وقيل إِنها سميت بالموَدّة التي هي المَحبة ( ودر ) وَدَّر الرجلَ تَوْدِيراً أَوقعه في مَهْلَكَةٍ وقيل هو أَن يُغْرِيَهُ حتى يتكلف ما يقع منه في هَلكَةٍ يكون ذلك في الصدق والكذب وقيل إِنما هو إِيرادك صاحبك الهَلَكَةَ ابن شميل تقول وَدَّرْتُ رسولي قِبَلَ بَلْخٍ إِذا بعثته قال الأَزهري وسمعت غير واحد يقول للرجل إِذا تَجَهَّم له وردّه ردّاً قبيحاً ودِّرْ وجهك عني أَي نَحِّه وبَعِّدْه ابن الأَعرابي تَهَوَّل في الأَمر وتَورَّطَ وتَوَدَّرَ بمعنى مال ( ودس ) الوادِسُ من النبات ما قد غَطَّى وجه الأَرض ودَسَت الأَرض وَدْساً وَوَدَّسَتْ وتَوَدَّسَتْ تغطت بالنبات وكثر نباتها وقيل إِنما ذلك في أَول إِنباتها أَبو عبيد تَوَدَّسَت الأَرض وأَوْدَسَتْ بمعنى أَي أَنبتت ما غطى وجهها وما أَحسن وَدَسَها
( * قوله « ودسها » كذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك وضبط بالقلم في الصحاح بالتسكين ) إِذا خرج نباتها وأَرض وَدِسَة مُتَودِّسة ليس على الفعل ولكن على النسب والوَدَس والوَدِيس والوِداسُ ما غطاها من ذلك وفي حديث خزيمة وذكر السنة فقال وأَيبست الوديس هو ما أَخرجت الأَرض من النبات والوَدس أَول نبات الأَرض ودخان موَدِّس والتَّوْدِيس رعي الوادِس من النبات والتَّوَدُّس رعي الوِدَاس وودَّسَ إِليه بكلمة طرحها وما أَدري أَين وَدَسَ من بلاد اللَّه ووَدَّس أَي أَين ذهب ووَدَسَ عليَّ الشيءُ وَدْساً أَي خفي وأَين وَدَسْت به أَي أَين خَبَأْته والوَدِيس الرقيق من العسل والوَدَس العَيْب يقال إِنما يأْخذ السلطان من به وَدَس أَي عيب ( ودش ) ابن الأَعرابي الوَدْشُ الفساد ( ودص ) وَدَصَ إِليه بكلام وَدْصاً كلَّمه بكلام لم يَسْتَتِمّه ( ودع ) الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر وقيل هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي لأَخْدَعَه وغِرَّتَه أُرِيدُ قال ابن بري صواب إِنشاده أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ ووَدَّعَ الصبيَّ وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع وودَّعَ الكلبَ قَلَّدَه الودَعَ قال يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ وذُو الودْعِ الصبيُّ لأَنه يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً قال جميل أَلَمْ تَعْلَمِي يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأَنْتِ صَلُودُ ؟ ويروى أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ ومنه الحديث من تَعَلَّقَ ودَعةً لا وَدَعَ الله له وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين وقوله لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ وهو لفظ مبنيّ من الودعة أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى يَمْرُثُها ويقال للأَحمق هو يَمْرُدُ الوْدَع يشبه بالصبي قال الشاعر والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قال ابن بري أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم بكماله السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ قال وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ ووَدَّع ابنه جعل الوَدعَ في عُنُقه وكلبَه قَلَّدَه الودع وفرسَه رَفَّهَه وهو فرس مُوَدَّعُ ومَوْدُوع على غير قِياسٍ ودِرْعَه والشيءَ صانَه في صِوانِه والدَّعةُ والتُّدْعةُ
( * قوله « والتدعة » أي بالسكون وكهمزة أفاده المجد ) على البدل الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ والهاء عِوَضٌ من الواو والوَديعُ الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ ويقال ذو وَداعةٍ وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً زاد ابن بري ووَدَعَه فهو وَديعٌ ووادِعٌ أَي ساكِن وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أي تَقِيه وتَصُونه وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً ويقال وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ ومنه قول سويد بن كراع أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ لِسُلَيْمى ففُؤادِي مُنْتَزَعْ أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ