كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وقالتْ فلَوْ شَيءٌ أَتانا رَسُوله سِواكَ ولكنْ لم نَجِدْ لكَ مَدْفَعا أَقام شيئاً مقام أَحَدٍ أَي ليس أَحَدٌ مَعْدُولاً بك ابن سيده وفلان لا واحد له أَي لا نظير له ولا يقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي كريم الآباءِ والأُمهاتِ من الرجال والإِبل وقال أَبو زيد لا يقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي الكريم من الرجال وفي النوادر لا يستطيعها إِلا ابن إِحْداتها يعني إِلا ابن واحدة منها قال ابن سيده وقوله حتى اسْتثارُوا بيَ إِحْدَى الإِحَدِ لَيْثاً هِزَبْراً ذا سِلاحٍ مُعْتَدِي فسره ابن الأَعرابي بأَنه واحد لا مثل له يقال هذا إِحْدَى الإِحَدِ وأَحَدُ الأَحَدِين وواحِدُ الآحادِ وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة قال ذلك أَحَدُ الأَحَدِين قال أَبو الهيثم هذا أَبلغ المدح قال وأَلف الأَحَد مقطوعة وكذلك إِحدى وتصغير أَحَد أُحَيْدٌ وتصغير إِحْدَى أُحَيدَى وثبوت الأَلِف في أَحَد وإِحْدى دليل على أَنها مقطوعة وأَما أَلِف اثْنا واثْنَتا فأَلِف وصل وتصغير اثْنا ثُنَيَّا وتصغير اثْنَتا ثُنَيَّتا وإِحْدَى بناتِ طَبَقٍ الدّاهِيةُ وقيل الحَيَّةُ سميت بذلك لِتَلَوِّيها حتى تصير كالطَّبَق وبَنُو الوَحَدِ قوم من بني تَغْلِب حكاه ابن الأَعرابي قال وقوله فَلَوْ كُنتُمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذِكم ولكِنَّها الأَوْحادُ أَسْفَلُ سافِلِ أَراد بني الوَحَد من بني تَغْلِبَ جعل كل واحد منهم أَحَداً وقوله أَخَذْنا بأَخْذِكم أَي أَدْرَكْنا إِبلكم فرددناها عليكم قال الجوهري وبَنُو الوَحِيدِ بطْنٌ من العرب من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعةَ والوَحِيدُ موضع بعينه عن كراع والوحيد نَقاً من أَنْقاء الدَّهْناءِ قال الراعي مَهارِيسُ لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابةً إِلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ والوُحْدانُ رِمال منقطعة قال الراعي حتى إِذا هَبَطَ الوُحْدانُ وانْكَشَفَتْ مِنْه سَلاسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ وقيل الوُحْدانُ اسم أَرض والوَحِيدانِ ماءانِ في بلاد قَيْس معروفان قال وآلُ الوَحِيدِ حيٌّ من بني عامر وفي حديث بلال أَنه رَأَى أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ يقول يوم بدر يا حَدْراها قال أَبو عبيد يقول هل أَحد رأَى مثل هذا ؟ وقوله عز وجل إِنما أَعظُكم بواحدة هي هذه أَنْ تقوموا لله مَثْنَى وفُرادَى وقيل أَعظُكم أَنْ تُوَحِّدُوا الله تعالى وقوله ذَرْني ومَن خَلَقْتُ وحِيداً أَي لم يَشْرَكْني في خلقه أَحَدٌ ويكون وحيداً من صفة المخلوق أَي ومَنْ خَلَقْتُ وحْدَه لا مال له ولا وَلد ثم جَعَلْت له مالاً وبنين وقوله لَسْتُنَّ كأَحَد من النساءِ لم يقل كَواحِدة لأَن أَحداً نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة
( وحر ) الوَحَرَةُ وزَغَة تكون في الصَّحاري أَصغرُ من العِظاءَةِ وهي على شكل سامِّ أَبْرَصَ وفي التهذيب وهي لف سوامّ أَبرص خلقةً وجمعها وَحَرٌ غيره والوَحَرَة ضرب من العظاءِ وهي صغيرة حمراء تعدو في الجَبابِينِ لها ذنب دقيق تَمْصَعُ به إِذا عَدَتْ وهي أَخبث العظاء لا تطأُ طعاماً ولا شراباً إِلا شمته ولا يأْكله أَحد إِلاَّ دَقِيَ بطنُه وأَخذه قَيْءٌ وربما هلك آكله قال الأَزهري وقد رأَيت الوَحَرَةَ في البادية وخِلقتها خلقة الوَزَغ إِلا أَنها بيضاء منقطة بحمرة وهي قذرة عند العرب لا تأْكلها الجوهري الوحرة بالتحريك دويبة حمراء تلتزق بالأَرض كالعظاء وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَحمر قصيراً مثل الوَحَرَةِ فقد كذب عليها هو بالتحريك ما ذكرناه ووَحِرَ الرجلُ وَحَراً أَكل ما دَبَّتْ عليه الوَحَرَةُ أَو شربه فأَثر فيه سَمُّها ولَبَنٌ وَحِرٌ وقعت فيه الوَحَرَةُ ولحم وَحِرٌ دَبَّ عليه الوَحَرُ قال أَبو عمرو الوَحَرَةُ إِذا دبت على اللحم أَوْحَرَتْه وإِيحارها إِياه أَن يأْخذَ آكلَه القيءُ والمَشِيُّ وقال أَعرابي من أَكل الوَحَرَة فأُمّه منتحرة بغائط ذي جحرة وامرأَة وَحَرةٌ سوداء دَميمة وقيل حمراء والوَحَرَةُ من الإِبل القصيرة ابن شميل الوَحَرُ أَشدّ الغضْب يقال إِنه لوَحِرٌ عَليَّ قال ابن أَحمر هل في صُدُورهمُ من ظُلْمنا وَحَرُ ؟ الوَحَرُ الغيظ والحِقْدُ وبَلابِلُ الصدر ووساوسه والوَحَرُ في الصدر مثل الغِلّ وفي الحديث الصومُ يَذْهَبُ بوَحَرِ الصُّدور وهو بالتحريك غِشُّه ووساوسه وقيل الحقد والغيظ وقيل العداوة وفي الحديث من سَرَّه أَن يذهب كثيرٌ من وَحَرِ صدرِه فَلْيَصُمْ شهرَ الصَّبْر وثلاثةَ أَيام من كل شهر قال الكسائي والأَصمعي في قوله وَحِرَ صدرُه الوَحَرُ غش الصدر وبلابله ويقال إِن أَصل هذا من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَةُ شبهت العداوة والغلّ بها

الصفحة 4783