُها لئلا يُسْمَع وذلك من لُؤْمه وامْتَلَجَ الفصيلُ ما في الضَّرْع امْتصَّه والإِملاجُ الإِرْضاعُ وفي الحديث لا تُحَرِّمُ الإِمْلاجةُ ولا الإِمْلاجَتانِ يعني أَن تُمِصَّه هي لَبَنَها وفي النهاية لا تُحَرِّمُ المَلْجةُ والمَلْجَتانِ قال المَلْجُ المَصُّ والمَلْجةُ المرّةُ والإِمْلاجةُ المرَّة أَيضاً مِن أَمْلَجَتْه أُمُّه أَي أَرْضَعَتْهُ يعني أَن المَصَّةَ والمَصَّتَينِ لا يُحَرِّمان ما يُحَرِّمُه الرضاعُ الكامِلُ ومنه الحديث فجَعَلَ مالكُ بن سِنانٍ يَمْلُجُ الدمَ بفيه من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازْدَرَدَه أَي مَصَّه ثم ابْتَلَعَه ومنه حديث عمرو ابن سعيد قال لعبد الملك بن مَرْوانَ يوم قتلَه أُذَكِّرُكَ مَلْجَ فُلانةَ يعني امرأَة كانت أَرضعتهما والمَلِيجُ الرَّضِيعُ والمَلِيجُ الجَلِيلُ من الناسِ أَيضاً ومَلَجَ المرأَةَ نَكَحَها كَلَمَجَها والمُلْجُ السُّمْرُ من الناسِ وفي نوادر الأَعراب أَسودُ أَمْلَجُ وهو اللَّعِسُ والأَمْلَجُ الأصفر الذي ليس بأَسودَ ولا أَبيض وهو بينهما يقال ولدَت فلانةُ غلاماً فجاءت به أَمْلَجَ أَي أَصْفَرَ لا أَبيضَ ولا أَسْودَ والأَمْلَجُ ضرب من العَقاقِير سمِّي بذلك للَوْنِه أَبو زيد والمُلْجُ نَوى المُقْلِ وجمعه أَمْلاجٌ غيره والمُلْجُ نواة المُقْلةِ ومَلَجَ الرجلُ إِذا لاكَ المُلْجَ والأُمْلُوجُ نَوَى المُقْلِ مثل المُلْجِ ومنه حديث طَهْفَةَ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه قوم يشكون القحطَ وفي نسخة وفْدٌ من اليمن فقال قائلهُم سَقَطَ الأُمْلُوجُ وماتَ العُسْلُوجُ وقيل الأُمْلُوجُ ورق من أَوراق الشجر كالعيدان ليس بعريض كورق الطَّرْفاء والسرْو والجمع الأَمالِيجُ حكاه الهروي في الغريبين والأُملُوجُ الغصن الناعم وقيل هو العِرْقُ من عُرُوقِ الشجَر يُغْمَسُ في الثرى لِيَلِينَ وقيل هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان وفي رواية سقط الأُملوج من البِكارةِ هو جمع بَكْرٍ وهو الفَتيُّ السمين من الإِبل أَي سقط عنها ما علاها من السِّمَنِ برَعْيِ الأُمْلُوج فسَمَّى السِّمَنَ نفسَه أُمْلُوجاً على سبيل الاستعارة قال ابن الأَثير قاله الزمخشري والمُلُجُ الجِداءُ الرُّضَّعُ والمالَجُ الذي يُطَيَّن به فارسي مُعَرَّبٌ ( ملح ) المِلْح ما يطيب به الطعام يؤنث ويذكر والتأْنيث فيه أَكثر وقد مَلَحَ القِدْرَ
( * قوله « وقد ملح القدر إلخ » بابه منع وضرب وأَما ملح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس ) يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحاً وأَملَحَها جعل فيها مِلْحاً بقَدَرٍ ومَلَّحها تَمْليحاً أَكثر مِلْحها فأَفسدها والتمليح مثله وفي الحديث إِن الله تعالى ضرب مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وإِن مَلَحه أَي أَلقى فيه المِلْح بقَدْر الإِصلاح ابن سيده عن سيبويه مَلَحْتُه ومَلَّحْته وأَمْلَحْته بمعنىً ومَلَح اللحمَ والجلدَ يَمْلَحُه مَلْحاً كذلك أَنشد ابن الأَعرابي تُشْلي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ وقال أَبو ذؤيب يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصحراء فائِرُه كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ يعني البحر شبّه السَّرابَ به وتقول مَلَحْتُ الشيءَ ومَلَّحْته فهو مملوح مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ والمِلْحُ والمَلِيح خلاف العَذْب من الماء والجمع مِلْحَةٌ ومِلاح وأَمْلاح ومِلَح وقد يقال أَمواهٌ مِلْح ورَكيَّة مِلْحة وماء مِلْح ولا يقال مالح إِلاَّ في لغة رديئة وقد مَلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَلَح يَمْلَح مُلوحاً بفتح اللام فيهما عن ابن الأَعرابي فإِن كان الماء عذباً ثم مَلُحَ قال أَمْلَحَ وبقلة مالِحة وحكى ابن الأَعرابي ماء مالحٌ كمِلْحٍ وإِذا وصفت الشيءَ بما فيه من المُلوحة قلت سمك مالح وبقلة مالحة قال ابن سيده وفي حديث عثمان رضي الله عنه وأَنا أَشرب ماءَ المِلْح أَي الشديدَ المُلوحة الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي قال ماء أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطائر وهو الماء المالح قال وأَنشدنا بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ رَبُّك والمَحْرُومُ من لم يُسْقَهُ أَراد ما أَقَعَّه من القُعاع وهو الماء المِلْحُ فقلَب ابن شميل قال يونس لم أَسمع

الصفحة 4254