كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

أَن تكون طَرفاً رابعةً فحينئذ تبدل ياءً وقال الزجاج
( * قوله « وقال الزجاج إلخ » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وقال الزجاج يقول أهل اللغة في آدم إن اشتقاقه من أديم الأرض لأنه خلق من تراب ) يقول أَهلُ اللغة إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب وقوله سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا جعل آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قال بَلَغوا بها فأَنّث وجمَع وصرف آدم ضرورة وقوله الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ قيل أَراد آدَم وقيل أَراد الأَرض قال الأَخفش لو جعلت في الشعر آدَم مع هاشم لجَاز قال ابن جني وهذا هو الوجه القويُّ لأَنه لا يحقِّق أَحدٌ همزةَ آدَم ولو كان تحقيقُها حَسَناً لكان التحقيقُ حَقيقاً بأَن يُسْمَع فيها وإِذا كان بَدلاً البتَّة وجَب أَن يُجْرى على ما أَجْرَتْه عليه العرب من مُراعاة لفظِه وتنزيل هذه الهمزة الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمزة نحو عالم وصابر أَلا تَرهم لما كسّروا قالوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم ؟ والأَدَمانُ في النَّخْل كالدَّمانِ وهو العَفَن وسيأْتي ذكره وقيل الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ في قلْب النَّخْلة وهو وَدِيُّه عن كُراع ولم يقل أَحَد في القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلاَّ هو والأَدَمان شجرة حكاها أَبو حنيفة قال ولم أَسمعها إِلا من شُبَيْل بن عزرة والإِيدامةُ الأَرضُ الصُّلْبة من غير حجارة مأْخوذة من أَديم الأَرض وهو وَجْهُها الجوهري الأَياديمُ مُتون الأَرض لا واحد لها قال ابن بري والمشهور عند أهل اللغة أَن واحدتها إِيدامة وهي فيعالة من أَدِيم الأَرض وكذا قال الشيباني واحدتها إِيدامةٌ في قول الشاعر كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ إِذَ وقَدَتْ عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ الأَصمعي الإِيدامةُ أَرض مُسْتَوِية صُلْبة ليست بالغَليظة وجمعها الأَياديمُ قال أُخِذَتِ الإِيدامةُ من الأَديمِ قال ذو الرمَّة كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ محوبة عنها الجِلالُ إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ
( * قوله « كأنهن ذرى إلخ » الشطر الاول في الأصل من غير نقط وكتب في هامش الأصل وشرح القاموس كأنهن ذرى هدي بمجوبة ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا ولعل عنها في البيت بمعنى عليها كما يؤخذ من تفسيره )
وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب يعني الإِبل التي أُهْدِيَتْ إِلى مكة جُلِّلَتْ بالجِلال وقال الإِيدامةُ الصُّلْبة من غير حجارة ابن شميل الإِيدامةُ من الأَرض السَّنَد الذي ليس بشديد الإشْراف ولا يكون إِلا في سُهول الأَرض وهي تنبت ولكن في نَبْتِها زُمَرٌ لِغِلَظِ مكانها وقِلَّة اسْتقْرار الماء فيها وأُدمى على فُعَلى والأُدَمى موضع وقيل الأُدَمى أَرض بظهر اليمامة وأَدام بلد قال صخر الغيّ لقد أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ وساقَتْه المَنِيَّةُ من أداما وأُدَيْمَةُ موضع قال ساعدة بن جُؤَيَّة كأَن بَني عَمْرو يُرادُ بدارهم بِنَعْمانَ راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ يقول كأَنهم من امتناعِهم على مَن أَرادهم في جَبَل وإِن كانوا في السَّهْل
( أدن ) المُؤْدَنُ من الناس القصيرُ العنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين مع قِصَر الأَلواحِ واليدين وقيل هو الذي يولد ضاوِياً والمُؤْدَنة طُوَيِّرةٌ صغيرةٌ قصيرةُ العنُق نحو القُبَّرة ابن بري المُؤ ؟ ْدَنُ الفاحشُ القِصَر قال رِبْعِيّ الدُّبَيري لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرَّاً قالت أُريد العَتْعَتَ الذِّفِرّا
( أدا ) أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً وأَدَى أُدِيّاً خَثُرَ لِيَرُوبَ عن كراع يائية وواوية ابن بُزُرْج أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً مُثقَّل يأْدُو وهو اللَّبَنُ بين اللَّبَنَيْنِ ليس بالحامِض ولا بالحُلْو وقد أَدَتِ الثمرةُ تأْدو أُدُوّاً وهو اليُنُوعُ والنُّضْجُ وأَدَوْتُ اللَّبَن أَدْواً مَخَضْتُه وأَدى السِّقاءُ يأْدي أُدِيّاً أَمْكن ليُمْخَضَ وأَدَوْتُ في مَشْيِي آدُو أَدْواً وهو مَشْيٌ بين المَشْيَيْنِ ليس بالسَّريع ولا البَطِيء وأَدَوْت أَدْواً إذا خَتَلْت وأَدا السَّبُعُ للغزال يأْدُوا أَدْواً خَتَلَه ليَأْكُله وأَدَوْتُ له وأَدَوْتهُ كذلك قال حَنَتْني حانِياتُ الدَّهْر حَتَّى كأني خاتلٌ يَأْدُو لِصَيدِ أبو زيد وغيره أَدَوْتُ له آدُوا له أَدْواً إذا خَتَلْته وأَنشد أَدَوْتُ له لآخُذَهُ فَهَيْهاتَ الفَتى حَذِرا نَصَبَ حَذِراً بفِعْلٍ مُضْمَر أي لا يزال حَذِراً قال ويجوز نصبه على الحال لأَن الكلام تَمَّ بقوله هيهات كأَنه قال بَعُدَ عني وهو حَذِر وهو مثل دَأَى يَدْأَي سواء بمعناه ويقال الذئب يأْدُو للغَزال أي يَخْتِلُه ليأْكُلَه قال والذئب يأْدُو للغَزال يأْكُلُهْ الجوهري أَدَوْتُ له وأَدَيْتُ أي خَتَلْتُه وأَنشد ابن الأَعرابي تَئِطُّ ويأْدُوها الإفالُ مُرِبَّةً بأَوطانها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائل قال يأْدوها يَخْتِلُها عن ضُرُوعِها ومُرِبَّة أَي قلوبها مُرِبَّة بالمواضع التي تَنْزِعُ إليها ومُطْرَفات أُطْرِفوها غَنيمةً من غيرهم والحمَائل المحتَمَلة إليهم المأْخوذة من غيرهم والإداوَةُ المَطْهَرة ابن سيده وغيره الإداوَةُ للماء وجمعها أَداوى مثل المَطايا وأَنشد يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ جِئ في أَداوى كالمَطاهِر يَصِف القَطا واسْتِقاءَها لفِراخِها في حَواصلها وأنشد الجوهري إذا الأَداوى ماؤُها تَصَبْصَبا وكان قياسه أَدائيَ مثل رِسالة ورَسائِل فتَجَنَّبُوه وفعلوا به ما فعلوا بالمَطايا والخطايا فجعلوا فَعائل فَعالى وأَبدلوا هنا الواو ليدل على أَنه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة فقالوا أَداوى فهذه الواو بدل من الأَلف الزائدة في إداوَة والألف التي في آخر الأَداوى بدل من الواو في إداوَة وأَلزموا الواو ههنا كما أَلزموا الياء في مَطايا وقيل إنما تكون إداوة إذا كانت

الصفحة 47