كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

الجوهري الوَدَجُ والوِدَاجُ عِرْقٌ في العُنق وهما وَدَجانِ وفي المحكم الوَدَجانِ عرقان متصلان من الرأْس إِلى السَّحْرِ والجمع أَوْداج غيره وهي عروق تكتنف الحُلْقُوم فإِذا فُصِدَ وُدِّجَ وقيل الأَوداجُ ما أَحاط بالحلق من العروق وقيل هي عروق في أَصل الأُذنين يخرج منها الدم وقيل الوَدَجان عرقان غليظان عريضان عن يمين ثُغْرَةِ النحر ويسارها والوَريدانِ بجنب الوَدَجَيْن فالودجان من الجداول التي تجري فيها الدماء والوريدان النَّبْضُ والنَّفَس وفي حديث الشهداء أَوْداجُهم تَشْخُبُ دماً قيل هي ما أَحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح وفي الحديث كل ما أَفْرَى الأَودَاجَ والحديث الآخر فانتفخت أَوْداجُه والتَّوْدِيجُ في الدواب كالفصد في الناس ويقال دِجْ دابَّتَك أَي اقطع وَدَجَها وهُوَ لَها كالفصد للإِنسان ووَدَجَه وَدْجاً ووِدَاجاً ووَدَّجَه قطع وَدَجَه قال عبد الرحمن بن حسان فأَمَّا قولُكَ الخُلَفاءُ مِنَّا فهمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن وِداجِ ووَدَجَ بين القوم وَدْجاً أَصلح وفلانٌ وَدَجِي إِلى فلان أَي وسيلتي وسبي والوَدَجَانِ الأَخَوان ويقال للأَخوين هما وَدَجانِ قال زيدُ الخيل فقُبِّحْتُمُ من وَافِدَيْنِ اصْطَفَيْتُما ومن وَدَجَيْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائِلِ
( * قوله « فقبحتم إلخ » هو هكذا في الأصل )
أَراد بوَدَجَيْ حَرْبٍ أَخَوَيْ حَرْب ويقال بئس وَدَجَا حَرْب هما ابن شميل المُوَادَجَةُ المُسَاهَلَةُ والمُلايَنةُ وحُسن الخلُق ولين الجانب وَوَدَجٌ موضع
( ودح ) أَوْدَحَ الرجلُ أَقَرَّ وفي التهذيب أَقَرَّ بالباطل حكاه ابن السكيت وأَنشد أَوْدَحَ لما أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ وأَوْدَحَ الرجلُ أَذعَنَ وخَضَع وربما قالوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا توقف ولم يَنْزُ الأَزهري أَبو زيد الإِيداحُ الإِقرار بالذل والانقيادُ لمن يقوده وأَنشد وأَكْوِي على قَرْنَيْهِ بعد خِصائِه بنارِي وقد يُخْصَى العَتُودُ فَيُودِحُ وأَودَحَتِ الإِبلُ سَمِنَتْ وحَسُنتْ حالُها أَبو عمرو يقال ما أَغْنى عنه وَدَحَةً ولا وَتَحةً ولا وَذَحةً ولا وَشَمَةً ولا رَشَمَةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً ووَدْحانُ موضع وقد سَمَّوا به رجلاً ( ودد ) الودُّ مصدر المودَّة ابن سيده الودُّ الحُبُّ يكون في جميع مَداخِل الخَيْر عن أَبي زيد ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو من الأُمْنِيَّة قال الفراء هذا أَفضل الكلام وقال بعضهم وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غير ذكر هذا في قوله تعالى يَوَدُّ أَحدُهم لو يُعَمّر أَي يتمنى الليث يقال وِدُّكَ وَوَدِيدُكَ كما تقول حِبُّكَ وحَبِيبُك الجوهري الوِدُّ الوَدِيدُ والجمع أَوُدٌّ مثل قِدْحٍ وأَقْدُحٍ وذِئْبٍ وأَذْؤُبٍ وهما يَتَوادّانِ وهم أَوِدّاء ابن سيده وَدَّ الشيءَ وُدًّا وَوِدًّا وَوَدّاً وَوَدادةً وَوِداداً وَوَداداً ومَوَدَّةً ومَوْدِدةً أَحَبَّه قال إِنَّ بَنِيَّ لَلئامٌ زَهَدَهْ ما ليَ في صُدُورِهْم مِنْ مَوْدِدَِهْ أَراد من مَوَدّة قال سيبويه جاء المصدر في مَوَدّة على مَفْعَلة ولم يشاكل باب يَوْجَلُ فيمن كسر الجيم لأَن واو يَوْجَلُ قد تعتل بقلبها أَلفاً فأَشبهت واو يَعِدُ فكسروها كما كسروا المَوْعِد وإِن اختلف المعنيان فكان تغيير ياجَل قلباً وتغيير يَعِدُ حذفاً لكن التغيير يجمعهما وحكى الزجاجي عن الكسائي ودَدْتُ الرجل بالفتح الجوهري تقول وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك ووَدِدْتُ لو أَنك تفعل ذلك أَوَدُّ وُدًّا وَوَدًّا وَوَدادةً وَوِداداً أَي تمنيت قال الشاعر وَدِدْتُ وَِدادةً لو أَنَّ حَظِّي من الخُلاَّنِ أَنْ لا يَصْرِمُوني ووَدِدْتُ الرجل أَوَدُّه ودًّا إِذا أَحببته والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ المَوَدَّة تقول بودِّي أَن يكون كذا وأَما قول الشاعر أَيُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنّا وبِودِّيكَ لَوْ تَرَى أَكْفاني فإِنما أَشبع كسرة الدال ليستقيم له البيت فصارت ياء وقوله عز وجل قل لا أَسأَلكم عليه أَجراً إِلا المودَّةَ في القُربى معناه لا أَسأَلكم أَجراً على تبليغ الرسالة ولكني أُذكركم المودّة في القربى والمودّةَ منتصبة على استثناء ليس من الأَوّل لأَن المودّة في القربى ليست بأَجر وأَنشد الفراء في التمني

الصفحة 4793