كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)
يقال جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم والإِدامُ معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز وفي الحديث نِعْمَ الإِدام الخَلُّ الإِدام بالكسر والأُدْمُ بالضم ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان وفي الحديث سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل الدُّنيا والآخرة اللحمُ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً ويقول لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث والجمع آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ وقد ائتَدَمَ به وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه بالكسر أَدْماً خلطه بالأُدْم وقال غيره أَدَمَ الخبزَ باللحم وأَنشد ابن بري إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ وقال آخر تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ قال وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ وفي حديث أُمّ مَعْبَد أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم صِرْمَتها
( * قوله « وانها لتأدمها وتأدم صرمتها » ضبط في الأصل والنهاية بضم الدال ) وفي حديث أَنس وعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وجعلت فيه إِداماً يؤْكل يقال فيه بالمَدّ والقَصْر وروي بتشديد الدال على التكثير وفي الحديث أَنه مَرَّ بقوم فقال إِنَّكم تَأْتَدِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتى تكونوا شامَةً في الناس أَي إِنَّ لكم من الغِنى ما يُصْلِحكم كالإِدامِ الذي يُصلِح الخُبز فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم في الناس كالشَّامة في الجسَد تَظْهرون للناظِرين قال ابن الأَثير هكذا جاء في بعض كتب الغريب مَرْوِيّاً مَشْروحاً والمعروف في الرواية إِنكم قادِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم قال والظاهر والله أَعلم أَنه سَهْوٌ وفي حديث خديجة رضوان الله عليها فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم وقول امرأَة دُرَيد بن الصِّمَّة حين طلَّقها أَبا فلان أَتُطَلِّقُني ؟ فوالله لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومي وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي وجئتُك باهِلاً غير ذات صِرارٍ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن وأَرادت أَنها لم تَمْنَع منه شيئاً كالناقة الباهِلة التي لم تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها مَن شاء وأَدَمَ القومَ أَدَمَ لهم خُبْزَهم أَنشد يعقوب في صفة كلاب الصيد فهي تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ وتُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ
( * قوله « فهي تباري إلخ » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة سهق عل غير هذا الوجه وأتى بمشطورين بين هذين المشطورين )
وقولهم سَمْنُهم في أَديمهم يعني طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم راجع فيهم التهذيب من أَمثالهم سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم أَي في مَأْدُومِكم ويقال في سِقائكم والأَدِيمُ الجِلْد ما كان وقيل الأَحْمَر وقيل هو المَدْبوغُ وقيل هو بعد الأَفيق وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ واستعاره بعضهم للحرب فقال أَنشده بعضهم للحرث بن وَعْلة وإِيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها صحيحٌ وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ إِنما أَراد لا أَدِيمَ لها وأَراد على ذَوات السُّقْم والجمع آدِمَةٌ وأُدُمٌ بضمتين عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن من قال رُسْل فسكَّنَ قال أُدْمٌ هذا مطرد والأَدَمُ بنصب الدال اسم للجمع عند سيبويه مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ والآدامُ جمع أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام وإِن كان هذا في الصفة أَكثر قال وقد يجوز أَن يكون جمع أَدَمٍ أَنشد ثعلب إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها حَمْراءَ من مكَّة أَو حَرَامِها أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها والأَدَمَةُ باطنُ الجلْد الذي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها وقيل ظاهرهُ الذي عليه الشعَر وباطنه البَشَرة قال ابن سيده وقد يجوز أَن يكون الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القياس إِلاَّ أَن سيبويه جعله اسماً للجمع ونَظَّره وأَفَيقٍ وهو الأَدِيمُ أَيضاً الأَصمعي يقال للجلد إِهابٌ والجمع أُهُبٌ وأَهَبٌ مؤنثة فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلاّ أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فتقول هي الأَدَمُ والأَفَقُ ويقال أَدِيمٌ وآدِمَةٌ في الجمع الأَقلّ على أَفعِلة يقال ثلاثة آدِمةٌ وأَربعة آدِمةٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لرجل ما مالُكَ ؟ فقال أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في المَنِيئةِ الآدِمةُ بالمدّ جمع أَديم مثل رَغِيف وأَرْغِفة قال والمشهور في جمعه أُدَم والمَنِيئةُ بالهمز الدِّباغ وآدَمَ الأَدِيمَ أَظهر أَدَمَتَهُ قال العجاج
( * قوله « قال العجاج » عبارة الجوهري في صلب والصلب بالتحريك لغة في الصلب من الظهر قال العجاج يصف امرأة
ريا العظام فخمة المخدّم ... في صَلَبٍ مثل العِنانِ
المُؤْدَمِ )
في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ وأَدِيمُ كل شيء ظاهِرُ جلْدِه وأَدَمَةُ الأَرض وجهُها قال الجوهري وربما سمي وجْهُ الأَرض أَديماً قال الأَعشى يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية ال عَصْب ويوماً أَدِيُمها نَغِلا ورجل مُؤْدَمٌ أَي مَحبْوب ورجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ حاذقٌ مُجَرَّب قد جمع لِيناً وشدَّةً مع المعرفة بالأُمور وأَصلُه من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَته فالبَشرةُ ظاهِرةُ وهو مَنْبتُ الشعَر والأَدَمةُ باطِنُه وهو الذي يَلي اللَّحْم فالذي يراد منه أَنه قد جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ وقال ابن الأَعرابي معناه كريم الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده وقال الأَصمعي فلان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هو جامع يصلُح للشدَّة والرَّخاء وفي المثل إِنما يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشرةِ أَي يُعادُ في الدِّباغِ ومعناه إِنما يُعاتَب من يُرْجَى وفيه مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فيه مُراجَعٌ ويقال بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته والأدِيمُ إِذا نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل ويقال آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ إِذا حسن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها وفي حديث
الصفحة 45
4980