كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

نَجبَة ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة يُقال للرجل الكامل إِنه لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي جمع لينَ الأَدَمِة ونُعُومَتَها وهي باطن الجِلْد وشدَّة البشرة وخُشونَتها وهي ظاهره قال ابن سيده وقد يقال رجل مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر على المؤدَم قال والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر وقيل الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس وأَدَمَةُ الأَرض باطِنُها وأَدِيُمها وَجْهُها وأَدِيمُ الليل ظلمته عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمهِ وأَدِيمُ النهار بَياضُه حكى ابن الأَعرابي ما رأَيته في أَدِيمِ نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ وقيل أَدِيمُ النهار عامَّته وحكى اللحياني جئتُك اديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى وأَديمُ السماء ما ظهَر منها وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به والأُدْمَةُ السُّمرةُ والآدَمُ من الناس الأَسْمَرُ ابن سيده الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً وقيل هو البياضُ الواضِحُ وقيل في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان السُّمرة قال أَبو حنيفة الأُدْمةُ البياضُ وقد أَدِمَ وأَدُمَ فهو آدمُ والجمع أُدْمٌ كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل نحو صَبور وصُبُرٍ لأَن أَفْعَل من الثلاثة
( * قوله « لأن أفعل من الثلاثة إلخ » هكذا في الأصل ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا إلخ ) وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول إِلاَّ أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلاَّ أَن يُضطَرَّ شاعر وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ ولا يجمع على فُعْلان وقول ذي الرمة والجِيدُ من أُدْمانَةٍ عَتُودُ عِيبَ عليه فقيل إِنما يقال هي أَدْماءُ والأُدْمان جمع كأَحْمَر وحُمْران وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة وكان أَبو عليّ يقول بُنَيَ من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة والعرب تقول قُرَيْش الإِبلِ أُدْمُها وصُهْبَتُها يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ وقد أَوضحوا ذلك بقولهم خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها فجعلوهما خيرَ أَنواع الإِبل كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس وفي الحديث أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ قال ابن الأَثير الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر والأُدْمة في الإِبل البياض مع سواد المُقْلَتَيْن قال وهي في الناس السُّمرة الشديدة وقيل هو من أُدْمة الأَرض وهو لَوْنُها قال وبه سمي آدم أَبو البَشَر على نبينا وعليه الصلاة والسلام الليث والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد وفي الإِبِل والظِّباء بَياض يقال ظَبْيَة أَدْماء قال ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ قال وإن قيل كان قياساً وقال الأَصمعي الآدَمُ من الإِبل الأَبْيض فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمّىً قال والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرة فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ وروى الأَزهري بسنده عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت الوزير فقال لنا يوماً وكان ابنُ السكيت حاضراً ما تَقولُْ في الأُدْمِ من الظِّباء ؟ فقال هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان قال فالتفت إِليَّ وقال ما تقول يا أَبا جعفر ؟ فقلت ؟ الأُدْمُ على ضَرْبين أَما التي مَساكنها الجِبال في بِلاد قَيسْ فهي على ما وَصَف وأَما التي مَساكنها الرمْل في بلاد تَميم فهي الخَوالِص البَياض فأَنكر يعقوب واستأْذن ابنُ الأَعرابي على تَفِيئَةِ ذلك فقال أَبو أَيوب قد جاءكم مَن يفصِل بينكم فدَخَل فقال له أَبو أَيوب يا أَبا عبد الله ما تقول في الأُدْم من الظِّباء ؟ فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عن لسان ابن السكِّيت فقلت يا أَبا عبد الله ما تقول في ذي الرمة ؟ قال شاعر قلت ما تقول في قصيدته صَيْدَح
( * قوله « في قصيدته صيدح » هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس ولعله في قصيدته في صيدح لأنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها ) ؟ قال هو بها أَعرف منها به فأَنشدته من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ شُعاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّح فسكت ابنُ الأَعرابي وقال هي العرب تقول ما شاءت ابن سيده الأُدْمُ من الظِّباء ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرة زاد غيره وتسكُن الجِبال قال وهي على أَلْوان الجبال يقال ظَبْية أَدْماء قال وقد جاء في شعر ذي الرمة أُدْمانة قال أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ قال ابن بري الأَجاليد جمع أَجْلاد وأَجْلاد جمع جَلَد وهو ما صَلُب من الأَرض وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران وسُودان ولا تدخله الهاء وقال غيره أُدْمانةٌ وأُدْمان مثل خُمْصانة وخُمْصان فجعله مُفرداً لا جمعاً قال فعلى هذا يصح قوله الجوهري والأُدْمة في الإِبِلِ البياض الشديد يقال بعير آدَم وناقة أَدْماء والجمع أُدْمٌ قال الأَخْطل في كَعْب بن جُعَيْل فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ من الأُدْمِ دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ ويقال هو الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن واختُلف في اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق من أَدَمةِ الأَرض وقال بعضهم لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالى فيه وقال الجوهري آدَمُ أَصله بهمزتين لأَنه أَفْعَل إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثانية فإِذا احتَجْت إِلى تحريكها جعلتها واواً وقلت أَوادِم في الجمع لأَنه ليس لها أَصل في الياء معروف فَجُعِلَ الغالبُ عليها الواو عن الأَخفش قال ابن بري كل أَلِفق مجهولة لا يُعْرَف عَمَّاذا انْقِلابُها وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أَمْرٌ إِلى تحريكها فإِنها تبدَل واواً حملاً على ضَوارب وضُوَيْرب فهذا حكمُها في كلام العرب إِلا

الصفحة 46