كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

فأَوجِز أَي أَسرع واقْتَصِرْ وتَوَجَّزْتُ الشيء مثل تَنَجَّزْتُه ورجل مِيْجاز يُوجِزُ في الكلام والجواب وأَوْجَزَ القولَ والعطاء قلَّله وهو الوَجْزُ قال ما وَجْزُ مَعْرُوفِكِ بالرِّماقِ ورجل وَجْزٌ سريع الحركة فيما أَخَذَ فيه والأُنثى بالهاء ووَجْزَةُ فرس يزيد بنِ سِنانٍ وهو من ذلك وأَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ سعدُ بن بَكْرٍ شاعر معروف ومُحَدِّثٌ ومُوجِزٌ من أَسماء صَفَرَ قال ابن سيده أُراها عادِيَّةً ( وجس ) أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً أَحَسَّ به وفي التنزيل العزيز فأَوْجَسَ منهم خيفة قال أَبو إِسحق معناه فأَضْمَر منهم خَوْفاً وكذلك التوَجُّس وقال في موضع آخر معنى أَوْجَسَ وقع في نفسه الخوفُ الليث الوَجْس فَزْعة القلب والوَجْس الفَزَع يقع في القلب أَو في السمع من صوت أَو غير ذلك والتوَجُّس التَّسَمُّع إِلى الصوت الخفي قال ذو الرمة يصف صائداً إِذا تَوَجَّس رِكزاً من سَنابِكِها أَو كان صاحِبَ أرْضٍ أَوْ بِهِ المُومُ وأَوْجَسَت الأُذنُ وتَوجَّسَت سمعت حسّاً وقول أَبي ذؤيب حتَّى أُتِيح لهُ يَوْماً بِمُحْدَلَةٍ ذُو مِرَّةٍ بِدِوارِ الصَّيْد وَجَّاسُ قال ابن سيده هو عندي أَنه على النسب إِذ لا نعرف له فِعلاً والوَجْسُ الصوت الخفي وفي الحديث أَنه نهى عن الوَجْس هو أَن يجامع الرجل امرأَته أَو جاريته والأُخرى تسمع حسهما وسئل الحسن عن الرجل يجامع المرأَة والأُخرى تسمع فقال كانوا يكرهون الوَجْس قال أَبو عبيد هو الصوت الخفي وفي الحديث دخلت الجنة فسمعت في جانبها وَجْساً فقيل هذا بلال الوَجْس الصوت الخفي وتَوَجَّسَ بالشيء أَحَسَّ به فَتَسَمَّع له وتوَجَّسْت الشيءَ والصوتَ إِذا سمعته وأَنت خائف ومنه قوله فَغَدَا صَبِيحَةَ صَوْتِها مُتَوَجّسَا والواجِسُ الهَاجِسُ والأَوْجَس والأَوْجُس الدهر وفتح الجيم هو الأَفصح يقال لا أَفعل ذلك سَجِيسَ الأَوْجَس والأَوْجُس وسَجِيسَ عُجَيس الأَوْجس حكاه الفارسي أَي لا أَفعله طول الدهر وما ذقت عنده أَوْجَسَ أَي طعاماً لا يستعمل إِلا في النفي ويقال تَوَجَّسْت الطعام والشراب إِذا تَذَوَّقته قليلاً وهو مأْخوذ من الأَوْجس ( وجع ) الوَجَع اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ والجمع أَوْجاعٌ وقد وَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ وياجَعُ فهو وجِعٌ من قوم وَجْعَى ووَجاعَى ووَجِعِينَ ووِجاعٍ وأَوجاعٍ ونِسْوةٌ وَجاعى ووَجِعاتٌ وبنو أَسَد يقولون يِيجَعُ بكسر الياء وهم لا يقولون يِعْلَمُ اسْتِثْقالاً للكسرة على الياء فلما اجتمعت الياءَان قَوِيَتا واحْتَمَلَتْ ما لم تحتمله المفردة وينشد لمتمم بن نويرة على هذه اللغة قَعِيدَكِ أَن لا تُسْمِعِيني مَلامةً ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤادِ فَيِيجَعا ومنهم من يقول أَنا إِيجَعُ وأَنت تِيجَعُ قال ابن بري الأَصل في يِيجَعُ يَوْجَعُ فلما أَرادوا قلب الواو ياء كسروا الياء التي هي حرف المضارعة لتنقلب الواو ياء قلباً صححياً ومن قال يَيْجلُ ويَيْجَعُ فإِنه قلب الواو ياء قلباً ساذَجاً بخلاف القلب الأَول لأَنَّ الواو الساكنة إِنما تَقْلِبُها إِلى الياء الكسرةُ قبلها قال الأَزهري ولُغةٌ قبيحةٌ من يقول وَجِعَ يَجِعُ قال ويقول أَنا أَوْجَعُ رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي وأَوْجَعْتُه أَنا ووَجِعَ عُضْوُه أَلِمَ وأَوْجَعَهُ هو الفراء يقال للرجل وَجِعْتَ بَطْنَكَ مثل سَفِهْتَ رأْيَكَ ورَشِدْتَ أَمرَك قال وهذا من المعرفة التي كالنكرة لأَن قولك بَطْنَكَ مُفَسِّرٌ وكذلك غُبِنْتَ رأْيَك والأَصل فيه وَجِعَ رأْسُك وأَلم بَطْنُكَ وسَفِهَ رأْيُك ونَفْسُك فلما حُوِّلَ الفعلُ خرج قولك وَجِعْتَ بطنَك وما أَشبهه مَفَسِّراً قال وجاء هذا نادراً في أَحرف معدودة وقال غيره إِنما نصبوا وَجِعْتَ بطنَك بنزع الخافض منه كأَنه قال وَجِعْت من بطنك وكذلك سفهت في رأْيك وهذا قول البصريين لأَن المُفَسِّراتِ لا تكون إِلا نكرات وحكى ابن الأَعرابي أَمَضَّني الجُرْحُ فَوَجِعْتُه قال الأَزهري وقد وَجِعَ فلانٌ رأْسَه وبطنَه وأَوْجَعْتُ فلاناً ضَرْباً وجِيعاً وضَرْبٌ وجِيعٌ أَي مُوجِعٌ وهو أَحد ما جاء على فَعِيلٍ من أَفْعَلَ كما يقال عذاب أَلِيمٌ بمعنى مؤلم وقيل ضربٌ وجِيعٌ وأَلِيمٌ ذو أَلَمٍ وفلان يَوْجَعُ رأْسَه نصبْتَ الرأْسَ فإِن جئت بالهاء قلت يَوْجَعُه رأْسُه وأَنا أَيْجَع رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي ولا تقل يُوجِعني رأْسي والعامة تقوله قال صِمّة بن عبد الله القشيري تَلَفَّتُّ نحوَ الحَيِّ حتى وجَدْتُني وجِعْتُ من الإِصْغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا والإِيجاعُ الإِيلامُ وأَوْجَعَ في العَدُوّ أَثْخَنَ وتَوَجَّعَ تَشَكَّى الوجَعَ وتوجَّعَ له مما نزل به رَثى له من مكروه نازل والوجْعاءُ السافِلةُ وهي الدُّبُر ممدودة قال أَنسُ ابن مُدْرِكةَ الخَثْعَمِي

الصفحة 4772