الذين لا نظير لهم في البأْس وأَما قوله لِيَهْنِئ تُراثي لامْرئٍ غيرِ ذِلّةٍ صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ سَريعاتُ مَوتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ إِذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ فإِنه عنى بالأُحْدانِ السهام الأَفْراد التي لا نظائر لها وأَراد لامْرئٍ غير ذي ذِلّةٍ أَو غير ذليل والصَّنابِرُ السِّهامُ الرِّقاقُ والحَفِيف الصوتُ والرَّيِّثاتُ البِطاءُ وقوله سَرِيعاتُ موت رَيِّثاتُ إِفاقة يقول يُمِتْنَ مَن رُميَ بهن لا يُفيق منهن سريعاً وحملهن خفيف على من يَحْمِلُهُنَّ وحكى اللحياني عددت الدراهم أَفْراداً ووِحاداً قال وقال بعضهم أَعددت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ثم قال لا أَدري أَعْدَدْتُ أَمن العَدَد أَم من العُدّة والوَحَدُ والأَحَدُ كالواحد همزته أَيضاً بدل من واو والأَحَدُ أَصله الواو وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن الآحاد أَهي جمع الأَحَدِ ؟ فقال معاذ الله ليس للأَحد جمع ولكن إِن جُعلت جمعَ الواحد فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد قال وليس للواحد تثنية ولا لللاثنين واحد من جنسه وقال أَبو إِسحق النحوي الأَحَد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد والواحد اسم لمفتتح العدد وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات يقال ما أَتاني منهم أَحد فمعناه لا واحد أَتاني ولا اثنان وإِذا قلت جاءني منهم واحد فمعناه أَنه لم يأْتني منهم اثنان فهذا حدُّ الأَحَد ما لم يضف فإِذا أُضيف قرب من معنى الواحد وذلك أَنك تقول قال أَحد الثلاثة كذا وكذا وأَنت تريد واحداً من الثلاثة والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد عن الأَصحاب من طريق بَيْنُونته عنهم وقولهم لست في هذا الأَمر بأَوْحَد أَي لست بعادم فيه مثلاً أَو عِدْلاً الأَصمعي تقول العرب ما جاءَني من أَحد ولا تقول قد جاءَني من أَحد ولا يقال إِذا قيل لك ما يقول ذلك أَحد بَلى يقول ذلك أَحد قال ويقال ما في الدّار عَريبٌ ولا يقال بلى فيها عريب الفراء قال أَحد يكون للجمع والواحد في النفي ومنه قول الله عز وجل فما منكم من أَحد عنه حاجزين جُعِل أَحد في موضع جمع وكذلك قوله لا نفرّق بين أَحد من رسله فهذا جمع لأَن بين لا تقع إِلا على اثنين فما زاد قال والعرب تقول أَنتم حَيّ واحد وحي واحِدون قال ومعنى واحدين واحد الجوهري العرب تقول أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون كما يقال شِرْذِمةٌ قليلون وأَنشد للكميت فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ منهم فَقَدْ رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا ويقال وحَّدَه وأَحَّدَه كما يقال ثَنَّاه وثَلَّثه ابن سيده ورجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ والأُنثى وَحِدةٌ حكاه أَبو علي في التذكرة وأَنشد كالبَيْدانةِ الوَحِدهْ الأَزهري وكذلك فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ ورجل وحِيدٌ لا أَحَدَ معه يُؤنِسُه وقد وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً وَوَحْداً وتقول بقيت وَحيداً فَريداً حَريداً بمعنى واحد ولا يقال بقيت أَوْحَدَ وأَنت تريد فَرْداً وكلام العرب يجيء على ما بني عليه وأُخذ عنهم ولا يُعَدّى به موضعُه ولا يجوز أَن يتكلم فيه غير أَهل المعرفة الراسخين فيه الذين أَخذوه عن العرب أَو عمن أَخذ عنهم من ذوي التمييز والثقة وواحدٌ ووَحَد وأَحَد بمعنى وقال فلَمَّا التَقَيْنا واحدَيْن عَلَوْتُهُ اللحياني يقال وَحِدَ فلان يَوْحَدُ أَي بقي وحده ويقال وَحِدَ وَوَحُدَ وفَرِدَ وفَرُدَ وفَقِهَ وفَقُهَ وسَفِهَ وسَفُهَ وسَقِمَ وسَقُمَ وفَرِعَ وفَرُعَ وحَرِضَ وحَرُضَ ابن سيده وحِدَ ووحُدَ وحادةً وحِدةً ووَحْداً وتَوَحَّدَ بقي وحده يَطَّرد إِلى العشرة عن الشيباني وفي حديث ابن الحنظلية وكان رجلا مُتوحّداً أَي مُنْفرداً لا يُخالِط الناس ولا يُجالِسهم وأَوحد الله جانبه أَي بُقِّي وَحْدَه وأَوْحَدَه للأَعْداء تركه وحكى سيبويه الوَحْدة في معنى التوَحُّد وتَوَحَّدَ برأْيه تفرّد به ودخل القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ وأُحادَ أُحادَ أَي فُرادى واحداً واحداً معدول عن ذلك قال سيبويه فتحوا مَوْحَد إِذ كان اسماً موضوعاً ليس بمصدر ولا مكان ويقال جاؤوا مَثْنَى مَثنى ومَوْحَدَ مَوْحد وكذلك جاؤوا ثُلاثَ وثُناءَ وأُحادَ الجوهري وقولهم أُحادَ وَوُحادَ ومَوْحَد غير مصروفات للتعليل المذكور في ثُلاثَ ابن سيده مررت به وحْدَه مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يُغَيّر عن المصدر وهو بمنزلة قولك إِفْراداً وإِن لم يتكلم به وأَصله أَوْحَدْتُه بِمُروري إِيحاداً ثم حُذِفت زياداته فجاءَ على الفعل ومثله قولهم عَمْرَكَ اللَّهَ إِلاَّ فعلت أَي عَمَّرتُك الله تعميراً وقالوا هو نسيجُ وحْدِه وعُيَبْرُ وحْدِه وجْحَيْشُ وحْدِه فأَضافوا إِليه في هذه الثلاثة وهو شاذّ وأَما ابن الأَعرابي فجعل وحْدَه اسماً ومكنه فقال جلس وحْدَه وعلا وحْدَه وجلَسا على وحْدَيْهِما وعلى وحْدِهما وجلسوا على وَحْدِهم وقال الليث الوَحْد في كل شيء منصوب جرى مجرى المصدر خارجاً من الوصف ليس بنعت فيتبع الاسم ولا بخبر فيقصد إِليه فكان النصب أَولى به إِلا أَن العرب أَضافت إِليه فقالت هو نَسيجُ وحْدِه وهما نَسِيجا وحْدِهما وهم نُسَجاءُ وحدِهم وهي نَسِيجةُ وحدِها وهنَّ